همسات / مصر وحساب الفضاء!


|شعبان مصطفى محمود|
كان في قديم العصر والأوان وفي سالف الأزمان يحكى ان هناك قناتين تلفزيونيتين تسميان بالقناة الاولى والقناة الثانية، وكنا عادة عندما نفتح التلفزيون الخشبي الاطار ذا البكرة المصلبة وعديم الألوان (أبيض وأسود) لا نشاهد سوى الاعلانات والمسلسلات!! حيث كنا ننتظر المسلسل كما ننتظر هلال الشهر الفضيل وشتان من فارق بين الاثنين... لكن القائمين على التلفزيون في ذلك العصر كانوا يقصدون ذلك... الربح من وراء الاعلان والتسلية واللهو للمشاهدين وهذا (نظام دولة)... عندما كنا نريد مشاهدة فيلم اجنبي نغير إلى القناة الثانية التي كانت تهتم كثيرا بالمجالات الادبية والفنية وسرد الاحداث التاريخية... ورغم انهما قناتان فقط إلا انهما اشبعتا هوى المتلقين، لكن كان يعيبهما فقط انهما مواليتان... ومرت الأيام والسنوات وزدات القنوات التلفزيونية في مصر حتى اصبحت قنوات محلية اي داخل كل محافظة قناة واختصت كل قناة بابراز هوية محافظتها او اقليمها الذي تبث منه وتبارت القنوات في المنافسة حتى بدأت كل قناة تبتكر لنفسها اطارا عرفت به... حتى ظهرت برامج (التوك شو) وهي البرامج التي تشاهد مباشرة على الهواء وتتلقى اقتراحات وشكاوى الجمهور... وعليه ظهرت المحاسبات للمسؤولين والقائمين على مصالح الناس امام اعين المسؤولين الذين يرأسونهم... وخوفا من حسابهم قانونا بدأ كل مسؤول يفتش في سلبياته التي ارتكبها بحق مرؤوسيه وبدأت الحياة الوظيفية تأخذ شكلا جديدا بفضل انشاء القنوات الفضائية الخاصة والحكومية ايضا التي طورت كثيرا من شكلها التقليدي حتى تواكب سير القنوات الخاصة والتي تسابقت على فن الابداع في البرامج التي تمس الجمهور مباشرة ومنذ ان اطلق «النايل سات» وكثرت الفضائيات المصرية حتى اصبحت لا تعد ولا تحصى واذا كان لديك وقت لتبحث عن برمجة القنوات لوجدت فضاء داخل الفضاء (اي وجدت قنوات لم تسمع عنها من قبل) وهذا كان له الفضل الكبير في نقل صورة الشارع إلى المسـؤولين عن مصالح العامة من الشعب... ففي تلك الايام نشاهد القنوات بدأت تحاسب المسؤولين وكأنها سلطة ادانة وهذا جعل الجميع يلتزم بالطريق القويم المستقيم وأن يبتعدوا عن طريق النهب والسلب الذي كان متبعا قديما ايام الروتين وموظف (الكم الاسود) وحزام الوسط والنظارة السوداء الاطار (وشراب الاستك منه فيه)... هكذا بدأت حرب النجوم والكواكب على الارض، فقد اقتص من الكثير من الذين ظنوا انهم لم يحاسبوا قط... فشكرا للاعلام بكل وسائله وشكرا للنايل سات وشكرا لكل مقدمي البرامج التي تهدف إلى خدمة الجمهور وشكرا إلى كل صحافي كشف الفساد ومن سانده... ادام الله الاعلام المصري بوسائله والقائمين عليه سواء كانوا حكوميين او غير حكوميين... ودامت مصر حرة وقلب ونبض كل مصري وعربي حر!
[email protected]
كان في قديم العصر والأوان وفي سالف الأزمان يحكى ان هناك قناتين تلفزيونيتين تسميان بالقناة الاولى والقناة الثانية، وكنا عادة عندما نفتح التلفزيون الخشبي الاطار ذا البكرة المصلبة وعديم الألوان (أبيض وأسود) لا نشاهد سوى الاعلانات والمسلسلات!! حيث كنا ننتظر المسلسل كما ننتظر هلال الشهر الفضيل وشتان من فارق بين الاثنين... لكن القائمين على التلفزيون في ذلك العصر كانوا يقصدون ذلك... الربح من وراء الاعلان والتسلية واللهو للمشاهدين وهذا (نظام دولة)... عندما كنا نريد مشاهدة فيلم اجنبي نغير إلى القناة الثانية التي كانت تهتم كثيرا بالمجالات الادبية والفنية وسرد الاحداث التاريخية... ورغم انهما قناتان فقط إلا انهما اشبعتا هوى المتلقين، لكن كان يعيبهما فقط انهما مواليتان... ومرت الأيام والسنوات وزدات القنوات التلفزيونية في مصر حتى اصبحت قنوات محلية اي داخل كل محافظة قناة واختصت كل قناة بابراز هوية محافظتها او اقليمها الذي تبث منه وتبارت القنوات في المنافسة حتى بدأت كل قناة تبتكر لنفسها اطارا عرفت به... حتى ظهرت برامج (التوك شو) وهي البرامج التي تشاهد مباشرة على الهواء وتتلقى اقتراحات وشكاوى الجمهور... وعليه ظهرت المحاسبات للمسؤولين والقائمين على مصالح الناس امام اعين المسؤولين الذين يرأسونهم... وخوفا من حسابهم قانونا بدأ كل مسؤول يفتش في سلبياته التي ارتكبها بحق مرؤوسيه وبدأت الحياة الوظيفية تأخذ شكلا جديدا بفضل انشاء القنوات الفضائية الخاصة والحكومية ايضا التي طورت كثيرا من شكلها التقليدي حتى تواكب سير القنوات الخاصة والتي تسابقت على فن الابداع في البرامج التي تمس الجمهور مباشرة ومنذ ان اطلق «النايل سات» وكثرت الفضائيات المصرية حتى اصبحت لا تعد ولا تحصى واذا كان لديك وقت لتبحث عن برمجة القنوات لوجدت فضاء داخل الفضاء (اي وجدت قنوات لم تسمع عنها من قبل) وهذا كان له الفضل الكبير في نقل صورة الشارع إلى المسـؤولين عن مصالح العامة من الشعب... ففي تلك الايام نشاهد القنوات بدأت تحاسب المسؤولين وكأنها سلطة ادانة وهذا جعل الجميع يلتزم بالطريق القويم المستقيم وأن يبتعدوا عن طريق النهب والسلب الذي كان متبعا قديما ايام الروتين وموظف (الكم الاسود) وحزام الوسط والنظارة السوداء الاطار (وشراب الاستك منه فيه)... هكذا بدأت حرب النجوم والكواكب على الارض، فقد اقتص من الكثير من الذين ظنوا انهم لم يحاسبوا قط... فشكرا للاعلام بكل وسائله وشكرا للنايل سات وشكرا لكل مقدمي البرامج التي تهدف إلى خدمة الجمهور وشكرا إلى كل صحافي كشف الفساد ومن سانده... ادام الله الاعلام المصري بوسائله والقائمين عليه سواء كانوا حكوميين او غير حكوميين... ودامت مصر حرة وقلب ونبض كل مصري وعربي حر!
[email protected]