يعاني عدد من رجال الأعمال في مصر من هجمة صحافية شرسة... قد تكون الصحافة محقة في جانب كبير منها إذا تم العرض بشكل نظري، وتكون مخطئة تماماً إذا ما اطلعنا على الأمر بشكل عملي.
الحقيقة أن هناك العديد من رجال الأعمال المصريين، وكثيراً من الشركات الاستثمارية الخليجية حصلت على أراض صحراوية في مناطق نائية بمبالغ زهيدة من الحكومة المصرية لإقامة مشاريع عمرانية أو زراعية عليها، تلك الأراضي تبلغ قيمتها الحقيقية صفر، وفي مقابلها قامت تلك الشركات بتقديم فرص عمل لآلاف الموظفين، وكذلك احياء أراض قاحلة وتحويلها إلى مدن سكانية تستوعب مئات الآلاف من البشر، وهو الأمر الذي يخفف من الأعباء الثقيلة التي تتحملها مدينة القاهرة التي تكاد تنفجر من التضخم السكاني والعمالي.
تلك الشركات في نهاية الأمر تسعى للربح المالي، وهو هدف معلن لم تخفه الشركات أو تلوي عنق الحقيقة فيه، لكنها في سبيل تحقيق هذا الربح أنفق مئات الملايين، وأهدرت وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً، وحققت اتساعاً عمرانياً للبلد.
الصحف ومن وراءها استكثروا أن تحقق تلك الشركات مثل هذه الأرباح، وصار التطاول على حقوق المستثمرين المصريين والعرب والخليجيين، وتشويه سمعتهم والتشكيك في نواياهم، وتعطيل أعمالهم... الأمر الذي خلق بعداً نفسياً سيئاً لدى مثل تلك الشركات الاستثمارية.
الأمر أيضاً لا يعني خلو مجتمع المستثمرين من بعض الطمع، أو وجود نماذج فاسدة مستغلة، تلاعبت بالحقائق وغيرت من عقودها ومشاريعها وسطت على أراض لا تملكها، ولكن لا يمكن أن يتم تعميم النماذج السيئة أو المتلاعبة وأخذ الكل بجريرة البعض.
مصر كأي دولة أخرى في حاجة إلى رجال الأعمال والمستثمرين من أجل أن يساهموا في ايجاد حلول للتضخم السكاني والبشري غير المنطقي، وهم في حاجة بالتأكيد إلى التسهيلات، والثقة المتبادلة، وفي حاجة أيضاً إلى جهات تساعدهم في إيجاد حلول ومخارج اذا ما تعرضوا لأزمات وعثرات... لأن نجاح هذه الاستثمارات هو في الأخير نجاح للبلد ككل.
***
تساهم الكثير من الشركات الكويتية في استثمارات ضخمة في مصر، وحسب ما قاله وزير التجارة السابق وسفير الكويت في مصر سابقاً فيصل الخالد فإن عدد تلك الشركات الكويتية يفوق الخمسمائة شركة، ويقول ان عددا كبيرا منها يواجه صعوبات وعوائق من حين لآخر، وهو أمر يجعل المستثمرين يتجنبون هذا النوع من الاستثمار، والخالد حالياً يرأس إحدى الشركات الكبيرة المستثمرة في مصر، وحين يتحدث فهو يتحدث بلسان العارف والخبير والمطلع، ويجب على الجهات المصرية المعنية بتشجيع الاستثمار في مصر أن تنتبه الى الأزمات والمشاكل والعوائق التي تعاني منها مثل هذه الشركات وغيرها، وأن تكون عوناً لها لا عليها، فنجاح مثل هذه التجارب يعود بالمنفعة على الجميع المستثمر والبلد والمواطن، والثلاثة شركاء في بناء المستقبل بشكل أفضل. ودمتم سالمين.
ماضي الخميس
[email protected]