الكناش / عراب السينما الخليجية

تصغير
تكبير
|نواف السعد|
عندما نتكلم عن خالد صديق... يعني أننا نتكلم عن عراب السينما الكويتية والخليجية بلى منازع، نتكلم عن رائعته الجميلة والفريدة في ذلك الزمان، وفي كل زمان خاصة في الخليج وهي «بس يا بحر» أول فيلم روائي طويل في الكويت وفي الخليج العربي أيضا، عندما نتكلم عن خالد صديق نتكلم عن مخرج كويتي احتفلت به كثير من المهرجانات وكثير من أماكن وكان له الفضل في أن يجعل لكويت أمس في المحافل السينمائية العالمية، وهل تعلمون ان سيناريو «بس يا بحر» موجود الآن في متحف نادي السينما الفرنسي «سينماتيك»، الذي يُحتفظ فيه بكل سيناريوهات الأفلام الناجحة في العالم مثلما قال في لقاء للعراب في جريدة «الجريدة»، فهل توجد نسخة اليوم في نادي السينما لسيناريو الفيلم أو حتى نسخة من الفيلم نفسه؟!، عندما نتكلم عن خالد صديق نتكلم عن مخرج اخرج عملا أيضا خارج نطاق بلده، في احد البلاد العربية ومن أفضل الأعمال العربية وهو الفيلم العربي المعروف «عرس الزين»، عندما نتكلم عن خالد صديق نتكلم عن عراب السينما الكويتية والخليجية، وهو عراب الشباب السينمائيين مثل قيل عنه.
ماذا أقول عن عراب السينما الخليجية... ولولا الغزو الغاشم على البلاد الحبيبة لصار لنا اليوم أفلام وأعمال كثيرة جدا واعمال ابداعية كثيرة، ولكن هذا الغزو الغاشم مثلما نهب البلاد، لم يترك لنا حتى معدات الدكتور عراب السينما الكويتية واعتقد ان كثيرين مثلي لا يعلمون ان السينمائي الكبير والعراب المبدع خالد صديق، حاصل على شهادة الدكتوراه ولقد أفصح عن ذلك لجريدة «الجريدة» في لقاء معه: «بعد التحرير وسرقة معداتي من النظام الصدامي، كتبت سيناريوهات عدة ممتازة احتفظت بها لنفسي ولم أبِعها، فسُمع عن أحد السيناريوهات في جامعة انكلترا لاحتوائه على مناحٍ دينية وجوانب من حقوق الأطفال والانسان ومبادئ من البوذية خدمة للأطفال المشردين، وطُلب مني أن أحاضر بهذا السيناريو، فاقترحت تقديم ورقة بحث عنه فوافق المعنيون. وعندما انتهيت من كتابة البحث قالوا لي انه {مشروع تخرّج اذا كان لديك استعداد للمواصلة}، فحللت العمل كاملاً وأبعاده المختلفة ومحتوياته ومراحل انتاجيته ككل، فنتجت منه 800 صفحة بعد عمل دؤوب استغرق ثلاث سنوات، ومن خلال هذا العمل حصلت على الدكتوراه».
وأضاف: «فكرة السيناريو بدأت قبل عشرين عاماً، في احدى رحلاتي الى كاتمندو عاصمة النيبال، حيث رأيت جبال الهملايا، وكنت في كل فترة أكتب بعض النقاط وبعد سبع سنوات سنحت لي الفرصة لأكمله، الفيلم جميل ومحبوك درامياً، فمن يقرأ الملخص سينجذب اليه، وأتمنى أن تسمح لي الظروف بتنفيذه».
وقال: «لا أحب استعمال لقب دكتور، لأنه يحد من ابداع الانسان، ولو عدنا الى الوراء قليلاً، سنرى مخرجين في السينما يحملون هذا اللقب توقفوا بعد أول عمل، لأنهم خافوا من الفشل.
هكذا نتكلم هذا الرجل المتواضع الذي أبدع للكويت... ويا ليت الكويت كانت هي من تكرمه، ولكن كرمه بلد غير بلده ومع هذا يقول في لقاء له: «يكفي ان كرم في بلاد خليجية وهي دولة الامارات، وليس هناك فرق بين الكويت والامارات»، اعتقد من يقول مثل هذا الكلام هو عظيم بل المقاييس، ولكن يظل هناك سؤال مهم جدا: هل فكرت ادارة نادي الكويت للسينما، ان تكرم هذا المبدع في مهرجان مسابقة شركة «سينسكيب» للأفلام القصيرة أم لأنه انتقد مجلس الادارة فلا يستحق التكريم؟!
أقول في النهاية هل يعلم مجلس الادارة... ان الصديق كان له أفلام روائية قصيرة، منها الصقر والرحلة الأخيرة ووجوه الليل، بل اعتقد انها أصلا غير موجودة اليوم في النادي.
فقد كان من الأفضل ان يكون الاتفاق مع شركة سينسكيب في تكريم مثل هذا المبدع وغيره من المبدعين، وعرض أفلامهم في مثل هذا المهرجان وهذه المسابقة، حتى يكون هناك معرفة للشباب بمن كان لهم السبق في هذا المجال، وأخيرا أقول ماذا أقول عن خالد صديق وغيره من المبدعين، الذين لا تهتم بهم أبدا ادارة النادي اليوم، ولا تعرض أفلامهم أو ابداعاتهم، حتى تربط الأجيال ببعضها من اجل ان تكون هناك اعمال عظيمة جدا، ولكن الشباب هم من ذهبوا الى هذا المبدع، وقالوا له في احد المهرجانات أنت السبب في وجودنا هنا، فعلى الأقل وضع لقاء اخوي أو عرض أفلام المبدع الروائية القصيرة والطويلة في نادي الكويت للسينما، حتى تشاهدها الأجيال كلها، ويكفي انه رفع اسم الكويت في المحافل الدولية الفنية، وأصبح اسمه علامة في جبين الكويت، فهل لدينا في الكويت الآن أي علامة نفتخر بها؟! أنا أجيب عنكم وأقول لا...!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي