عنوان المقال يختلف اختلافاً كلياً عن برنامج المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية العميد محمد الصبر الذي يُخيل لي أنه يظهر لي من الحنفية في الصباح الباكر لكثرة ظهوره الإعلامي، ورحم الله عادل الحشاش فقد كان رجلاً خفيف الظل ولا يخرج إلا في أوقات مدروسة، وكان متواصلاً مع الإعلام والإعلاميين بشكل جيد ومبني على المصلحة العامة وعمله متصل بأداء وزارة الداخلية لا بأداء الوزير كما يفعل الصبر. ولا أخفيكم سراً إذا قلت أن هيبة رجال الأمن في الآونة الأخيرة قد قلت وبشكل خطير يستدعي أن تقوم إدارة الإعلام والعلاقات العامة دراستها، ولكن بسبب الفصل الذي حدث لهاتين الإدارتين غاب التنسيق بينهما، ومسألة أن يتعرض قسم شرطة للاقتحام، أو شرطي للضرب أو الشتم، مسألة خطيرة جداً، وأصبحت دوريات الشرطة في الشوارع لا تمثل أي أهمية للسائقين، ومن كثرة ما يتعرض له أفراد الشرطة من مشاكل ومتاهات تنتهي بهم إلى المسائلة أصبحوا يغضون النظر عن أي تصرف سيئ في الشوارع حتى لا يدخلوا في سين جيم، فكم من شرطي عانى الأمرين بسبب تعرضه للإهانه في الشوارع وعندما يصل الأمر إلى القيادات العليا يسقط الموضوع بسبب الواسطة ويموت الشرطي حسرة وقهراً ويقسم بالله أنه لن يقوم بأداء واجبه حتى لا يقع في ما وقع فيه، فكم من عسكري قام بأداء واجبه ونسب الفضل لأشخاص آخرين فازوا بالترقية أو التكريم، فهل تتوقعون أن يقوم هذا العسكري أو غيره بأداء واجبه؟ نعم إني من أشد المطالبين بأن يقوم هؤلاء العسكريين بأداء واجبهم على أكمل وجه لمرضاة الله أولاً ولحفظ أمن بلدهم ثانياً وألا تكون الترقية أو المكافأة هي الدافع الأساسي، ولكننا - بني البشر - نتأثر بالتكريم والتقدير إيجابياً، ونتأثر بالإهمال والجرجرة سلباً، فهل يقوم السيد وكيل الوزارة بتكليف أشخاص متخصصين لدراسة هذه الأمور التي جعلت من رجل الشرطة في أغلب الأحيان يبدو أنه غير مبالٍ؟ إننا مع رجال الأمن في كل شيء، ومستعدون أن نقدم لهم كل المساعدة لحماية البلد من أي تصرفات غير مسؤولة، ولمنع أي جريمة قد تحدث فهل تقوم الوزارة بالدور المطلوب منها.
يجب أن تعطى دورات تثقيفية لرجال الأمن، ويجب أن يحظوا باستقلالية تامة في أداء عملهم، ويجب أن نبعدهم عن أمور السياسة، فالمشرع عندما منع رجال الشرطة والجيش من الاشتراك في الانتخابات كناخبين أو مرشحين إلا عقب تقديم استقالاتهم كان هدفه إبعاد المؤسسات العسكرية عن دهاليز السياسة للحفاظ على قوتها وتماسكها، وما يحدث اليوم من ترقيات وتنقلات محسوبة على بعض السياسيين من شأنه ان يقضي على هيبة هذه المؤسسات العسكرية التي فقدت الكثير من الهيبة، وها نحن مقبلون على دخول دفعات جديدة من ضباط الشرطة والجيش فهل تقبل هذه المؤسسات العسكرية باقتحام رجال السياسة لفرض أسماء بعينها حتى وإن كانت غير مهيأة، فكم من طالب دخل هذه الكليات واُكتشف أنه يعاني من أمراض خلقية عديدة... فلنحافظ على العدالة الاجتماعية حتى ننمي حب الوطن في قلوب شبابنا لا أن ننمي حب وتمجيد بعض السياسيين.
إضاءةليست لدينا خصومة مع أحد وما نسعى له هو المصلحة العامة، ونحن لا نخاف في الله لومة لائم فإما أن تقتنعوا بما نقول وإما أن تتركوا الحبل على الغارب لينتهي الأمن الاجتماعي... والله من وراء القصد.
مشعل الفراج الظفيري
كاتب كويتي
[email protected]