تواصل / التغرير الواهم

فاضل مصطفى الزباد





| فاضل مصطفى الزباد* |
يـُحمَـل الانسان في موقف ما على استسلاك وجهة بتأثير يغريه بالنفع بطريقة مشوقة تبدو مخلصة، هذا الحمل يستغل عامل الحيرة وعدم الدراية للشخص الذي يقع عليه التأثير، ذلك الاستسلاك يكون حسب تصوره توجيهاً نحو وضع افضل لكنه على العكس يعتبر تغريرا بحيث ينفلت الادراك معه فيبتعد عن التقدير الارجح.
لا نتكلم عن حالات وهمية وانما حالات حقيقية وقع اشخاصها فريسة للاراء غير السديدة والتوجيهات، التي هدرت مدخرات مصيرية، وهذا ناتج عن تضخيم حالة الامال العريضة والتوقعات الملتهمة، تصدح لها الاذان فلم تستخلص سوى خدعة جنوح الصواب بها فـفـقـدت دقة التصور وهنا ننطلق من قناعة بأن التغرير يقود الى خسائر والتقدير يقود الى تحسّب , مفارقات تعاكسية بين التداعيات والمعطيات والتسرع والروية والندم وثبات القدم، وايضا التخلخل النفسي والسيادة الذاتية، واضمحلال النظرة وارتقاء استقلالية الفكرة، واوهام ما نحتـدس توقعه وواقعيه ما نـتـثـبت من شفافية معلوماته، ولتأكيد تلك الاحداثيات نقول ان للتغرير انعكاسات تأثيرية تهدد وضع الشخص المغرر به وتجعله يقبع مع نفسه لواما تارة وتارة محسورا لاحساسه انه تعرض لنوع من الابتزاز التلفيقي بامنيات وهمية تزويقية، جعلته يقع في مأزق من الكلام اقرب ما يكون الى التنجيم منه الى النصيحة، ولهذا نجد ان انجرار الشخص نحو المغرِّر يفقده القدرة على الاختيار، فيصبح تركيزه نحو تحقيق رغبة طالما تمنى اشتعالها، لكي يكون حسب تصوره في وضع مرموق ذو مكاسب مغدقة.
هناك فرق بائنٌ بين الواقع وبين التمني , بين ما يعقل وبين ما يستغفل، لان النظر الى النتائج يجب ان تخضع الى تنبؤات ذات اسس من البيانات المدروسة، وهل ان المطلوب سيكون فوق مستوى طاقة الامكانات ام سيكون تحت ذلك المستوى، لذا يجب ان تكون للنتائج بريق متوهج يستدل به الشخص الراغب، ولا ينبغي ان تخفت تلك التوهجات عن النظر الثاقب لان ذلك سيـسبـب لها العمى وتقع في سوداوية البصيرة لا تـفتــّحها، وغفلة الجريرة لا تداركها.
نحن اذا امام خيارين اما ان نحسن الادراك ونختار ما يصنع الاستقلالية واما ننجرف نحو اهواء الغرور الواهم فـنفـقد كل شيء في لمحة زمنية مباغتة لم نكن نحسب حسابها جيدا.
* شاعر وكاتب
[email protected]
يـُحمَـل الانسان في موقف ما على استسلاك وجهة بتأثير يغريه بالنفع بطريقة مشوقة تبدو مخلصة، هذا الحمل يستغل عامل الحيرة وعدم الدراية للشخص الذي يقع عليه التأثير، ذلك الاستسلاك يكون حسب تصوره توجيهاً نحو وضع افضل لكنه على العكس يعتبر تغريرا بحيث ينفلت الادراك معه فيبتعد عن التقدير الارجح.
لا نتكلم عن حالات وهمية وانما حالات حقيقية وقع اشخاصها فريسة للاراء غير السديدة والتوجيهات، التي هدرت مدخرات مصيرية، وهذا ناتج عن تضخيم حالة الامال العريضة والتوقعات الملتهمة، تصدح لها الاذان فلم تستخلص سوى خدعة جنوح الصواب بها فـفـقـدت دقة التصور وهنا ننطلق من قناعة بأن التغرير يقود الى خسائر والتقدير يقود الى تحسّب , مفارقات تعاكسية بين التداعيات والمعطيات والتسرع والروية والندم وثبات القدم، وايضا التخلخل النفسي والسيادة الذاتية، واضمحلال النظرة وارتقاء استقلالية الفكرة، واوهام ما نحتـدس توقعه وواقعيه ما نـتـثـبت من شفافية معلوماته، ولتأكيد تلك الاحداثيات نقول ان للتغرير انعكاسات تأثيرية تهدد وضع الشخص المغرر به وتجعله يقبع مع نفسه لواما تارة وتارة محسورا لاحساسه انه تعرض لنوع من الابتزاز التلفيقي بامنيات وهمية تزويقية، جعلته يقع في مأزق من الكلام اقرب ما يكون الى التنجيم منه الى النصيحة، ولهذا نجد ان انجرار الشخص نحو المغرِّر يفقده القدرة على الاختيار، فيصبح تركيزه نحو تحقيق رغبة طالما تمنى اشتعالها، لكي يكون حسب تصوره في وضع مرموق ذو مكاسب مغدقة.
هناك فرق بائنٌ بين الواقع وبين التمني , بين ما يعقل وبين ما يستغفل، لان النظر الى النتائج يجب ان تخضع الى تنبؤات ذات اسس من البيانات المدروسة، وهل ان المطلوب سيكون فوق مستوى طاقة الامكانات ام سيكون تحت ذلك المستوى، لذا يجب ان تكون للنتائج بريق متوهج يستدل به الشخص الراغب، ولا ينبغي ان تخفت تلك التوهجات عن النظر الثاقب لان ذلك سيـسبـب لها العمى وتقع في سوداوية البصيرة لا تـفتــّحها، وغفلة الجريرة لا تداركها.
نحن اذا امام خيارين اما ان نحسن الادراك ونختار ما يصنع الاستقلالية واما ننجرف نحو اهواء الغرور الواهم فـنفـقد كل شيء في لمحة زمنية مباغتة لم نكن نحسب حسابها جيدا.
* شاعر وكاتب
[email protected]