ولد في مثل هذا اليوم 21 يوليو 1899، الأديب الأميركي الفذ أرنست همنغواي، والذي يعتبر من أبرز الأدباء الأميركيين في القرن العشرين، وحصل على جائزتي بوليتزر ونوبل على أعماله، وخصوصا روايته العبقرية «العجوز والبحر»، وتحولت معظم أعماله إلى أفلام سينمائية.
ومن أبرز أعماله «والشمس تشرق أيضاً»، «وداعاً للسلاح»، «ثلوج كليمنغارو»، «العجوز والبحر»، وغيرها الكثير، حيث امتاز أسلوبه بالبساطة، أو السهل الممتنع، بعيداً عن التنميق والزخرفة، التي يتهافت عليها اليوم كتابنا الشباب العرب، كما كانت لديه قدرة هائلة في التحكم بالأسلوب القصصي الحديث، الذي ساهمت في تشكيله كتاباته وتقاريره الصحافية.
اشترك همنغواي في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وتأثر بالحرب الأهلية الاسبانية، فكتب «وداعاً للسلاح»، وعاش حياته مغامراً محباً للصيد، وكأن لاشيء يشبعه مثل الإثارة، وقد عاش كما يقول تجربة العودة من الموت، بعد أن جرح بشظايا قنبلة انفجرت قربه.
وكان لا يكتب إلا بعد أن يهيئ ما يريد كتابته في ذهنه، بل كان يردد الجمل والحوارات ليسمعها لنفسه، وكان يستيقظ من النوم ويتجه مباشرة إلى آلة الطباعة، ويكتب واقفاً لساعات، وتنسال كلماته بثراء لغوي آسر، وهو لا يكتب كلمات «لا يمكن تحمل سماعها» كما يقال، ولذا لا يمكن لقارئ أن يرفض أو ينزعج من كتاباته، ولذلك فكتاباته واسعة الانتشار في العالم.
وقد منحه حب المغامرة والسفر، وحبه للكتابة الصحافية آفاقاً واسعة من الاطلاع المتنوع، إضافة إلى رؤية عميقة، تحول الموضوعات إلى قضايا، مثل رائعته «العجوز والبحر»، التي تضم شخصية واحدة وهي رجل عجوز على قارب صغير، وسمكة كبيرة عالقة بسنارته، ومضمون الرواية هو علاقة العجوز بالسمكة، التي أصبحت قضيته.
عاش همنغواي في أماكن عدة، في باريس حيث احتك بالأدباء العظماء، وخصوصا الأميركيين الذين اعتادوا العيش في فرنسا، وعاش في اسبانيا، واستقر في كوبا، وكانت حياته حافلة بالأحداث.
أثار انتحاره عام 1961، وقبله انتحار والده، وبعده انتحار ابنته، تأويلات خاطئة عند الناس، لكن العلماء أثبتوا أنهم كانوا مصابين بمرض وراثي يتسبب في تلف البنكرياس، ويؤثر على الحالة العقلية.
لهمنغواي مكانة خاصة عندي، لأنني قرأته وتأثرت به، في سنوات ما قبل المراهقة، واستطاع بعظمة بساطته تشكيل وعيي الأدبي.
وليد الرجيب
[email protected]