«الراي» زارت بلدا يعشق الدراجات والمياه ويعيش الثلج ويفرح بـ«الشمس» «1 من 2»

الدنمارك... ياخضرا

تصغير
تكبير
|كوبنهاغن - من محمد السنباطي|

البلدان حكايات... أماكن وأزمنة وأشخاص... وأحداث مدن وقرى وشوارع وميادين... جداول وبحيرات وانهار وشواطئ... وأيضا مواقف.

أحيانا تتمتع بلدان بجزء من هذا... وأحيانا أخرى قد تقترب من ان تجمع كل هذا... وهكذا الدنمارك «لديها الكثير»، فالأماكن هنا كثيرة... والأزمنة متعددة... والشوارع والميادين والتماثيل والبنايات لها حكايات... وللمواقف هنا مؤشرات «سياسية واقتصادية... وأيضا اجتماعية»... وأثارت وشدت انتباه أبناء ديانات ومعتقدات متعددة، ولكنها في تآخ سعت لادماج عرقيات وديانات متنوعة.

انها حكاية بلد اسكندنافية، وعلى الرغم من انها ليست من بلدان أوروبا الثرية. الا ان الثراء هنا... ناس وتحركات جدية وعمل لا يتوقف ليل نهار... وثراء انساني في استقبالها لغير ناسها.

انت هنا في بلد تلعب فيه «الدراجة» دورا مهما... والخضرة لها دور أهم انها «الدنمارك الخضراء »... زارتها «الراي»... وتجولت في ربوعها الجميلة... وشاركت في حوارات سياسية واقتصادية واجتماعية وانسانية... وهذه هي حكاية 145 ساعة في بلد المحاربين... التي يزوره الثلج كثيرا... ولاتغيب عن الشمس الا قبل منتصف الليل بقليل.

انه فجر «اليوم الأول»... مطار القاهرة وتحديدا صالة السفر رقم «1» الجو هادئ تماما... والصالة على الرغم من انها القديمة الا انها نظيفة... كافيهات مفتوحة وصيدلية وبائع صحف وعمال خدمات في حالة نشاط.

تقترب الساعة من السادسة صباحا - بتوقيت القاهرة والكويت معا - أدفع حقيبتي أمامي وأتجه ناحية سير الحقائب لمراجعة التذكرة وجواز السفر والوزن... ويمر الأمر في مطار القاهرة بسهولة.

يحتاج صديقي محمد لدواء من صيدلية المطار ويكلف ضابط شرطة أحد أفراده لاحضاره... مع ابتسامة منه وأمنيات بسفر جميل... وشكر منا.

راحة قليلة في كافيه ملاصق تماما لـ«السوق الحرة» رائحة القهوة في كل مكان... ورائحة عطور الحسناوات أيضا تنتشر.

• أول الرحلة... توقف

مراجعة سريعة لـ«الجوازات»، ثم الى الباص في اتجاه الطائرة الفرنسية، فميعاد الرحلة عند السابعة... وتتحرك الطائرة، ثم تتراجع، وتحركات سريعة من طاقمها، انابيب أوكسجين... فهناك مريض على الطائرة داهمته أزمة مفاجئة.

توقفت المحركات وصعد الطائرة طبيب مصري شاب... وأخرى اسعافات أولية، وفي النهاية تقرر نزول الراكب، وتأخرت «الفرنسية» نحو 90 دقيقة.

من جديد دارت المحركات، وتوالت التنبيهات والتعليمات الوقائية والملاحية، وعملت الشاشات وفي رعونة صعدت الطائرة الى السماء... والقاهرة «رويدا رويدا» تختفي كلما اقتربنا من السحاب.

الشاشة أمامي... تعطي هذه البيانات... السرعة في المتوسط 700 كيلو متر في الساعة، والارتفاع في حدود 11 ألف قدم، ودرجة الحرارة في الخارج في حدود 30 درجة وسرعان ما تتغير الدرجة من دقيقة الى أخرى.

رحلة الساعات الأربع... شهدت مطبات هوائية كثيرة... كثرت معها اعتذارات قائد الطائرة... ولاتزال شاشتي تعطي البيانات تباعا... عبرنا جبال الألب... مررنا فوق ليون... كنا فوق الادرياتيك... هانحن نقترب من مطار شارل ديغول... هذه هي البيوت الريفية المحيطة بـ«باريس»... كل هذا القلق في رحلة لنحو 2430 كيلو مترا... لم يطوه عني سوى صوت فيروز الذي لم يفارقني وهي تغني لباريس وبيروت والقاهرة... وشادي والديرة... والناس والأقصى والمسيح... وهاهي الطائرة تهبط بعنف على مدرج شارل ديغول.

• سيمون فيميه وجبنة

من بوابة الى بوابة... وكلها بالأرقام... وعبورها يعني تفتيشا... حتى وصلنا الى تأكيد حجز الطائرة الى كوبنهاغن... بعد نحو الساعة... وعلى الرغم من ضيق الوقت خرجت الى الشارع بالقرب من المطار في جولة سريعة، وعدة صور تسجل محطتي الباريسية.

الساعة تقريبا قبل «الرابعة» بقليل... وقبل تحرك الطائرة في اتجاه كوبنهاغن... كانت وجبة خفيفة عبارة عن ساندويتش سيمون فيميه مع شرائح الجبن والطماطم والخس في مطعم «BILL BENTLEY PUB»... داخل المطار، والغريب ان الوجبة «صناعة انكليزية» وبحثت عن أي صحيفة عربية في مطار شارل ديغول، ولم أعثر عليها في متاجر على الصحف واضافة الى ان أسعار الهدايا هنا مرتفعة، على الرغم من انخفاض اليورو.

أصعد الى الطائرة المتجهة الى كوبنهاغن... ضيقة ومزدحمة وتذكرني بقطارات الضواحي في مصر... وأول مالفت انتباهي وجود عرب ومسلمين وجنسيات متعددة، كما تجد ان الصحف في الأيادي بلغات مختلفة... وان كانت «اللوموند» الفرنسية هي الأكثر انتشارا بين كبار السن... و«لوكيب» الرياضية مع الشباب.

لا انسى ان أذكر هنا ان المطبات الهوائية لم تفارق هذه الرحلة، وان شاشة الطائرة كانت تسجل انخفاضا واضحا في درجات الحرارة في الخارج.

الساعة الآن تشير الى 6.30 مساء بتوقيت الكويت أي 5.30 بتوقيت كوبنهاغن والطائرة تهبط في هذا المطار الجميل.

• عندما تتخلف حقيبتك

الى سير الحقائب كان تحركي ومن معي الجميع تسلموا حقائبهم، وتاهت حقيبتي... أبلغت المكتب المختص، وكان الموظف الذي تسلم شكواي «أردني الجنسية»... أجرى اتصالات عدة وطمأنني بان الحقيبة تخلفت في باريس، ووعدني بعودتها في اليوم التالي، وعندما كنا ننتظر معرفة مصير الحقيبة... لاحظنا ان عامل الخدمات «عراقي»، وعندما سمعنا نتحدث «العربية»... اقترب منا بـ«السلام عليكم» وسألنا... اذا كنا في حاجة الى مساعدة، وهذه سمات شرقية كثيرا ماتسعدك في رحلاتك الخارجية.

خرجنا من المطار دون تفتيش أو تسجيل دخول وبدت الأمور هادئة وطبيعية... وكانت في استقبالنا أمطار خفيفة... ودرجة حرارة في حدود «12» درجة.

كان التاكسي والسيارات هنا جميعا مرسيدس حديثة هو وجهتنا... وضعنا حقائبنا... وأسرع السائق، وهو كثير الكلام وقيادته سريعة بالرغم من الأمطار... وأول المشاهد المساحات الخضراء في كل مكان والبنايات تحمل اسم شركات مشهورة «سامسونج- ستروين- نوكيا» وغيرها.

• الآن... في كوبنهاغن

نحو 20 دقيقة... بعد وصولنا الى قلب كوبنهاغن... الشوارع تبدو نظيفة وهادئة... وعدد السيارات قليل والدراجات كثيرة ومنضبطة... ومواقف الدراجات في كل مكان... سألت عنها... وكانت الاجابة هي الوسيلة الأكثر انتشارا هنا... حتى ان شخصيات رسمية معروفة تستخدمها في تنقلاتها.

مررنا بالمبنى الرئيسي لمحطة قطارات ومترو العاصمة... وممرات مائية، ونخرج الكاميرا لتسجل المشاهد تباعا باص «أصفر»... يكاد يكون خاليا... ومحطاته في كل مكان... وجنبا الى جنب مع «بارك» للدراجات.

نصل الى فندق امبريال... وهو فندق بسيط لايزيد ارتفاعه على 6 طوابق... ولكنه نظيف وغرفه صغيرة للغاية... وعماله أيضا قليلون.

راحة قليلة وجمع صلوات... ولا استبدال للملابس... لانه لا توجد غيرها، الى حين عودة حقيبتي، واطمئنان على ان الهاتف الجوال يعمل، بعد ان تحول تلقائيا الى شبكة الهاتف المحلية... فأجريت اتصالات سريعة عدة.

التقينا مدير الاعلام في معهد الحوار الدنماركي - المصري كاترينا نيلسون وهي نشيطة للغاية... وصاحبة ابتسامة لا تفارق وجهها، ومعها أيضا النشيطة الحريصة جدا المصرية نهى النحاس وهي المسؤول الاعلامي في المعهد، وراجعا معا جدول الزيارة «الصعب» في بهو الفندق.

وقالت كاترين:هدفنا من اللقاءات وجدول الزيارة ان تطمئنوا ان هناك شراكة عربية- دنماركية خاصة واننا نؤكد ان الشراكة جزء من التنمية في مجتمعنا.

• أول مشاهدة

دقائق... وكنا في شوارع كوبنهاغن في جولة هي الأولى الأمطار مستمرة... والحياة أيضا مستمرة والشوارع نظيفة والمتاجر... تقريبا اقتربت من اغلاق أبوابها ماعدا الكافيهات والمطاعم والصيدليات والسوبر ماركت وأشهرها هنا سوبر ماركت أميركي اسمه «سفن اليفن»، المطاعم في شوارع المدينة العاصمة من جميع الجنسيات «صينية- يابانية- شامية- تركية» وطبعا أميركية لـ«الفاست فود»، وخاصة ماكدونالدز.

وتستمر الجولة ومشاهداتها المباني المرتفعة قليلة، والشمس باقية في السماء فتحول الليل الى نهار، وشاهدنا وسط المدينة... ودخلنا الى الشوارع الضيقة بحثا عن مطعم شرقي، وقالوا ان هناك شيفاً مصرياً - في شارع قريب... بحثنا عنه، ولكننا لم نجده... لان هذا كان يوم اجازته.

أخيرا اخترنا مطعما ايطاليا... مديره ايطالي... ونادله برازيلي وزوجته ايطالية واستقبلنا مديره بـ«السلام عليكم»، وطلبنا مكرونة بالسي فود، وأكدنا عليه ان يخلو العشاء من أي مشروبات روحية واستجاب وبعد وجبة ساخنة كنا في انتظارها... كانت هناك جولة لمدة نحو الساعة في الشوارع الممطرة، وعدنا بعدها للفندق من أجل الراحة بعد يوم صعب واستعدادا ليوم جدوله أيضا صعب.

• انه اليوم الثاني

كعادتي استيقظت مبكرا حيث وجدت الشمس تداعب شباك غرفتي المطلة على الشارع... ووجدت الساعة تشير الى الخامسة... والشمس صحوة... صليت الفجر، وفي اتجاه تقريبي - لحين السؤال عن اتجاه القبلة - وقلبت في قنوات التليفزيون المحلية والعالمية، وتوقفت عند الـ «بي بي سي».

بملابسي التي لم أبدلها بعد... ولا احتياطيا لها جلست في شرفة حجرتي أراقب السيارات والباصات القليلة في الشارع... والدراجات الكثيرة في رياضة الصباح... وأعداد من السكان بملابس رياضية تجري في الشارع... ويبدو ان الشمس قررت ان تكون معنا في جولتنا... وان تكون أيامنا دافئة.

السابعة تقريبا بتوقيت كوبنهاغن. افطار خفيف لايزيد على قطعة جبن مع شاي بحليب، وسلطة فواكه، دقائق وكنا أمام بوابة فندق أمبريال.

وبحسب جدولنا كانت وجهتنا المكتب الهندسي الذي أسندت له الحكومة الدنماركية تصميم أول مجمع ديني اسلامي في العاصمة... أشرنا الى تاكسي وكانت المفاجأة... ان سائقه مصري الأصل... دنماركي المولد... وكان «لقاء أحبة».

• مسجد سيدنا محمد

الآن نحن في مكتب هندسي عبارة عن خلية نحل وكان الحديث للمهندس المعماري بمك انجلس والذي كشف عن ان مكتبه متخصص في العمارة غير التقليدية، وان لديه مصممين من 22 جنسية يعرفون طقوس وعادات وأصول عمارة كل بلد، وقال ان المجمع الاسلامي سوف يقام على مساحة 24 ألف متر... وان المنطقة سوف تكون منطقة دينية وثقافية وتجارية... ومبانيها مستوحاة من البيئة الدنماركية، وأيضا الاسلامية... لاحداث توازن مع البيئة المحيطة، وأيضا مع علامة مدينة كوبنهاغن وهي عبارة عن مآذن تحمل نجوما وهلالا، والهدف برأيه ادماج الناس في ثقافة المجتمع.

وأضاف: تصميم المسجد على «5» أضلع ليمثل الصلوات الخمس، وحوائطه تحمل الفاظ الجلالة لتضفي الجلال على العمل المعماري.

وتحدث امام المجمع الشيخ عبد الواحد بترسن- وهو مسلم دنماركي - أعلن اسلامه قبل نحو 28 عاما وقال: المجمع هو اتجاه لتدعيم علاقات المسلمين من جميع الأطياف في المجتمع الدنماركي، كاشفا عن ان تكلفته في حدود 40 مليون دولار، مطالبا المسلمين والعرب بدعم الفكرة، وقال: المجمع سيكون للمذاهب الأربعة، وسوف نطلق عليه «مسجد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم»، لنرد على أي محاولة للاساءة.

وأضاف الشيخ عبد الواحد لـ«الراي»:علاقاتنا طيبة مع العالم الاسلامي، والكثير من الشخصيات الاسلامية، نعم لاتوجد مساجد «مستقلة» في الدنمارك، ولكن توجد مصليات وسط التجمعات العربية والاسلامية.

وتحدث الدكتور أسمت موجاديدي - وهو مسلم من أصل أفغاني - وهو رئيس المجلس الاسلامي الدنماركي... وأعلن سعادته بدعم الحكومة الدنماركية لبناء المجمع، وطالب أيضا المسلمين والعرب بدعم الفكرة خاصة وانه مطلب حيوي للمسلمين في الدنمارك.

• لويزيانا... والفن الحديث

عدنا بالباص هذه المرة - بناء على طلبنا - لنشاهد شوارع المدينة من نوافذ باصات جميلة ورشيقة جميعها لونها أصفر وكانت وجهتنا فندق أمبريال للراحة قليلا.

تناولنا مشروبات سريعة وأعدنا ترتيب أوراقنا ومن محطة قطار مقابل الفندق كان تحركنا بصحبة الاعلامية الرشيقة كاترين والنشيطة نهى.

القطار جميل ومقاعده وثيرة والصحف أمامك من كل لون وحجم وأماكن مخصصة للدراجات وأخرى لعجلات ذوي الاحتياجات، وأماكن للمدخنين وفي اتجاه متحف الفن الحديث.

المسافة من كوبنهاغن نحو 35 كيلو مترا وانت في حاجة الى نحو 20 دقيقة، منها تغير القطار مرة واحدة في منتصف الطريق، والذي لا لون فيه سوى الأخضر، في مزارع شاسعة وغابات جميلة، وبيوت ريفية غاية في الاناقة، عرفت انها الأعلى ثمنا في هذا البلد مابين 5 و10 ملايين كرونة أي نحو 250 ألفا الى 500 ألف دينار كويتي تقريبا.

وصلنا الى لويزيانا... حيث متحف الفن الحديث ويقع على شاطئ أوريسند، وفي الناحية المقابلة للشاطئ «دولة السويد»، تراها قريبة جدا.

والمتحف عبارة عن حوائط وممرات زجاجية ملتوية تدخلها في بدايته، وتنتهي عند الشاطئ وكافتيريا جميلة وهادئة وتحيط بها حدائق وزهور وحديقة للتحف وبداخلها لوحات للمشاهير قديمة وحديثة وللمتحف حكاية طويلة نتركها لنقصها مع صورة في مرة مقبلة.

وسريعا المتحف يعود الى العام 1958 وشيده عدد من المهندسين المعماريين المشاهير، ويكفيك هنا انك ستشاهد لوحات «روى- ليخشتاين وراهول- انسليم- بيكاسو- ايف- كلاين» ومشاهير آخرين.

• عودة... على الأقدام

قبل ان نغادر «متحف لويزيانا» قصدنا ساحة الهدايا واشترينا ما خف ثمنه وحمله وانطلقنا في طريق العودة وهنا كانت المفاجأة... كاترينا طلبت منا ان نعود الى محطة القطارات - تبعد عن المتحف بنحو «5» كيلو مترات تقريبا -سيرا على الأقدام وسط غابات خضراء وطرق ممهدة وأشجار من كل نوع. وزهور من كل لون ولاأجمل من هذا وتمنيت ان تطول مسيرتنا، ولكن وصلنا محطة القطار، وفيه كان مشرفه المغربي يس... الذي تحاورنا معه عن أحواله وأحوال العرب، ولم يتركنا - رغم عمله - الا عندما غادرنا قطاره بعد نحو «20» دقيقة في رحلة كانت ممتعة ولايمكن نسيان تفاصيلها.

الساعة تقترب من التاسعة، ولكن الشمس مازالت مستيقظة فأسرعنا الى وسط المدينة بحثا عن وجبة مختلفة وكانت الشاورمة في مطعم سوري دفعت 180 كورونة، ولكن كنت سعيدا بالجو العربي، ومن المطعم الى كوفي شوب حيث يحلو السهر وسط الزهور والنغمات المختلفة، واختفاء الشيشة، ومع تناول الآيس كريم المتنوع مع أوراق النعناع الأخضر.

،هكذا كان اليوم الثاني مشحونا باللقاءات والأحداث ويبدو انه لا توجد فرصة للراحة سوى ساعات قليلة حيث ألقي ظهري... بعد ان عادت حقيبتي... لنستعد ليوم جديد.

وللحكاية مع «الدنمارك» الخضراء... بقية... انتظروها.



متعة الترحال في بلاد هادئة: قطار ومترو

 وباص وتاكسي... والدراجة تكسب!



كوبنهاغن - «الراي»



حتما لوسائل المواصلات والاتصالات في أي بلد «دلالات خاصة»... فهي مقياس تحضر، واحترام الناس، وتأكيد على حب العمل، وسرعة الأداء، خاصة إذا كانت ذات مستوى متميز، وأيضا صاحبة تنويعة فريدة.

في الدنمارك... تبدو «الدراجة» ذات شهرة خاصة، وهي الوسيلة الأكثر انتشارا... لها مسارات خاصة في الشوارع، وأيضا «بارك» (مواقف) خاصة في كل شارع وميدان يدفع له أجر وقادتها - من جميع الفئات - لايخترقون أبدا إشارات المرور.

والباصات... منها «الأصفر» وهو مميز في الخدمة، وله خطوط مرقمة، وبداخله أماكن للدراجات وعجلات ذوي الاحتياجات... و«الأحمر» ويحمل لقب «HIP HOP»، وهو من دورين، والثاني منه مفتوح، وهو خاص بالتنزه في أعمال تطلع فيها الشمس.

وجنبا إلى جنب تسير قطارات المترو، وعربات القطار، وهي في الحالتين «متميزة» ويمكنك وأنت جالس أن تعرف الخطوط والمسارات على شاشات متحركة في كل عربة، ناهيك عن الكراسي الشبيهة بكراسي الطائرات، والصحف الموجودة في رفوف خاصة، وخاصة الصحف الإعلانية، وأكياس مخصصة للقمامة في كل مكان.

وفي عربات المترو والقطار تجد أيضا عربات مخصصة للدراجات وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة وأبوابها مجهزة لسهولة الصعود لذوي الاحتياجات «المعاقين».

الباصات تقف في كل محطة لنحو 60 ثانية، حتى لو لم يكن فيها ركاب، وعادة تجدها هادئة، ونادرا أن تجد «باصاً مزدحماً بركابه»، إلا في أوقات قليلة.

 

رفقاء وأصدقاء...

في شارع مهنة المتاعب




كوبنهاغن - «الراي»



على مدى 6 أيام، وبحثا عن الجديد وعن حوارات ولقاءات وزيارات ومشاهدات، وربما خبطات صحافية، أو انفرادات «حصرية» إعلامية ننقلها لقارئ يستحق أن يعرف ويتعرف ويقترب، وكان برفقتي مجموعة من الأصدقاء... تجولنا معا لساعات طويلة سيرا على الأقدام وبالتاكسي والقطار والمترو والباص... وأيضا بالطائرة وكانت جولاتنا في شارع مهنة المتاعب «الصحافة سابقا»... وهذه قائمة بالباحثين عن الجديد:

- يحيى غانم... من مؤسسة الأهرام القاهرية صاحب ألسنة متنوعة اللغات... ويعرف مايريد.

- محمد السيد صالح... من جريدة المصري اليوم القاهرية... وهو نائب لرئيس التحرير.... هادئ الطباع وقوي الأفكار.

- فرح العطيات... من صحيفة الغد الأردنية... أصغرنا سنا... ولكنها صاحبة أسئلة متميزة، وأفكار متدفقة.

- روبي الموسوي لبنانية... من قناة العربية في دبي..مشاركة متميزة في الحوار، ولا تهدأ ولا تتوقف عن الحركة.

- أحمد عبد المنعم مصري... من صحيفة الخليج الإماراتية... كثير النوم... لكنه كثير العمل.

- أمل فوزي من مجلة نصف الدنيا، في مؤسسة الأهرام المصرية... رشيقة الحوار والقلم... لكنها نسيت الهدايا.

- نهى النحاس... المسؤول الإعلامي في المعهد الدنماركي- المصري للحوار«ديدي» نشيطة تنسيقها المتميز قد يرهقك ولكن تتمتع بالتعامل معها.

- كاترينا نيلسن مدير قسم الإعلام في المعهد..وهي دنماركية شعلة نشاط صاحبة ابتسامة لاتختفي ولكنها أيضا ترهقك بنظامها الدقيق.









الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي