عزيزي القارئ هل أمعنت النظر جيداً إلى الرقم أعلاه، طبعاً سيشد انتباهك بطريقة أتوماتيكية وبالفطرة! إذن، لن تتردد في السعي لهذا الرقم الخيالي بالنسبة إليك، وإلى كل قابع في قيظ الكويت الساخن، فكل ما في الأمر أن تعقد النية على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن تختار الاتجاه المعارض، وتعقد الندوات، وتطيح له تشخط في الحكومة، وشيئاً فشيئاً ستقترب من الكرسي الأخضر، وعندها ستقول بجملة مقتضبة في داخلك وداعاً للفقر، وسترى كيف ستأتيك الحكومة بخيلها وخيلائها، تعرض عليك ما لذ وطاب، المهم كسب رضاك، وعدم إغضابك، وحينها ستمد يدك إلى جيبك وتخرج ورقة صغيرة تحتوي مطالب شخصية، تضمن بها نجاتك من غول الفقر، فالكرسي الأخضر غير مضمون فقد يطير في أي لحظة، وليس له أمان، وستقتفي أثر من سبقك من الزملاء، كالقوي الأمين، والانبطاحي، والزوري الأصيل، الذي ابتلع قسمه في لحظة، وكأن شيئاً لم يحدث إطلاقا، ضارباً بمشاعر ناخبيه عرض الرصيف!
هل تذكر قانون «من أين لك هذا؟»، والذي تم اغتياله في باحة البرلمان، هل تساءلت بينك وبين نفسك لماذا اغتيل دون أن يخرج أحد يطالب بالثأر، الإجابة واضحة وسهلة جداً، القانون يتيم الأبوين، ولا أقارب له في ديرتنا... وهكذا تم وأد الفتنة!
***
ما أكثر وعود وزير الأشغال الدكتور فاضل صفر، كثيراً ما وعدنا معاليه بالانجاز، إلا أن وعوده كالسراب، يحسبه الظمآن ماء من شدة عطشه! معالي الوزير الانجاز لا يكون بالتصريحات، وعرض الخرائط، وإنما بالنزول إلى الميدان لرؤية أوجه القصور، لتتلافاها مستقبلاً، دون تصوير وبهرجة إعلامية! لا يغرنك إشادة نائب من هنا وهناك، الإشادة الحقيقية تأتي مرغمة من أفواه المعارضين وصعبي المراس، حين يكون الفعل أكثر من الكلام، وتقف بنفسك بعد الانجاز مزهواً بكل فخر واعتزاز، وليس بمجاملات نواب المعاملات!
***
ناقل الكفر ليس بكافر، وهذا أمر معلوم للعامة والخاصة على حد سواء، أحد المواقع الالكترونية أماط اللثام قبل أيام عن التجاوزات الإدارية، في منطقة الأحمدي التعليمية، وتساءل في ذات الوقت عن سر صمت الوكيلة المساعدة للتعليم العام الأستاذة منى اللوغاني عن التجاوزات الصارخة التي تحدث هناك، والتي أصابت الجسم التربوي في مقتل، طبعاً، لن تكون التجاوزات في وزارة الستات... عفواً: التربية، الأولى ولن تكون بطبيعة الحال الأخيرة، وإن كان هناك من لوم، فإنه يقع في المقام الأول على وزيرة التربية التي تركت الحبل على الغارب، في سبيل النجاة من مقصلة الاستجواب التي باتت قاب قوسين أو أدنى من ذلك!
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]