لا أريد الخوض في تصريحات النائب العراقي الذي أتحفنا بها ذات مرة عندما كان يعبر عن امتعاضه من الكويت لأنها طالبت الجار الشقيق بتسديد ديونه المتأخرة جداً، ولن أتطرق لحديث مندوب العراق الدائم في الجامعة العربية حين علق على ترسيم الحدود بين الكويت والعراق واستغرابه من تدخل الأمم المتحدة في ترسيم هذه الحدود رغم أنه وجامعته يخضعون إلى إشراف مباشر من الأمم المتحدة، ولا أعرف مدى ذكاء النائب العراقي إن صحت تصريحاته التي نفاها سفيرهم في الكويت، فهما أي النائب والمندوب أحدهما يمثل البرلمان والآخر يمثل الحكومة، ولكنني بصدد اللوم على حكومتنا الموقرة التي جلبت لنا الهم والغم في تعاملاتها الخارجية وكأنها «قطة مغمضة» على رأي أحد الأصحاب الأغبياء الذي أكمل وقال ان حكومتنا الموقرة قد ذهبت للعلاج في الخارج على نفقة مواطنيها لاستئصال المرارة. وكم نتمنى نحن الغلابة أن تتعامل الحكومة معنا كما تتعامل مع الدول الخارجية، أو مع أعضاء البرلمان حتى على الأقل ننعم بجزء من هذه الرفاهية، فالعمر فان وقطاره يمشي بأقصى سرعة ومن غير دخان.
***
«لجنة للمصالحة الوطنية» اسم يجعلك تحس بخطورة الأمر وكأننا في الكويت قد ساءت الأمور بيننا وبين الأسرة الحاكمة لا قدر الله، وليسمح لي من أعطى هذه النصيحة أو من كتب هذه «الروشته» أن أقول له علاجنا هو تفعيل القانون على الكبير قبل الصغير، حتى على الأقل لا ندخن في مطار الكويت الدولي كما نفعل في مطار دبي مثلاً، أو لا نرمي
الأوراق في الشوارع كما نفعل في سنغافورة بينما في الكويت نرمي أعقاب السجاير من السيارة ونحن نمشي بسرعة 140 كيلو مترا ... علاجنا هو تفعيل القانون حتى نرد جزءا كبيرا من هيبة الدولة المفقودة بدلاً من تعطيله على جنبات الطرق ونستدعيه متى أردنا، نحن لا نقبل أي دعوة ما لم ترد من أهلها وهذه هي قناعتنا في هذا الموضوع حتى تعرفوا أننا لسنا معكم.
***
غلاء الأسعار لا يأتي إلا عند اقتراب موسم ينشط فيه بيع السلع الاستهلاكية، ولا أعتقد أن هناك موسما أكثر نشاطاً من شهر رمضان المبارك، ووزارة التجارة تطمئن الناس، واتحاد الجمعيات يتهم التجار والشركات برفع أسعار السلع فمن نصدق؟ نحن كمواطنين يهمنا بالدرجة الأولى أن يراعي التجار وأصحاب الشركات الله فينا فإما أن ندعوا لهم بالصحة وطول العمر، وإما أن ندعوا عليهم بالسخط والخسران، خصوصاً ونحن مقبلون على شهر فضيل وهو رمضان الكريم، فإن أفلتم منا ونحن صيام فلن تفلتوا منا ونحن في صلاة التراويح وستثبت دعوانا بإذنه تعالى في صلاة القيام فلا تهلكونا بالغلاء حتى لا نهلككم بالدعاء ولنعمل على حفظ المودة بيننا... أثابكم الله.
إضاءة : الصدق مع الذات يخلق لك نوعا من الراحة النفسية فتكون مهيأ للتربع على القمة متى أردت، وأما الكذب فلن يجلب لك سوى المتاعب والسقوط في الهاوية... ويكفينا مهاترات.
مشعل الفراج الظفيري
كاتب كويتي
[email protected]