في ندوة لرصد ظاهرة إقبال الفتيات على الكتابة

مبدعون مصريون: نعترض على مسمى «أدب البنات» ... والتاريخ وحده قادر على «الغربلة»

u062cu0627u0646u0628 u0645u0646 u0627u0644u0646u062fu0648u0629r
جانب من الندوة
تصغير
تكبير
|القاهرة - من مي أبوزيد|
تحت عنوان «أدب البنات»... أقامت دار «فكرة» ندوتها التي حضرتها نحو 15 فتاة ممن صدرت لهن كتب حديثا تتناول علاقتهن مع الرجل ورؤيتهن الخاصة لذواتهن، كما شارك فيها الناقد محمود الضبع والقاصة هالة فهمي والروائيتان بهيجة حسين وهويدا صالح، وقد أبدى الجميع اعتراضهم على عنوان الندوة.
وقالت القاصة هالة فهمي: أنا أرفض التصنيف، وأن يقال عما نكتبه أدب بنات أو نساء، وإن كنت أرى أن هناك حركة نقدية ترفض تصنيف هذه الكتابة، كما أنني في الوقت نفسه أرفض بعض الكتابات التي تفسد ذائقة القارئ، كأن أجد كتابا مثل «عايزة أتجوز» قد طبعت منه ثماني طبعات، وهو في النهاية عبارة عن مدونة.
الناقد محمود الضبع وجه الشكر في البداية للفتيات الحاضرات لأنهن يكتبن في عصر لا يكتب فيه أحد أو يقرأ، إلا أنه لام عليهن عدم اهتمامهن باللغة العربية، وقال: «لا تكن الأدوات التي تعمل على هدم الثقافة العربية، فإسرائيل اليوم تحاول الدفاع عن الهوية واللغة العبرية، وماركيز اهتم باللغة كما اهتم ببناء رواياته».
وعن القيمة الفنية لكتاباتهن الإبداعية، قال: إجمالا هناك محاولات جادة، وإن مال بعضها للاستسهال، فهناك فرق بين الحرية والتجريب في الأدب، وقد استسهلت بعض الكاتبات الكتابة، حيث أخذن من الحياة اليومية وقدمنها على أنها أدب، وماركيز قال كل إنسان حكاء، لكن ليس كل إنسان بقادر على كتابة رواية.
وأضاف: لست ممن يقيم الأعمال الأدبية وفقا لعدد طبعاتها أو الجوائز التي حصلت عليها، وكتاب «عايزة أتجوز» الذي صدرت منه 8 طبعات يتحدث عن رغبات الأنثى في الزواج، ولا أعتقد أن الفتيات مازلن يفكرن بتلك الطريقة.
وقدم الضبع نصيحة للفتيات قائلا: أنتن في حاجة لبذل مجهود كبير في القراءة، فنجيب محفوظ قال إنه قرأ ميراث الرواية في العالم قبل أن يكتب الثلاثية، كما أنكن في حاجة لإعادة التفكير في الأشياء، بوعي وعمق أكبر، فالتاريخ يغربل الأعمال الأدبية.
الروائية بهيجة حسين قالت: لقد تعاملت مع كتب الفتيات الخمسة عشر على أنها فرصة للتعبير عن النفس، ووجدت أن هؤلاء الفتيات يتمتعن بالحرية في الكتابة وفي التعبير عن الجسد، فلطيفة الزيات كانت ناشطة سياسية مهمة وقادت العديد من المظاهرات لكنها في الوقت نفسه لم تستطع الكتابة عن جسدها إلا في سن السبعين.
وبالرغم من أن حسين أكدت في بداية حديثها أنها لم تأت لتقيم أعمالهن، إلا أنها قالت: أرجو أن تعيدن قراءة كتبكن مرة أخرى، فبها استعجال في توصيل وجهة النظر الصحيحة، كما أن بها تأكيدا على ملكيتكن لأجسادكن، وهذا غير مطلوب في الكتابة، فلتجعلن الأدب هو ما يقول هذا المعنى وليست الجملة المباشرة، وأريد أن أحذر من أدب المدونات، فليس كل اللغو والفضفضة كتابة.
واختلفت الروائية هويدا صالح مع الدكتور محمود الضبع قائلة: أنا ضد النبرة التعليمية المتعالية التي تحدث بها الدكتور محمود الضبع، ولن أمنحكن نصائح، لأنكن ستخضعن لغربلة التاريخ، فالكتابة إما أن تمس القارئ أو لا تمسه، ويجب ألا يقلل أحد من أي كتابة مهما كان شكلها، لكن هذه الأعمال تغلب عليها النمطية والتعامل مع المرأة على أنها مهمشة، في حين أن المرأة هي التي تحدد بيدها هل تصبح مهمشة أم لا، وإذا أردتن أن تكن كاتبات جيدات فعليكن بالقراءة في كل المجالات حتى تستطعن الكتابة بشكل متماسك.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي