ملامح / ماذا يتبقى لنا... لاشيء!

 u062f. u0639u0627u0644u064au0629 u0634u0639u064au0628
د. عالية شعيب
تصغير
تكبير
| د. عالية شعيب |

«ولاتقل لهما أف ولاتنهرهما»... أكثر مايؤسفني أثناء عملي في الجامعة سابقا، كان جهل الكثير من الطلبة بالايات القرآنية الكريمة، فكلما جاء ذكر اية، اذكر بعضها وانتظر ليكملها احد الطلبة، ثم اضطر لاكمالها بنفسي، علما بأن الغالبية من الطالبات المحجبات.

مناسبة الموضوع اليوم هو طريقة التعامل المهينة التي يعامل بها بعض الأبناء اباءهم، والعكس. فكثيرا ماأرى واسمع في الاماكن العامة سواء مجمعات او كافيهات، ابنة تنهر أمها، او ابن يشتم امه علنا في المطعم، ما استدعى احدى السيدات التدخل للدفاع عنها. لماذا وصل ببعض الشباب هذه الحال من القسوة والعنف وفقدان الرحمة والعطف على أولياء أمورهم. هناك اسباب عدة من الناحيتين. فمن ناحية الاباء هناك التساهل التام، والخضوع لطلبات الابناء، وتلبية طلباتهم، وعدم تطبيق الحزم معهم صغارا، او مبدأ الثواب والعقاب. ما أدى لفقدان الاحترام بينهما وسهولة تعدي الابناء على اهلهم.

والعكس صحيح، فكم أحزن حين أسمع من شاب انه يكره أباه، أو من قارئة شابة تخبرني كيف تكرهها أمها وتدعي عليها امام اخوتها بأن تموت لتخلص منها. ماأصعب هذه الحياة، فالأهل كالشجرة التي تظلل حياتنا من شمس المتاعب ولهيب الحياة اليومية بمآسيها وقلقها. فاذا فقد الحنان والاحترام بين الاهل ماذا تبقى من خير في هذه الدنيا، وكيف يمكن ان تصدق في علاقة مع الاصدقاء والاقارب. وكيف يمكن ان يخلص هؤلاء وينجحوا في الزواج مستقبلا إن ملأ الكره قلوبهم.

تحدثني احدى القارئات كيف أمها تغار منها، ولايهنأ لها جفن، الا اذا عكرت صفو يومها بالكلام والثرثرة، كما تبعدها عن اخوتها وتستفزها بحبها لهم. لماذا؟ سؤال لاأجد له اجابة. فقلب الام يحب ويعطف بطبيعته بكل عفوية، كيف يمتلئ بالكره من فلذة كبده وكيف يعزل عنه قطعة منه. كيف، لا أفهم.

من منا نسي المبدعة سوزان بويل التي كادت تفوز ببرنامج مواهب بريطانيا العام الماضي. كانت في الخمسين، لم تظهر للعلن الا بعد موت أمها، فنت عمرها وبددت موهبتها لتكون بجانب أمها، ثم انطلقت للغناء. أهدت ألبومها الاول الذي در عليها 8 ملايين دفعة واحدة، لأمها، «لأني وعدتها بأن أصنع من نفسي كائنا ذا قيمة». وأقرأ منذ ايام ان الفنانة الرائعة نوال تضحي بصيفها لتكون بجانب أمها المريضة شفاها الله، رغم حملها، والأمثلة تكثر وتطول وتقصر المساحة. فاذا ساد الكره بيننا وبين أهلنا، ماذا تبقى لنا من الدنيا... لاشيء- لاشيء على الاطلاق.





Aliashuaib.net

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي