بطل جديد لمونديال شهد سقوطاً مزرياً لـ«الكبار»

اسبانيا... العالم بعد أوروبا!

تصغير
تكبير
جوهانسبورغ - ا ف ب - اسدل الستار على النسخة التاسعة عشرة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم على عنوانين كثيرة، اولها وبالحرف العريض: مشاركة للنسيان بالنسبة لعمالقة الكرة المستديرة ونجومها الكبار، وثانيها انها بطولة للتاريخ بالنسبة للقارة السمراء التي نجحت بامتياز في استضافة العرس الكروي العالمي للمرة الاولى في تاريخها على اراضي «امة قوس القزح» رغم بعض الثغرات الامنية الجانبية والاخطاء التحكيمية الفادحة، وآخرها كان تتويج اسبانيا باللقب للمرة الاولى في تاريخها.

فشل الكبار في ترك لمساتهم في العرس الكروي العالمي الذي شهد لحظات محرجة جدا بالنسبة للفرنسيين ومخيبة للايطاليين حاملي اللقب، فيما خرج العملاقان الاخران البرازيلي والارجنتيني من الباب الصغير بعد ان كانا مرشحين بقوة للمنافسة على اللقب بعد عروضهما في الدورين الاول والثاني. وفاجأ المنتخب الالماني الجميع بعروضه الرائعة رغم انه خاض النهائيات بأصغر تشكيلة في تاريخه منذ نسخة 1934، لكنه اصطدم في دور الاربعة بمنتخب اسباني هجومي رائع استحق عن جدارة وصوله الى المباراة النهائية للمرة الاولى في تاريخه، كما الحال بالنسبة لنظيره الهولندي الذي كان اكثر المنتخبات ثباتا من حيث النتائج ولعل ابرزها اطاحته بـ«سيليساو» من دور ربع النهائي.

وتربع المنتخب الاسباني على العرش العالمي للمرة الاولى في تاريخه بعد ان حسم مواجهة النهائي مع نظيره الهولندي 1 - صفر بعد التمديد، ليصبح «لا فوريا روخا» الذي كان يخوض النهائي للمرة الاولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الالماني الشاب بفوزه عليه 1 - صفر في نصف النهائي، ثاني منتخب يتوج باللقب الاوروبي ثم يضيف بعد عامين اللقب العالمي.

وكان سبقه الى ذلك منتخب المانيا الغربية الذي توج باللقب القاري عام 1972 ثم اضاف اللقب العالمي الثاني له عام 1974 بفوزه على نظيره الهولندي (2-1) الذي اخفق اليوم في المتر الاخير مجددا لانه كان خسر نهائي 1978 ايضا امام الارجنتين (1-3 بعد التمديد).

يذكر ان هذا النهائي هو الثاني للمنتخب «البرتقالي» الذي عاد في جنوب افريقيا الى مواجهة اللقب للمرة الثالثة لكنها لم تكن «ثابتة»، علما بان فرنسا توجت باللقبين عامي 1998 و2000 لكنها ظفرت باللقب العالمي قبل الاوروبي.

ويدين منتخب المدرب فيسنتي دل بوسكي بالفوز التاريخي الى اندريس انييستا الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 116 على استاد «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ، وبات منتخب بلاده اول فريق اوروبي يحرز اللقب العالمي خارج القارة العجوز.

وبقيت الكأس في القارة الاوروبية بعد ان توجت بها ايطاليا قبل اربعة اعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح، وفي المقابل غابت منتخبات اميركا الجنوبية للمرة الثامنة عن المباراة النهائية للمونديال بعد اعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الاوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950. وتقدمت اوروبا على اميركا الجنوبية بعد ان كانت منتخبات القارتين تتقاسم القاب النسخ الـ 18 السابقة للمونديال برصيد 9 القاب لكل منها. اميركا الجنوبية: البرازيل (5 مرات) والارجنتين (مرتان) والاوروغواي (مرتان). اوروبا: ايطاليا (4 مرات) والمانيا (3 مرات) وانكلترا (مرة واحدة) وفرنسا (مرة واحدة)، واصبحت اسبانيا بالتالي ثامن بطل في العرس الكروي الاهم على الاطلاق.

وخالف المونديال الاول في القارة السمراء جميع الاحصائيات «التقليدية»، اولها التناوب بين منتخبات اميركا الجنوبية والاوروبية على رفع الكأس منذ عام 1966 عندما خلف المنتخب الانكليزي نظيره البرازيلي في رفع الكأس، وعدم فوز الاوروبيين خارج قارتهم، اضافة الى عدم فوز اي منتخب باللقب بعد ان خسر مباراته الاولى في البطولة وهذا ما حصل مع اسبانيا التي استهلت مشوارها بخسارتها المفاجئة امام سويسرا (صفر - 1).





رقم قياسي



توج منتخب اسبانيا بطلا لمونديال 2010 لكنه سجل رقما قياسيا من المحتمل ألا يكون مرغوبا به وهو أنه أصبح صاحب أقل عدد من الاهداف لبطل كأس العالم.

وأحرزت اسبانيا ثمانية أهداف فقط في مبارياتها السبع وهو ما يقل بثلاثة أهداف عن الرقم السابق لاقل عدد من الاهداف للبطل والبالغ 11 هدفا وتقاسمته ايطاليا في 1938 (اربع مباريات) وانكلترا في 1966 (ست مباريات) والبرازيل في 1994 (سبع مباريات).

وأصبحت اسبانيا أيضا أول فريق يحرز كأس العالم بعد هزيمته في المباراة الافتتاحية (امام سويسرا صفر- 1).





صحف تهلل



هللت الصحف الاسبانية في مواقعها على شبكة الانترنت لتتويج منتخب بلادها.

«الحلم تحول الى حقيقة»، هذا ما عنونته «ال بايس»، مشيرة الى ان 11 يوليو «يوم تاريخي للرياضة الاسبانية»، فيما كتبت «ال موندو»: «اسبانيا، اسبانيا، اسبانيا»، مضيفة «كأس العالم توجت احد افضل المنتخبات في التاريخ».

اما «ماركا» فكتبت: «انييستا حملنا الى الجنة»، مضيفة: «عانينا، لكن الامر كان يستحق ذلك»، فيما كتبت «اس»: «اسبانيا استحقت فوزها ضد المنتخب الهولندي الذي لم يكف الضغط علينا».

وصدرت الصحف حاملة جميعها على صدر صفحاتها الاولى خبر «النصر التاريخي».

«ال بايس» عنونت «ابطال العالم»، مضيفة «اسبانيا بطلة العالم، الملحمة التي كانت تنقص الرياضة الاسبانية»، اما «اي بي سي» فعنونت «ابطال».

اما «ماركا» فكتبت «اجل، اجل، نحن ابطال».

 



صحف تنتحب



عكست الصحف الهولندية الشعور بالحزن ومرارة «الصدمة» بعد الخسارة امام اسبانيا مشيدة في الوقت ذاته باللاعبين والمدرب.

كان العنوان الرئيسي لصحيفة «اي دي»: «الهولنديون يبكون» على صورة كبيرة لويسلي سنايدر مستلقيا على الارض وواضعا يديه على وجهه، في حين كتبت في تحليلها «فخور بعد خيبة امل، هذا ممكن»، مضيفة: «لانه حتى ولو ان الخسارة في النهائي وضعت حدا مؤلما للفرح الذي ساد البلاد في عطلة نهاية الاسبوع، فإن المنتخب يجب ان يكون فخورا بما قدمه».

وعنونت صحيفة فولكسكرانت: «دائما لا»، وكتبت: «الاسبان كانوا افضل لكن منتخب هولندا 2010 كان آلة حرب برتقالية رفضت الاذعان».

صحيفة «آر سي نيكست» اوضحت: «جيل جديد من اللاعبين كتبوا اسماءهم في الاسابيع الاربعة الماضية في جنوب افريقيا لكن صفعة خسارة النهائي ستستمر طويلا ايضا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي