الرئيس القمري تساءل: «دولتنا فقيرة فكيف أرفض الدعم الإيراني!»

سامبي لـ «الراي»: لا أطلب من العرب صدقات ... وإسرائيل تسعى نحونا ولا أحد يهتم

u0627u0644u0632u0645u064au0644 u0645u0635u0637u0641u0649 u0623u0628u0648 u0647u0627u0631u0648u0646 u0645u062du0627u0648u0631u0627 u0627u0644u0631u0626u064au0633 u0627u0644u0642u0645u0631u064a u0623u062du0645u062f u0639u0628u062fu0627u0644u0644u0647 u0633u0627u0645u0628u064a t           (u062eu0627u0635 - u00abu0627u0644u0631u0627u064au00bb)r
الزميل مصطفى أبو هارون محاورا الرئيس القمري أحمد عبدالله سامبي (خاص - «الراي»)
تصغير
تكبير
|القاهرة - من مصطفى أبوهارون|

رفض الرئيس القمري أحمد عبدالله سامبي الانتقادات العربية الموجهة اليه بسبب علاقة بلاده مع ايران، وقال، في حوار لـ «الراي» أجرته معه في القاهرة: ان ايران لا دخل لها في السياسة الداخلية والخارجية لجزر القمر. واعترف بأن اسرائيل قدمت اليه عرضاً من أجل اقامة علاقات قمرية - اسرائيلية، وأنه أبلغ القادة والزعماء العرب في القمة العربية الأخيرة بهذا الأمر لكنهم لم يعطوا لهذا الموضوع أي اهتمام.

وأكد أنه لا علاقات تربط بلاده باسرائيل طالما بقي في منصبه. وأشار الى ضعف الدعم العربي الى بلاده. كما أعلن عن فتح ثلاث سفارات عربية في بلاده خلال الفترة المقبلة... للكويت وقطر وسلطنة عمان.

والى نص الحديث:



• هناك تقارب قمري مع ايران ألا يؤثر ذلك على العلاقات بين جزر القمر والدول العربية، خاصة وأن هناك خلافات ايرانية مع بعض الدول العربية؟

- انني أستغرب من هذا الهجوم على العلاقات القمرية - الايرانية، وأرى أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل الدول العربية ووسائل الاعلام بهذا الأمر وهذه دعاية مجانية لصالح ايران، وهل دولة بوضعها الحالي وبهذا الفقر ترفض أن تمتد اليها أيدي ايران، ونحن لا توجد لدينا سوى مؤسستين ايرانيتين، بجانب الدعم من قبل الهلال الأحمر الايراني، الذي جاء بأطباء وأدوية ويبيعها بأسعار رمزية للبلد، هل نرفض ذلك خاصة وأنه ليس هناك تأثير أو تدخل ايراني في سياستنا الداخلية أو الخارجية؟ ما يحدث من قبل بعض العرب هو دعاية مجانية لايران وربما يقصدون منها الاضرار بنا، أنا أتمنى أن تأتي ايران الينا فهي وعدتنا ولم يتحقق وعدها حتى الآن، فجزر القمر دولة تعاني من أشد درجات الفقر، هناك قرى عندنا لا توجد بها مدرسة واحدة، والأطفال بدلاًَ من أن يدرسوا تسعة أشهر في العام تختصر هذه المدة الى أربعة شهور لأنه لا توجد أي امكانات لاستمرار الدراسة كاملة، وهناك من يدرس ثلاث ساعات في اليوم فقط، ومستشفى العاصمة، وهو أكبر مستشفى في البلاد، لا يوجد فيه أي أجهزة طبية، فما بالك ببقية المستشفيات، ويكفي أن تعرف أن ميزانية دولة جزر القمر في العام 45 مليون يورو، و70 الى 75 في المئة من هذه الميزانية تذهب الى مرتبات العاملين في جهاز الدولة. والدولة مديونة ولم تسدد معظم ما عليها من قروض، فنحن في أشد الحاجة الى الدعم خاصة في مجال الصحة. ومع هذا الوضع كيف أرفض دعم ايران؟

• لماذا أسميت نفسك آية الله أحمد سامبي؟

- هذه تسمية قديمة تعود الى أنني قضيت في ايران فترة من حياتي، ولكنني أيضاً قضيت فترة في المدينة المنورة فلماذا التركيز على هذه الفترة القصيرة في ايران وتجاهل الفترة التي قضيتها في المدينة المنورة، هذا غريب لأني ابن جامعة المدينة المنورة. للأسف هذا يحدث بسبب التأثيرات الاعلامية. صحيح أنه قبل أن أكون رئيساً كنت مشهورا في جزر القمر باسم آية الله أحمد، وهي تسمية عظيمة، وربما لم أصل الى هذه المرحلة.

• هل عرضت عليكم اسرائيل فتح علاقات ديبلوماسية معها؟

- هذا حدث بالفعل وعرضت ذلك على الرؤساء والملوك العرب في جلسة مغلقة للقمة العربية وكنت أتوقع من الاخوة أن يهتموا بنا بعد هذا الحديث، ومن يدري ربما يأتي رئيس آخر لجزر القمر ويستمع للعروض الاسرائيلية ويوافق عليها.

• هل هناك رفض شعبي ومؤسسي للتطبيع مع اسرائيل؟

- ما دمت رئيساً لهذا البلد فلن يكون هناك تطبيع مع الكيان الاسرائيلي، واهتمام اسرائيل بجزر القمر ليس وليد اليوم، هو موجود منذ فترة الرئيس محمد جوهر فهو كان راغباً في اقامة علاقات ديبلوماسية، أما الآن فلا، والرأي العام القمري مثل بقية الشعوب العربية يرفض ذلك.

• البعض يعتقد أن الاهتمام الاسرائيلي بجزر القمر هو الذي دفع العرب للاهتمام أيضاً؟

- أتمنى لو أن الدول العربية تهتم، فالشعب القمري شعب عربي ومسلم، وليس الفقر عيباً ولكن العيب أن نبقى فقراء وأنتم كعرب تشاهدوننا وتعيشون معنا وأنتم منا ونحن منكم.

• هل كنتم تتوقعون دعماً أكثر من العرب لكم؟

- نعم كل ما أرجوه أن يأتوا الى البلاد ليستفيدوا من كنوزها، أنا لا أسأل صدقات، كل ما أرجوه أن يأتوا للاستثمار في هذه البلاد فلدينا فرص عديدة وكبيرة، هي كنز تحتاج الى من يأتي ويكشفه.

• ماهي الرسالة التي تريد أن توجهها الى الدول العربية؟

- أقول لهم توجهوا الى هذه الجزر العربية الأفريقية التي تتمتع بالخيرات فنحن نسبح في المحيط الهندي وننتظرهم كي يأتوا الينا ليكتشفوا هذا الكنز أقول لهم تعالوا واستفيدوا كثيراً، ففي امكان الجزر القمرية أن تلعب دوراً كبيراً في كل ما تريده الدول العربية خاصة في أفريقيا، فيمكن أن تكون الجزر جسراً بين العالم العربي وأفريقيا.

• بخصوص الأزمة حول فترة الرئاسة كيف هي الآن؟

- في الاجتماع العام تحدد تاريخ هو نوفمبر من العام المقبل ومبدئياً أنا موافق على ذلك.

• لماذا هذه الفترة تحديداً؟

- الكونغرس القمري قرر ذلك لأن حاكم جزيرة أنجوان تنتهي ولايته في عام 2013، وهم أرادوا أن يكون الأمر قبل ذلك. وأتصور أني أعمل لوحدة البلاد وتصحيح صورتها، وأعمل على توحيد الفترة الانتخابية في الجزر وفي الرئاسة، ومستعد بالفعل الى اختصار المدة اذا كان ذلك سيؤدي الى الأمن والاستقرار في الجزر، ما أطالب به احترام الأعوام الخمسة التي أصبحت قانوناً حكومياً للدولة القمرية، واذا تم احترام ذلك فسأوافق على تقصير المدة. نحن نحاول أن ننشئ دولة مؤسسات، وما حدث في الفترة الأخيرة هو أنني لاحظت أن الدولة محكومة باجراءات وانتخابات سنوية وهذا مستحيل في ظل دولة فقيرة، ولهذا قررت أن أغير بعض البنود في الدستور حتى نصل الى الانتخابات الرئاسية، وهذا التغيير لم يكن ليتم بمرسوم رئاسي وكان لابد من الاستفتاء الذي صوت فيه 90 في المئة من الشعب لمصلحة التغيير، ولكن في مثل بلادنا التي تفتقر الى الوعي السياسي، والتجربة الديموقراطية فيها جديدة فكان من السهل أن يتم تصعيد الأمر، وفي رأيي الشخصي أن توجهنا نحو العالم العربي أزعج بعض الناس. وأنا لم أفعل ما يفعله بعض الرؤساء في التمديد، ولم أطالب بولاية ثانية، وهدفي هو توحيد الانتخابات لكن ذلك يتطلب توحيد انتخابات الولايات الثلاث، والآن كل المحادثات التي تجرى ربما لتمديد الفترة الرئاسية عاماً واحداً فقط. ونتمنى من الطبقة السياسية والمعارضة والأخوة العرب معرفة أن ما حدث أخيراً هو ممارسة ديموقراطية بحتة وأيدها المجتمع الدولي.

• لنتعرف من سيادتكم على تركيبة الشعب القمري وأصوله العرقية واللغوية؟

- الشعب القمري شعب مختلط فقد قدم من موزمبيق ومن أفريقيا والعرب الذين قدموا من اليمن وسلطنة عمان. وجزر القمر قبل الاحتلال الفرنسي أثرت فيها وفي عاداتها الحضارة العمانية، وحتى الرقصات الشعبية هي نفسها الرقصات الموجودة في العالم العربي، وكانت بعض القبائل العربية تحكم هذه الجزر قبل الاستعمار. عشنا تحت الاستعمار الفرنسي أكثر من مئة عام، وحصلنا على الاستقلال عام 1975 ومنذ هذا التاريخ نعيش بعض المشاكل وبعض الفتن ولكن الشعب، الذي ينتمي الى الديانة الاسلامية، طيب ويعيش بالفطرة. في الجزر هناك عوائل عربية كثيرة جداً والناس يفتخرون بذلك.

• هل توجد مدارس لتعليم اللغة العربية؟

- لا توجد قرية الا وفيها مدارس وكتاتيب تعلم العربية... نعم الحكومة لديها تقصير في هذا الجانب ولكن ذلك بسبب العجز المالي، والخريجون من الدول العربية يحاولون أن ينشئوا مدارس تعليمية، وقد هددت الوزراء في الحكومة بأنهم اذا لم يتعلموا العربية فلن يبقوا وزراء، وبدأ البعض منهم في تعلمها بالفعل، وهناك حركة نشطة في هذا المجال. لكن مشكلة اللغة العربية لا تزال قائمة وهناك جهود ذاتية من قبل خريجي الجامعات فهم يقومون بفتح مدارس تقوم بالتعريب ولكن لا توجد مؤسسة رسمية تقوم بعملية التعريب، وشخصياً تحدثت مع الزعماء العرب بشأن التعريب في جزر القمر وطلبت منهم توفير الكتب العربية بكمية كبيرة ليعتمد عليها الناطقون عربياً فهذا يساهم بصورة كبيرة في نشر اللغة العربية، ولكن لم يستجب أحد.

• وماذا عن الأمان الاجتماعي في البلاد؟

- الجزر تتمتع بأمان اجتماعي لا يتوافر في الدول المتقدمة، في امكان المرأة الاجنبية أو القمرية أن تخرج في أي وقت من الليل وتسير في أمان ولن يتعرض لها أحد، رغم الفقر الشديد لم تصل الينا الجرائم المنتشرة في كل دول العالم.

• هل المشاكل السياسية تؤثر على مستقبل هذا البلد؟

- نعم نحن لدينا الفتن والمشاكل السياسية التي تؤدي الى تردد المستثمرين، لكن رغم من ذلك هناك مستقبل كبير للجزر، فهي دولة سياحية من طراز فريد، ولو توافرت لها البنية التحتية لأصبحت الدولة الأولى في السياحة، ففيها المناظر الطبيعية والمياه والأشجار والغابات، والثروة السمكية لم تستغل حتى الآن ولا يزال الصيادون يصطادون بالطريقة البدائية التي كان يصطاد بها آباؤهم. لكن المستقبل سيكون أفضل بعد أن بدأ العرب يكتشفون هذا البلد، وهناك جهود كبيرة في الفترة الأخيرة، وأصبحت السمعة الطيبة لنا تنتشر، والتقيت عدداً من العرب وسمعنا منهم أخبارا جيدة.

• ما هو الوضع بشأن جزيرة مايوت التي تحتلها فرنسا؟

- لا أزال أسعى لحل هذا الموضوع. نعتبر جزيرة مايوت قمرية، فرنسا لا تزال دولة صديقة، والمشاكل السابقة تختلف عن المشاكل الحالية، وأنا أخذت موضوع جزيرة مايوت بأهمية وأعدتها الى المحافل الدولية وهذا أزعج بعض القوى الخارجية، والداخلية أيضاً التي تميل نحو فرنسا، هذا أزعج بعض المواطنين المتأثرين بالثقافة الفرنسية وهو ما أدى الى الفتن السياسية في الجزر، والأمر واضح فالجزر جميلة وهناك من يتمنى السيطرة عليها ليسير بها في طريق غير الذي نريده.

• منذ ثلاثة أعوام أعلنت أن دولة الجزر مجهولة للعالم العربي هل لا تزال تعتقد ذلك؟

- بالنسبة للدول العربية لا تزال مجهولة، قد يكون ذلك بسبب بعدها الجغرافي. ولكن الوضع اختلف عن قبل ثلاثة أعوام. الاخوة العرب بدأوا يسمعون عن هذا الاسم الجديد، ولا توجد دولة في العالم تحمل اسماً جميلاً مثل دولة جزر القمر. وفي السابق التقيت بعض الاخوة في مصر والسعودية... كانوا يتصورون أن جزر القمر من أغنى دول العالم وعندما شرحت لهم الوضع استغربوا جداً. لكن حتى أكون صريحاً أقول ان الوضع اختلف ولكننا نحتاج مزيداً من تسليط الضوء الاعلامي.

• تم أخيرا انشاء حكومة قمرية في المنفى برئاسة أمينة حسني ما تعليقكم على ذلك؟

- هذه ليست الأولى كلما تكون هناك مشاكل في بلادنا يحدث ذلك، فهناك من هم في الخارج يحاولون أن يبينوا أنهم موجودون، وما أريد التأكيد عليه أن فرنسا دولة صديقة لكن ما يحدث ليس الا مسرحية سياسية.

• هل من المنتظر فتح سفارات عربية جديدة في جزر القمر قريباً؟

- الآن لا توجد سوى سفارة ليبيا، ومقر بعثة الجامعة، لكن بعض الدول العربية أبدت استعدادها لفتح سفارات عندنا، هناك ثلاث دول ستفتح سفارات قريباً وهي قطر، والكويت، وسلطنة عمان. وأنا أشجع ذلك وأدعو لفتح المزيد من السفارات، ولو كانت هناك عيون عربية حاضرة لما كانت بعض القوى الخارجية تجرؤ على التلاعب بمصير البلد... الغياب الديبلوماسي العربي ينعكس سلباً، الحضور الديبلوماسي العربي القوي في جزر القمر سيساهم مساهمة كبيرة في الاستقرار لدينا. جزر القمر عضو في الجامعة العربية واهتمام العالم العربي كان لابد منه، بالاضافة الى أنني أعتقد أن مستقبل الجزر مرتبط مع العالم العربي، وأنا أختلف مع بعض السياسيين القمريين في هذا، وبذلت جهودا جبارة في هذا الاطار وأنا أحاول بقوة مواجهة من يقفون ضد التوجه الى العرب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي