أنقذ مونديال 1966 عندما وجد «الكنز المسروق»

«بيكلز» ... أشهر كلب في تاريخ كأس العالم

تصغير
تكبير
في مارس من العام 1966 اسابيع قليلة قبل انطلاق المونديال الثامن في انكلترا الكأس الذهبية، كأس جول ريميه تتعرض للسرقة في لندن.
وبعد سلسلة من التوقيفات، وعرض جائزة نقدية ضخمة لمن يجدها، وإعلان حال الطوارئ في صفوف الشرطة المحلية، الكأس بقيت في عداد «المفقودين».
كلب صغير يدعى «بيكلز» هو من يجدها في نهاية المطاف ويتحول الى بطل الامة من دون منازع.
لم يدخر الاتحاد الانكليزي لكرة القدم جهدا في سبيل الحصول على شرف استضافة بطولة كأس العالم خصوصا ان البلاد برمتها اعتبرت ان هذه المناسبة ستعيد الكرة الى مهدها، فضلا عما لهذه المناسبة من معان دعائية وإعلامية لا تحصى، وفوائد مادية. ومن هنا عمل الاتحاد المحلي على تنظيم المعارض واقامة الندوات والترويج للاصدارات الادبية والفنية المتعلقة بكأس العالم، وكان السباق لاستحداث ملصق فني خاص بالبطولة حمل شعار الاسو (ويلي) الذي بات بمثابة «البداية» لولادة التعويذات التي اصبحت جزءا اساسيا من السياسة التجارية الايلة الى استغلال كأس العالم لأغراض مادية بحتة.
وفي 20 مارس 1966 وتحديدا قبل 113 يوما على انطلاق المونديال الانكليزي، حصل ما لم يكن في الحسبان.
فمن ضمن النشاطات التي اشرف على تنظيمها الاتحاد الانكليزي معرض خاص بالطوابع اقيم لمناسبة استضافة البلد للنهائيات وضم في جنبات احدى صالاته كأس العالم الذهبية «كأس جول ريميه» التي كان بمقدور العامة من الناس القاء نظرة عليها.
وفي ذاك اليوم المشؤوم ولسوء حظ اعضاء الاتحاد الانكليزي ان احد الزوار نجح بطريقة غريبة في سرقة الكأس من دون ان يثير انتباه الجهات المختصة واضعا الاتحاد المحلي في موقف حرج للغاية، فأعلنت حالة الطوارئ في البلاد وضمن صفوف الشرطة المحلية للبحث عن الكأس.
واخذت قصة اختفاء الكأس تتصدر عناوين الصحف المحلية وتغطي على اهم الاحداث الاخرى حتى ان الشرطة وبالتنسيق مع الاتحاد الانكليزي اعلنا عن تقديم جائزة نقدية تصل إلى عشرة الاف جنيه استرليني لمن يدلي بمعلومات قد تفضي إلى ايجاد «الكنز المفقود».
وبمرور الايام اخذ اليأس يدب في صفوف الاتحاد واعضائه، فقضية استعادة الكأس المسروقة اصبحت شبه مستحيلة حتى ان بعض التقارير غير المؤكدة اشارت إلى وجود محادثات سرية حول امكانية صنع نسخة ثانية منها عوضا عن تلك التي باتت في عداد الضائعة او المسروقة.
الا ان قضية كأس العالم لم تؤثر على النمط التقليدي لحياة المواطن الانكليزي ستانلي كوربيت الذي كان يملك كلبا يدعى «بيكلز» اعتاد المشي معه يوميا في طرقات احدى المدن الريفية. وفي السابع والعشرين من مارس 66، اخذ بيكلز على غير عادته البحث في مكان غريب خلال احدى النزهات بشكل اثار انتباه صاحبه الذي حاول مرارا مناداته للعودة لكن دون جدوى، واسرع بشكل لا ارادي ليجد ان كلبه وجد ضالة العالم... كأس جول ريميه.
ستانلي كوربيت، صاحب الكلب بيكلز، اسرع إلى اقرب مركز للشرطة ليضع الكأس في متناول يد السلطة بعدما وجده ملفوفا بجريدة ممزقة، وقال: «عندما اقتربت من بيكلز، اعتقدت انه يشتم تمثالا ما، وعندما ازاحت الصحيفة عن الجسم الغريب، بدأت ارى اسفل واعلى الكأس اسماء الدول: البرازيل، الاوروغواي، المانيا المحفورة في الكأس، إلى ان اكتشفت انها كأس جول ريميه».
ولحسن حظ افراد اللجنة المنظمة لبطولة 1966 ان الكأس عادت إلى خزائن الاتحاد الانكليزي، قبل بدء المنافسات بفترة وجيزة وحصل بيكلز على الجائزة النقدية التي كانت قد حددت لمن يجد الكأس الغالية.
يذكر ان هذه السرقة لم تكن الاخيرة حيث تكررت مرة ثانية وسرقت الكأس من خزانة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في 19 ديسمبر 1983 وقام السارق بصهرها وتحويلها إلى سبائك ذهبية الا ان «بيكلز» المنقذ لم يكن على قيد الحياة ليجدها قبل اختفائها إلى الابد.
ونشير إلى ان الكأس في العام 1983 كانت في البرازيل بعد ان احتفظ بها منتخبها إلى الابد لفوزه بها ثلاث مرات اعوام 1958 و1962 و1970.
والجدير ذكره، ان الكأس العالمية الحالية (كأس الفيفا) جرى اعتمادها ابتداء من العام 1974 وكان «القيصر» فرانتس بكنباور اول من رفعها عقب فوز المانيا الغربية على هولندا في نهائي المونديال الالماني 2 - 1 في ميونيخ.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي