ناقش «إشكالية النصوص المسرحية» ضمن مهرجان «صيفي ثقافي5»

أسامة أبوطالب: الكاتب المسرحي يعتبر المخرج الأول للعمل لحظة ولادة الفكرة

تصغير
تكبير
| متابعة علاء محمود |

احتضنت قاعة الندوات في مسرح الدسمة حلقة نقاشية بعنوان «إشكالية النص المسرحي» ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 5» المستمر بأنشطته حتى 27 من الشهر الجاري والذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

افتتح الحلقة النقاشية أستاذ النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية دخيل الدخيل، الذي قدم المحاور الضيف د. اسامة ابوطالب الحاصل على دكتوراه دولة في النقد والعلوم المسرحية من جامعة فيينا - النمسا وهو وكيل وزارة الثقافة المصرية والمشرف على مركز الابداع في مصر ومستشار بمجلس الشعب المصري ثم رئيس لقسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت في سنوات 2008-2009 وعضو هيئة تحرير سلسلة من «المسرح العالمي» التى تصدر عن المجلس الوطني بالكويت وله مؤلفات عدة منها البطل التراجيدي مسلما، ونصوص من المسرح الالماني والاسلام وظاهرة التراجيديا باللغة الالمانية كما له سيناريوهات لافلام سينمائية عدة ومؤلفات مسرحية والكثير غيرها هذا الزخم الثقافي جعله مؤهلا لطرح محاضرة« اشكالية النص المسرحي».

الدكتور أبو طالب استهل حديثه بالقول: كلمة «إشكالية» تعتبر مثيرة للجدل والنقاش، لانه يبدو عليها الميل للحالات السلبية، فالنص المسرحي ظاهرة فريدة من نوعها، فمنذ لحظة ولادة الفكرة للكاتب تدخله في لحظة معاناة حقيقية، باعتبار انه المخرج الاول للعمل، ومن هنا تبدأ الإشكالية او التوقّع الاول الذي كثيراً ما يخيب حين يتحول العمل الى عمل حي فوق خشبة المسرح، فالكاتب المسرحي لا يرى النص على المسرح إطلاقاً، فهو يعايش البشر معايشة كاملة، لأن الدراما هي بالاساس محاكاة لأفعال البشر كما قال الإغريق، لذا أرى بأن الكاتب المسرحي عبارة عن خالق بطبعه ولا يأتي من العدم، فهو يستوحي مادة الحكاية والممثلين والإضاءة ويترك النص لمبدع آخر وهو المخرج المسرحي، وهذا ما نسميه الصدام الاول «الإشكالية الاولى» عندما تفترق الآراء بين المخرج والكاتب المسرحي.

واستطرد بالقول: ان النص الأدبي يعيش حالة توق واشتياق كاملة، إذ يتوق لولادة نصه من خلال تكامل رؤية المخرج. ولكي يكتمل الامر لا بد من وجود ناقد يعتبر عين الكاميرا، فإما ان تتسع الرؤية ليرى الامور ويكشفها، أو ان ينظر لها من منظور ضيّق فيقتل النص.

واضاف ابوطالب فالمخرج يمكنني تصنيفه لشقين، الأول المخرج المنفذ ودوره تحفيظ الممثلين الادوار وهو غير مبدع، والثاني المخرج المفسّر وهو يكتشف ابعاداً للنص المسرحي،مثله مثل الناقد الجيد الذي يطلع الكاتب على امور لم يرها خلال كتابته. فالمخرج المبدع يجب ان يتمتع بابعاد عديدة في الرؤية.

وختم أبو طالب كلمته قائلاً: إذا لم ير الكاتب نصه في تجربة حية مع فريق الممثلين والمخرج فلن يستطيع أن يعدّل في نصه، لذا يجب عليه ان يتسم بالمرونة في التعامل. كما يجب ان نعامل الكاتب الشاب بلطف كي ننتظر ثماره في المستقبل.

وبعد ذلك جاء دور تعقيب الناقد المسرحي محمد الروبي مدير تحرير جريدة الكرامة المصرية فقال: إن النص المسرحي الذي لا يعرض على خشبة مسرح او في فضاءات مختلفة كالبيوت والشوارع لا يعتبر مسرحاً، لأن المسرح هو عرض فما وصل إلينا هو وريقات منذ ايام اليونان. واول من اوقعنا في هذه الاشكالية هو أرسطو، لانه نقل إلينا قانون كتابة الدراما، ونقل ما شاهده على ورق واضعاً كل تلك القوانين. فلم يصف لنا أحد بدقة كيف كان اخراج العرض اليوناني إلاّ بتفاصيل قليلة فقط.

وختم بالقول: إن اعظم كتّاب المسرح في عالمنا العربي والغربي هم رجال عاملون في المسرح في الأساس، إما ممثلون او كتّاب نصوص مسرحية او مديرو خشبة، ومنهم شكسبير البريطاني وسليمان البسّام من الكويت الذي لم ينتهج أسلوب ارسطو ولم يلتزم به، لذلك ترى كل عرض له يختلف عن الآخر. الا ان نقّاد المسرح في الوطن العربي لم يأتوا من المسرح، بل جاؤوا من الأدب فتعاملوا مع النص الأدبي على انه كذلك. فالمطلوب من كل ناقد وكاتب مسرحي أن يكون من رجال المسرح، كي يبدعوا في مجالهم.

وبعد ذلك ألقى عماد النويري مدير نادي السينما ونادر القنة مداخلات طويلة مستقلة وقد حضر الحلقة الأمين العام للمجلس الوطني بدر الرفاعي، ومديرة إدارة المسارح كاملة العيّاد، إضافة لعميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد السليم وعدد من المثقفين والمهتمين بالحالة المسرحية في الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي