«الراي» قصدت منزل «راكب العجلات» المحاصَر بـ «كتمان شديد»
قائد جهاز أمن مطار بيروت قدّم استقالته وروايات متناقضة عن «الحال النفسية» لفراس حيدر

العمارة التي كان يعيش فيها اللبناني فراس حيدر في منطقة برج البراجنة (ا ب)





| بيروت - من محمد بركات |
لم تتأخّر قضية «راكب عجلات» الطائرة التابعة لشركة «ناس» السعودية في إحداث مضاعفات كبيرة في بيروت تجلّت في تقدُّم قائد جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي العميد الركن وفيق شقير بكتاب خطي الى وزير الداخلية زياد بارود طلب بموجبه اعفائه من مهماته، وسط «الصوت المرتفع» من أطراف سياسية عدة أشارت الى «خطورة الخرق» الذي نجم عن تسلّل الشاب اللبناني فراس حسن حيدر الى منظومة العجلات في الـ«ايرباص» وانعكاسات هذا الحادث الذي لم يسبق ان شهد لبنان مثيلاً له على سمعة مطاره والخشية من التعاطي معه على ان «أمنه مكشوف».
ورغم نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية في تحديد هوية الشاب الذي كان عُثر عليه جثة في صندوق منظومة عجلات الطائرة السعودية بعد هبوطها يوم السبت في الرياض آتية من بيروت، والذي تأكّد انه ليس موظفاً في مطار رفيق الحريري بل عشريني يسكن في محلة برج البراجنة المحاذية للمطار الذي تسلّل إليه عبر السياج المحيط به، فإن هذا الحادث ترك جملة أصداء وعلامات استفهام حول الإجراءات الأمنية في مطار بيروت وكيفية نجاح حيدر الذي قيل انه «كان يعاني من توتر عصبي ونفسي» في اختراق السياج و«الهرولة» على المدرج في اتجاه الطائرة التابعة لـ «ناس» من دون ان تلحظه اي من «عيون» الرقابة.
ومن المقرر ان يترأس رئيس الوزراء سعد الحريري اليوم اجتماعاً أمنياً وزارياً - إدارياً في مطار بيروت، للبحث في حادث العثور على جثة الشاب اللبناني في صندوق منظومة عجلات الطائرة السعودية.
وعشية الاجتماع الأول من نوعه، لفت اعلان العميد الركن شقير انه تقدم بكتاب خطي الى وزير الداخلية طلب بموجبه اعفاءه من مهماته في مطار رفيق الحريري الدولي حيث تابعت الضابطة الادارية والعدلية في قوى الامن الداخلي في سرية درك المطار التحقيقات في ملابسات الحادث الذي وقع ليل الجمعة - السبت وذلك باشراف النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ممثلة بالقاضي كلود كرم.
وكان لبنان انهمك منذ ساعات الصباح الاولى بـ «التحري» عن «لغز» فراس حسين حيدر الذي يرجّح ان يكون «ركب العجلات» طمعاً بالهجرة غير الشرعية.
واشارت المعلومات الى ان حيدر، من مواليد 1990 من بلدة مركبا قضاء مرجعيون ومن سكان برج البراجنة، وان الصور التي كانت أرسلتها السلطات السعودية عن الجثة التي عُثر عليها فجر السبت، عُرضت على علي، شقيق فراس، الذي حضر الى الجهات الامنية المختصة في المطار وأفاد ان فراس كان تغيب عن منزل ذويه منذ ثلاثة ايام، وهو كان يعاني من توتر عصبي ونفسي وتغير واضح في سلوكه في فترة الستة أشهر الاخيرة.
وقد تم ابلاغ هذه المعلومات الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان الذي يشرف على التحقيق الجاري في هذه القضية. وتم إطلاق سراح علي بعد الاستماع الى افادته.
وفور انكشاف هوية حيدر، قصدت «الراي» منزل ذويه في برج البراجنة الذي لفّه غموض لا يقلّ غموضاً عن ملابسات «طيران» فراس في كابينة العجلات.
فعائلة فراس، الذي كان يدرس المحاسبة والمعلوماتية، بحسب أحد وجهاء قرية مركبا، والذي كان شابا عاديا بالنسبة لأهاليها، أحاطت نفسها بجدار سميك من الكتمان.
العائلة التي تسكن في حي السنديانة قرب جامع العرب في برج البراجنة، أحد أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، القريب جدا الى مطار رفيق الحريري الدولي، كانت عصيّة على اي استفسار.
وقد بدأ ستار الغموض منذ محاولتنا الاتصال بأفراد عائلة فراس، من عديله وصولا إلى ابني عم والده، اللذين يملك كلّ منهما متجرا لبيع الألبسة في سوق عين السكة القريب من مستشفى الرسول الأعظم، الذي يقع على بعد كيلومترين من المطار.
وطوال ساعتين من محاولة الاتصال بأقربائه، إلى حين وصولنا إلى منزله، كان الجميع يحرصون على عدم إعطائنا أي معلومة عنه. فقط هو «شاب عادي ولا نعرف عنه شيئا»، يجيب أحد المخاتير.
ويشدد عديل فراس، في اتصال «الراي» الثاني به، بعدما أنكر في الاتصال الأول أنه يعرفه، على أن «لا شيء لدينا نقوله» وعلى أن «عائلته لا تريد أن تقول شيئا الآن». فيما قال ابن عم والده: «اليوم عرفنا والعائلة لا تريد الحديث في الموضوع، فلا تتعبوا أنفسكم».
وقال أحد الأقرباء المقربين» الى فراس لـ «الراي» إنّ الأخير كان «طموحاً وشجاعاً وشديد الذكاء، إلى درجة أنّه كان يظنّ أنّه سيصل بهذه الطريقة إلى خارج لبنان من خلال مغامرة قد يكتب عنها لاحقا».
وفي محيط منزل حيدر في برج البراجنة، صاحب دكان يقع في الأسفل قال لـ «الراي» إنّ أهل فراس ناس أوادم ولا نسمع عنهم شيئا»، فيما رفض الجيران الحديث في الموضوع وطلبوا منا الرحيل لأنّ «العائلة غاضبة جدا وقد يتعرّضون لكم بالأذى إذا لم تغادروا»، واضاف أحدهم: «لقد طردوا مراسلي تلفزيون «الجديد» وتلفزيون «ان بي ان» رغم أنّهما قريبان من جوّهم السياسي».
أما أحد شبان الحيّ فقال: «لقد وجودوا في محفظته صورة لوالدته وصورة أخرى للإمام (الراحل مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سابقا) الخميني»، وحين نسأله عن معنى هذا يختم قبل أن يمشي في حاله: «ربما لهذا لا يريدون الحديث مع الإعلام».
وأقصى ما تم الوصول إليه من معلومات عن فراس، عن طريق بعض أبناء قريته، أنّ والده كان يعمل لفترة طويلة في المملكة العربية السعودية، وهو عاد قبل أعوام ليفتح سنترالا للاتصالات الداخلية والدولية. وقبل أن يسافر الى السعودية كان يعمل في تجارة السكاكر.
هذا كلّ ما توافر عن الشاب فراس، الذي قال بعض أبناء الحيّ إنّه في الأشهر الأخيرة «تغيّر كثيرا».
اما الرواية الأكثر رواجاً حتى الآن، فهي أن الشاب كان يحاول السفر المجاني، وقد وُجد فيلتران لسيجارتين يرجّح أن يكون استعملهما لسدّ أذنيه بهدف البقاء على قيد الحياة على ارتفاع عالٍ جداً، إذ يبدو أنّه كان يحاول السفر بعدما سدّت أبواب أخرى في وجهه.
في موازاة ذلك، وفيما قال وزير العدل اللبناني ابرهيم نجار لـ«فرانس برس» إن الشاب كان غير مستقر نفسياً، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر أمنية متابعة للقضية انه «رغم الإصرار على أن حيدر مختل عقليا فان جانبا من التحقيق بدأ يتناول موضوعين اساسيين الأول: يتعلق بمسألة المقص الحديدي الذي كان في حوزته والذي سقط من الحقيبة التي كانت في حوزته قبل تسلقه صندوق منظومة العجلات، وعثر عليه على مدرج المطار، والثاني: يتعلق بموضوع إزالة حيدر فيلتري سيجارتين لاستخدامهما في سد أذنيه لحمايتهما من أصوات الطائرة عند اقلاعها، الأمر الذي يعني انه يدرك سلفا ما يفعل ويقدم عليه وليس مختلا».
وقالت المصادر ان «الطائرة كانت تقل شخصيات سعودية وضباطاً».
وفي المواقف، اعتبر النائب أحمد فتفت (من كتلة الحريري) «ان حادث الطائرة السعودية خطير جداً لأن هناك ثغرة بهذا الحجم في مطار رفيق الحريري الدولي، وهذه مسؤولية كبيرة على المسؤولين عن أمن المطار». وقال: «في أي دولة في العالم يتم اتخاذ إجراءات فورية بحق المسؤولين الذين قصروا في هكذا حادث عند حصوله».
ورأى فتفت ان «الخطورة تكمن في أن يتمكن شخص من الوصول إلى طائرة اثناء اقلاعها، وهذا الأمر يؤثر كثيراً على سمعة لبنان الأمنية ، وسنسمع الكثير من الكلام القاسي في الساعات المقبلة بعد أن تتبين نتيجة التحقيقات»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات «سريعة وجدية».
واعتبر النائب نبيل نقولا (من كتلة العماد ميشال عون) ان المطار في لبنان «فالت»، معتبراً انه كان ينادي بالموضوع منذ وقت. وسأل: «كيف دخل الشاب إلى المطار؟ ألم يسأله أحد؟ وأين كاميرات المراقبة؟»، كاشفاً انه سيعتبر هذا الأمر بمثابة إخبار.
كان يعمل في TSC لبنان
محامي عائلة فراس لـ «الراي»:
لم يعانِ أيّ مشاكل نفسية وكان مغامراً
اعلن محمد شقير محامي عائلة فراس حيدر الذي كان يدرس مع خطيبته وقدّما إمتحانات شهادة المعلوماتية والمحاسبة سوياً قبل أسابيع «أنّ العائلة في صدد رفع دعوى قضائية ضد شركة طيران «ناس» والمطار أو ضد الطيار أو أمن المطار أو من يظهره التحقيق شريكاً في المسؤولية».
وأكد شقير لـ «الراي» أن «المرحوم فراس شديد الذكاء لكنّه يعاني من وضع ماديّ صعب جدا وكان يسعى للعمل في الخارج من أجل مساعدة عائلته»، نافياً في شكل قاطع وجازم «أن يكون فراس يعاني مشاكل عصبية أو نفسية»، مؤكدا في المقابل أنّه كان «ذكيّاً جدا ومقداماً إلى درجة المغامرة في سبيل الرغبة بالنجاح».
وعلمت «الراي» أن فراس حيدر كان يعمل في متاجر TSC في لبنان المملوكة لمركز «سلطان» منذ العام 2009.
لم تتأخّر قضية «راكب عجلات» الطائرة التابعة لشركة «ناس» السعودية في إحداث مضاعفات كبيرة في بيروت تجلّت في تقدُّم قائد جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي العميد الركن وفيق شقير بكتاب خطي الى وزير الداخلية زياد بارود طلب بموجبه اعفائه من مهماته، وسط «الصوت المرتفع» من أطراف سياسية عدة أشارت الى «خطورة الخرق» الذي نجم عن تسلّل الشاب اللبناني فراس حسن حيدر الى منظومة العجلات في الـ«ايرباص» وانعكاسات هذا الحادث الذي لم يسبق ان شهد لبنان مثيلاً له على سمعة مطاره والخشية من التعاطي معه على ان «أمنه مكشوف».
ورغم نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية في تحديد هوية الشاب الذي كان عُثر عليه جثة في صندوق منظومة عجلات الطائرة السعودية بعد هبوطها يوم السبت في الرياض آتية من بيروت، والذي تأكّد انه ليس موظفاً في مطار رفيق الحريري بل عشريني يسكن في محلة برج البراجنة المحاذية للمطار الذي تسلّل إليه عبر السياج المحيط به، فإن هذا الحادث ترك جملة أصداء وعلامات استفهام حول الإجراءات الأمنية في مطار بيروت وكيفية نجاح حيدر الذي قيل انه «كان يعاني من توتر عصبي ونفسي» في اختراق السياج و«الهرولة» على المدرج في اتجاه الطائرة التابعة لـ «ناس» من دون ان تلحظه اي من «عيون» الرقابة.
ومن المقرر ان يترأس رئيس الوزراء سعد الحريري اليوم اجتماعاً أمنياً وزارياً - إدارياً في مطار بيروت، للبحث في حادث العثور على جثة الشاب اللبناني في صندوق منظومة عجلات الطائرة السعودية.
وعشية الاجتماع الأول من نوعه، لفت اعلان العميد الركن شقير انه تقدم بكتاب خطي الى وزير الداخلية طلب بموجبه اعفاءه من مهماته في مطار رفيق الحريري الدولي حيث تابعت الضابطة الادارية والعدلية في قوى الامن الداخلي في سرية درك المطار التحقيقات في ملابسات الحادث الذي وقع ليل الجمعة - السبت وذلك باشراف النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ممثلة بالقاضي كلود كرم.
وكان لبنان انهمك منذ ساعات الصباح الاولى بـ «التحري» عن «لغز» فراس حسين حيدر الذي يرجّح ان يكون «ركب العجلات» طمعاً بالهجرة غير الشرعية.
واشارت المعلومات الى ان حيدر، من مواليد 1990 من بلدة مركبا قضاء مرجعيون ومن سكان برج البراجنة، وان الصور التي كانت أرسلتها السلطات السعودية عن الجثة التي عُثر عليها فجر السبت، عُرضت على علي، شقيق فراس، الذي حضر الى الجهات الامنية المختصة في المطار وأفاد ان فراس كان تغيب عن منزل ذويه منذ ثلاثة ايام، وهو كان يعاني من توتر عصبي ونفسي وتغير واضح في سلوكه في فترة الستة أشهر الاخيرة.
وقد تم ابلاغ هذه المعلومات الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان الذي يشرف على التحقيق الجاري في هذه القضية. وتم إطلاق سراح علي بعد الاستماع الى افادته.
وفور انكشاف هوية حيدر، قصدت «الراي» منزل ذويه في برج البراجنة الذي لفّه غموض لا يقلّ غموضاً عن ملابسات «طيران» فراس في كابينة العجلات.
فعائلة فراس، الذي كان يدرس المحاسبة والمعلوماتية، بحسب أحد وجهاء قرية مركبا، والذي كان شابا عاديا بالنسبة لأهاليها، أحاطت نفسها بجدار سميك من الكتمان.
العائلة التي تسكن في حي السنديانة قرب جامع العرب في برج البراجنة، أحد أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، القريب جدا الى مطار رفيق الحريري الدولي، كانت عصيّة على اي استفسار.
وقد بدأ ستار الغموض منذ محاولتنا الاتصال بأفراد عائلة فراس، من عديله وصولا إلى ابني عم والده، اللذين يملك كلّ منهما متجرا لبيع الألبسة في سوق عين السكة القريب من مستشفى الرسول الأعظم، الذي يقع على بعد كيلومترين من المطار.
وطوال ساعتين من محاولة الاتصال بأقربائه، إلى حين وصولنا إلى منزله، كان الجميع يحرصون على عدم إعطائنا أي معلومة عنه. فقط هو «شاب عادي ولا نعرف عنه شيئا»، يجيب أحد المخاتير.
ويشدد عديل فراس، في اتصال «الراي» الثاني به، بعدما أنكر في الاتصال الأول أنه يعرفه، على أن «لا شيء لدينا نقوله» وعلى أن «عائلته لا تريد أن تقول شيئا الآن». فيما قال ابن عم والده: «اليوم عرفنا والعائلة لا تريد الحديث في الموضوع، فلا تتعبوا أنفسكم».
وقال أحد الأقرباء المقربين» الى فراس لـ «الراي» إنّ الأخير كان «طموحاً وشجاعاً وشديد الذكاء، إلى درجة أنّه كان يظنّ أنّه سيصل بهذه الطريقة إلى خارج لبنان من خلال مغامرة قد يكتب عنها لاحقا».
وفي محيط منزل حيدر في برج البراجنة، صاحب دكان يقع في الأسفل قال لـ «الراي» إنّ أهل فراس ناس أوادم ولا نسمع عنهم شيئا»، فيما رفض الجيران الحديث في الموضوع وطلبوا منا الرحيل لأنّ «العائلة غاضبة جدا وقد يتعرّضون لكم بالأذى إذا لم تغادروا»، واضاف أحدهم: «لقد طردوا مراسلي تلفزيون «الجديد» وتلفزيون «ان بي ان» رغم أنّهما قريبان من جوّهم السياسي».
أما أحد شبان الحيّ فقال: «لقد وجودوا في محفظته صورة لوالدته وصورة أخرى للإمام (الراحل مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سابقا) الخميني»، وحين نسأله عن معنى هذا يختم قبل أن يمشي في حاله: «ربما لهذا لا يريدون الحديث مع الإعلام».
وأقصى ما تم الوصول إليه من معلومات عن فراس، عن طريق بعض أبناء قريته، أنّ والده كان يعمل لفترة طويلة في المملكة العربية السعودية، وهو عاد قبل أعوام ليفتح سنترالا للاتصالات الداخلية والدولية. وقبل أن يسافر الى السعودية كان يعمل في تجارة السكاكر.
هذا كلّ ما توافر عن الشاب فراس، الذي قال بعض أبناء الحيّ إنّه في الأشهر الأخيرة «تغيّر كثيرا».
اما الرواية الأكثر رواجاً حتى الآن، فهي أن الشاب كان يحاول السفر المجاني، وقد وُجد فيلتران لسيجارتين يرجّح أن يكون استعملهما لسدّ أذنيه بهدف البقاء على قيد الحياة على ارتفاع عالٍ جداً، إذ يبدو أنّه كان يحاول السفر بعدما سدّت أبواب أخرى في وجهه.
في موازاة ذلك، وفيما قال وزير العدل اللبناني ابرهيم نجار لـ«فرانس برس» إن الشاب كان غير مستقر نفسياً، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر أمنية متابعة للقضية انه «رغم الإصرار على أن حيدر مختل عقليا فان جانبا من التحقيق بدأ يتناول موضوعين اساسيين الأول: يتعلق بمسألة المقص الحديدي الذي كان في حوزته والذي سقط من الحقيبة التي كانت في حوزته قبل تسلقه صندوق منظومة العجلات، وعثر عليه على مدرج المطار، والثاني: يتعلق بموضوع إزالة حيدر فيلتري سيجارتين لاستخدامهما في سد أذنيه لحمايتهما من أصوات الطائرة عند اقلاعها، الأمر الذي يعني انه يدرك سلفا ما يفعل ويقدم عليه وليس مختلا».
وقالت المصادر ان «الطائرة كانت تقل شخصيات سعودية وضباطاً».
وفي المواقف، اعتبر النائب أحمد فتفت (من كتلة الحريري) «ان حادث الطائرة السعودية خطير جداً لأن هناك ثغرة بهذا الحجم في مطار رفيق الحريري الدولي، وهذه مسؤولية كبيرة على المسؤولين عن أمن المطار». وقال: «في أي دولة في العالم يتم اتخاذ إجراءات فورية بحق المسؤولين الذين قصروا في هكذا حادث عند حصوله».
ورأى فتفت ان «الخطورة تكمن في أن يتمكن شخص من الوصول إلى طائرة اثناء اقلاعها، وهذا الأمر يؤثر كثيراً على سمعة لبنان الأمنية ، وسنسمع الكثير من الكلام القاسي في الساعات المقبلة بعد أن تتبين نتيجة التحقيقات»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات «سريعة وجدية».
واعتبر النائب نبيل نقولا (من كتلة العماد ميشال عون) ان المطار في لبنان «فالت»، معتبراً انه كان ينادي بالموضوع منذ وقت. وسأل: «كيف دخل الشاب إلى المطار؟ ألم يسأله أحد؟ وأين كاميرات المراقبة؟»، كاشفاً انه سيعتبر هذا الأمر بمثابة إخبار.
كان يعمل في TSC لبنان
محامي عائلة فراس لـ «الراي»:
لم يعانِ أيّ مشاكل نفسية وكان مغامراً
اعلن محمد شقير محامي عائلة فراس حيدر الذي كان يدرس مع خطيبته وقدّما إمتحانات شهادة المعلوماتية والمحاسبة سوياً قبل أسابيع «أنّ العائلة في صدد رفع دعوى قضائية ضد شركة طيران «ناس» والمطار أو ضد الطيار أو أمن المطار أو من يظهره التحقيق شريكاً في المسؤولية».
وأكد شقير لـ «الراي» أن «المرحوم فراس شديد الذكاء لكنّه يعاني من وضع ماديّ صعب جدا وكان يسعى للعمل في الخارج من أجل مساعدة عائلته»، نافياً في شكل قاطع وجازم «أن يكون فراس يعاني مشاكل عصبية أو نفسية»، مؤكدا في المقابل أنّه كان «ذكيّاً جدا ومقداماً إلى درجة المغامرة في سبيل الرغبة بالنجاح».
وعلمت «الراي» أن فراس حيدر كان يعمل في متاجر TSC في لبنان المملوكة لمركز «سلطان» منذ العام 2009.