جعفر رجب / تحت الحزام / عباس في افريقيا (17) ألمانيا «سر هو لزيز»

تصغير
تكبير
عباس في جنوب افريقيا يلبس البلوزة البيضاء، ويرفع صور كلوزة، وموللر، وشتايغر... انهم لاعبون حقيقيون، وليسوا لاعبي اعلانات! وعلى ذكر الاعلانات، طوال الفترة الماضية وانا اشاهد اعلان ميسي وهو يقول للناس «دجاج كنتاكي... سرهو لزيز» وكنت اتصور «سرهو لزيز» كلمة اسبانية، ولكن بعد البحث والتحري وسؤال الاصدقاء، وسؤال المفتين في البرامج الدينية، بالاضافة الى سؤال مفسر احلام، قيل لي ان «سرهو لزيز» اي «سره لذيذ»! ميسي قالها، الا ان الالمان اثبتوا ان سرهم ليس لذيذا فقط، بل «سرهم باتع»، وهم فريق ملتزم بالشرع والضوابط، ولا يفوزون اكثر من الاربعة!

قد لا تستمر انتصارات الالمان وقد لا يحملون كأس العالم، ولكنهم في النهاية فريق نرفع له القبعات ونمسح احذية لاعبيه، وننظف من امامهم العشب الاخضر احتراما لهم، ولا يخجل احد من تشجيعه!

لا اريد ان اكثر الحديث عن الالمان، فهم قوم يقل كلامهم ويكثر فعلهم، وحولوا اللعب الى علم، ونحن في العلم «ما شاء الله علينا» حولناه الى لعب عيال، وان كنتم لا تصدقون، راجعوا معي نتائج الثانوية العامة للنظام الموحد، التي اعلنتها الوزيرة موضي وهي مستانسة وفرحانة «اوي»!

لقد اعلنت ان نسبة النجاح في الادبي 91.5 وفي العلمي 92.3، وانا اعلن واضرب ناقوس الخطر، واشعل النار على الاسوار منذرا بقدوم التتار، لانه فجأة تحولنا من تربية لم ينجح فيها احد، الى تربية لم يرسب فيها احد، ولان هذه النسبة من النجاح لا يحصل عليها الا الرؤساء العرب وحتى هؤلاء من فرط السخرية خفضوا نسبهم، الا وزارة التربية فهي «بايعتها»، واعلنت اعلى نسبة نجاح في العالم كله!

كيف يمكن في وزارة كانت نسب النجاح فيها لا تتعدى الستين في المئة في احسن الاحوال في السنوات السابقة ووفقا للنظام السابق، ان يصبح طلبتها فجأة عباقرة وينجحون بهذه النسبة؟ الا اذا كانت هناك مصيبة في النظام التعليمي؟!

والمصيبة في النظام الموحد، حيث قامت الوزارة مشكورة، بتفصيل نظام للطلبة الفاشلين دراسيا، نعم نظام مؤذ وغبي، ويدوخ الطالب المجتهد فيها بسبب كثرة الاختبارات مما يؤدي الى تسرب الدرجات منه... في حين يكتفي الطالب الفاشل الدخول الى الاختبار ودون مجهود... وينجح! نظام يسلب من درجات الطالب المجتهد خلال ثلاث سنوات، الذي يحتاج فيها الى نصف درجة، في نفس الوقت يوزع درجات على الطالب الفاشل بالهبل، ولا يرسب الا من ينام ولم يحضر الاختبار!

لا اقولها عبثا، خذوا مثالا بسيطا، في الصف العاشر، في مادة الاجتماعيات مثلا، الدرجة النهائية من 14، - ما ادري ليش اربعتش وليس خمستعش-ست درجات بيد المدرس، مجرد حضور الطالب والتزامه يضمن له خمس درجات على الاقل، وهذا يعني انه بمجرد حصوله على درجتين من ثمان فقط يعتبر طالبا ناجحا... تفخر به الوزارة والوزيرة... هذا مثال بسيط لواقع تربوي يسير من اسوأ الى اسوأ... لكن ببركات الوزيرة موضي وسفراتها الى سنغافورة، ستحل كل هذه المسائل والقضايا، انها مخرجات التعليم الجديدة، والمستقبل على يد الوزيرة ووكلاء مساعديها الاشاوس، سيكون منيرا، كمؤخرات الخنافس المضيئة!





جعفر رجب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي