سبحان الله... المحكمة ذاتها التي قضت بحبس خالد الفضالة ثلاثة أشهر اكتفت بالعشرة أيام التي قضاها في السجن، وبرأت محمد الجاسم من حكم سابق بالسجن ستة أشهر، هل يعني هذا أن سمو رئيس الوزراء تدخل لتغيير الأحكام، أم أن القضاء لا يخضع لأي سلطة كانت حتى سلطة رئيس الوزراء... وهو ما حدث فعلاً، وهو ما كنا ننادي به الزملاء وهم في فورة الغضب والأسى بصدور أحكام قضائية قاسية ضد الطرح الفكري أن يبتعدوا عن هز صورة القضاء أو التشكيك به.
لم أكن أتمنى أن يكون الحكم ضد الفضالة أو غيره بهذه القسوة، وما كنت أتمنى أيضاً أن تكون خصومتهم مع رئيس الوزراء بهذه الحدة، أو أن تصل إلى هذا المستوى من التجريح الشخصي غير المسبوق في تاريخ الكويت، وأتمنى أن يرتقي الحوار الناقد بايجابية بعيدا عن التشكيك والشتائم والصراخ الذي لن ينفع أو يفيد. وقد أثبت القضاء بمنتهى الشفافية والوضوح أنه غير قابل للتطويع أو التسخير لخدمة أياً من كان.
***
اتخذت البحرين الخطوة التي كنا بانتظارها منذ زمن، وصدر مرسوم بفصل وزارة الإعلام عن الثقافة وتحويلها إلى جهاز مستقل يقوم بعمل وزارة الإعلام ذاته ولكن بقيود بيروقراطية أخف، وبذلك يستطيع الإعلام البحريني التحرر من الكثير من القيود الحكومية التي تعطل عمله.
المشكلة ليست في وجود وزارة من عدمه، المشكلة في ضرورة وجود توجه حقيقي وقناعة راسخة لدى المسؤولين بأن الإعلام كي يصبح منتجاً وايجابياً يجب ألا يكون مقيداً، ويجب أن يدار بطريقة حيوية وفعالة بعيداً عن التكتيف المتبع في أغلب الدول العربية.
وزارة الإعلام في البحرين شأنها شأن بقية الوزارات وأجهزة الإعلام العربية الأخرى التي ما زالت تدار على طريقة جوبلز وزير إعلام هتلر الذي كانت كل مهامة تحسين صورة هتلر وحزبه وحربه، ومهاجمة خصومه، ونشر الأكاذيب واخفاء الحقائق، والترويج الساذج للنظام. وفي زمننا هذا... زمن «جوجل» و«ياهو» و«ماسنجر»، لا ينفع جوبلز ولا تجدي أساليبه، لذلك يجب أن تعيد الحكومات العربية مفاهيمها في التعامل مع أجهزة الإعلام، وتمنح وسائلها الإعلامية بعض التحرر الذي يعود بالمنفعة عليها أولاً وقبل كل شيء.
***
تتنافس القنوات حالياً من أجل الاستئثار بجذب أكبر قدر من المشاهدين خلال شهر رمضان المقبل الذي صار على الأبواب، وكل قناة تمتعنا يومياً بالعديد من الإعلانات التشويقية لبرامجها وأنشطتها، وتحول رمضان إلى موسم تلفزيوني مميز تضع جميع القنوات التلفزيونية جهدها فيه للظفر بأكبر قدر من المشاهدين الأمر الذي يترجم لاحقاً إلى أكبر قدر من المعلنين، وشهر رمضان هو الشهر الأهم والأميز للمحطات العربية تقدم فيه العديد من البرامج والمواد التلفزيونية المنوعة، ومع أن النظرة السريعة لأغلب هذه البرامج وخاصة المسلسلات لا يبشر بالخير... فنتمنى أن تهتم القنوات أكثر بتدعيم صيامنا لا افساده. ودمتم سالمين.
ماضي الخميس
[email protected]