تصدر قريبا عن دار «ميريت» للنشر
كتاب / «الوحيدون» لمحروس أحمد... رواية تنصحك بألا تتوهم الصحبة!

غلاف الرواية

محروس أحمد




|كتبت سماح فؤاد|
من وسط القاهرة... وتحديداً من دار «ميريت» للنشر تصدر في الأيام القليلة المقبلة رواية «الوحيدون» للروائي والقاص المصري محروس أحمد، وتُعد «الوحيدون» أولى انتاجات الكاتب الروائية وثاني أعماله الابداعية بعد «كود ساويرس» مجموعته القصصية الأولى، والتي صدرت في سبتمبر 2009 وأثارت جدلاً نقدياً واسعاً كما نفذت طبعتها الأولى بعد شهر واحد من صدورها، كما أن للكاتب مجموعة قصصية بعنوان «أرقصلك؟» ورواية بعنوان «آخر فيصل» تحت الطبع.
لن استطيع تلخيص «الوحيدون» بتلك المساحة الضيقة، لكن ما يمكنني قوله عن «الحدوتة» الرئيسية بها هي عن كاتب نهاري الكتابة يدخل عالم الليل كطبّال ماهر ليقابل بعض الشخصيات مثل «خوخة»، التي يقيم معها علاقة مثيرة التفاصيل برغم علمه بمدى فتك سمومها و«أبو زيد» الصديق العجيب والذي يعامله كـ «ابن ضال» وسامح بقايا الكائن الذي امتصته خوخة حتى النخاع، ومع الإيغال في شخصية الكاتب ننفتح على ماضيه وحاضره عبر رواية تكتبها شخصياتها الرئيسية رجل وامرأة يتقابلان مصادفة ويكون الصدام النفسي والجسدي متفاوت التفاصيل بينهما هو محور هذه الرواية.
عن طريق الأحداث الدائرة في الروايتين باختلافهما تنفتح الصورة على اتساعها، لنحاول الرؤية بعين مغايرة حتى نضع أيدينا عن قرب على وجه آخر لأنفسنا،لأحداث بلدنا وبلداتنا المجاورة، حتى نتابع تأثير ما يحدث بالعالم علينا، وتأثير ما يحدث عندنا عليهم، كدول، كشعوب، كأفراد شعب واحد، كأصدقاء عمل، كأفراد أسرة واحدة.
العالم الحديث بكل تحدياته المُعاشة قد فرضت نظاماً أحادي الاتجاه يسير بجنون نحو المادة، ألقى هذا النظام بشباكه علينا جميعاً فأحالنا بإحباطاتنا المتكررة إلى جُذر مُتفسخة، أفراد أسرة واحدة لا يرون بعضهم البعض إلا لماماً، كلّ بمشكلاته وحياته وهمومه وحيداً،لا يرى غيره ولا غيره يراه، أضحينا جميعاً إلا من رحم ربي- حفنة من الوحيدين.
إن تحرّينا الدقة، فالوحيدون ليست رواية واحدة، بل إنها روايتان كاملتان منفصلتان متداخلتان، لا تحكي- إحداهما أو كلاهما- عن شخصيات بعينها، كما لا ترتبط الأحداث بالزمان أو المكان المحددين، حيث يظهر أن الهم الأساسي للكاتب أثناء كتابة تلك الرواية هو الانسان بغضّ النظر عن انتمائه لزمان أو مكان عن طريق استخدام مجموعة من الشخصيات الغريبة عن ذواتها أولاً قبل أن تكون عن محيطها، الشخصيات الفردية الوحيدة المتشرنقة على محاورها الصدئة ابتغاء مرور أسرع لزمن رتيب.
حاول محروس أحمد من أول كلمة بأول سطر بتلك الرواية وعبر ثمانية عشر فصلاَ أن يضع حدوداً واضحة لتلك المتاهة تاريخية الألم، الاتصال، نعم، الاتصال بين البشر كاصطدام عنيف بين شاحنتين بكل هوله وضجيجه وخسائره،حيث كان رهانه في تلك الرواية... هو اختصار حروب العالم في علاقة بين اثنين، اثنين فقط، كأقل عدد يمكن التدليل به على حدوث مثل ذلك الصدام، وقد نجح في هذا الرهان إلى حد بعيد.
ومن أجواء الرواية: «تحرك المصعد فجأة، يبدو أن أحدهم قد استدعاه للصعود أو النزول، ابتعدنا وأعطى كل منّا الآخر ظهره بسرعة آلية، كلّ ينظر في جدار المصعد- المرآة- ويعدّل من هندامه، كان رجلاَ يبدو في العقد الرابع، يحمل بقايا وسامة ويفوح منه عطر رجالي جذاب، ظهر لنا بعد فتحه لباب المصعد أمام الطابق الثاني عشر، اعتذر لنا بلباقة وتهذب نادر، أغلق الباب دون أن يدخل فأكملنا حتى الطابق الخامس عشر وترجلنا من المصعد تاركينه ينزل له ليركبه حتى «الأرضي» ثم نعاود سحبه، كانت هي تلقي عليّ الخطة وأنا- فقط - أنفذها معها.
في الطابق الخامس عشر شقتان وسلم نازل، نزلنا درجات عدة حتى أصبحنا بين الطابقين، الأخير وما قبله، وبمجرد ما تلامست عيوننا برفق حتى فتحت ذراعيّ لأحتويها، فانسابت بهدوء بينهما».
من وسط القاهرة... وتحديداً من دار «ميريت» للنشر تصدر في الأيام القليلة المقبلة رواية «الوحيدون» للروائي والقاص المصري محروس أحمد، وتُعد «الوحيدون» أولى انتاجات الكاتب الروائية وثاني أعماله الابداعية بعد «كود ساويرس» مجموعته القصصية الأولى، والتي صدرت في سبتمبر 2009 وأثارت جدلاً نقدياً واسعاً كما نفذت طبعتها الأولى بعد شهر واحد من صدورها، كما أن للكاتب مجموعة قصصية بعنوان «أرقصلك؟» ورواية بعنوان «آخر فيصل» تحت الطبع.
لن استطيع تلخيص «الوحيدون» بتلك المساحة الضيقة، لكن ما يمكنني قوله عن «الحدوتة» الرئيسية بها هي عن كاتب نهاري الكتابة يدخل عالم الليل كطبّال ماهر ليقابل بعض الشخصيات مثل «خوخة»، التي يقيم معها علاقة مثيرة التفاصيل برغم علمه بمدى فتك سمومها و«أبو زيد» الصديق العجيب والذي يعامله كـ «ابن ضال» وسامح بقايا الكائن الذي امتصته خوخة حتى النخاع، ومع الإيغال في شخصية الكاتب ننفتح على ماضيه وحاضره عبر رواية تكتبها شخصياتها الرئيسية رجل وامرأة يتقابلان مصادفة ويكون الصدام النفسي والجسدي متفاوت التفاصيل بينهما هو محور هذه الرواية.
عن طريق الأحداث الدائرة في الروايتين باختلافهما تنفتح الصورة على اتساعها، لنحاول الرؤية بعين مغايرة حتى نضع أيدينا عن قرب على وجه آخر لأنفسنا،لأحداث بلدنا وبلداتنا المجاورة، حتى نتابع تأثير ما يحدث بالعالم علينا، وتأثير ما يحدث عندنا عليهم، كدول، كشعوب، كأفراد شعب واحد، كأصدقاء عمل، كأفراد أسرة واحدة.
العالم الحديث بكل تحدياته المُعاشة قد فرضت نظاماً أحادي الاتجاه يسير بجنون نحو المادة، ألقى هذا النظام بشباكه علينا جميعاً فأحالنا بإحباطاتنا المتكررة إلى جُذر مُتفسخة، أفراد أسرة واحدة لا يرون بعضهم البعض إلا لماماً، كلّ بمشكلاته وحياته وهمومه وحيداً،لا يرى غيره ولا غيره يراه، أضحينا جميعاً إلا من رحم ربي- حفنة من الوحيدين.
إن تحرّينا الدقة، فالوحيدون ليست رواية واحدة، بل إنها روايتان كاملتان منفصلتان متداخلتان، لا تحكي- إحداهما أو كلاهما- عن شخصيات بعينها، كما لا ترتبط الأحداث بالزمان أو المكان المحددين، حيث يظهر أن الهم الأساسي للكاتب أثناء كتابة تلك الرواية هو الانسان بغضّ النظر عن انتمائه لزمان أو مكان عن طريق استخدام مجموعة من الشخصيات الغريبة عن ذواتها أولاً قبل أن تكون عن محيطها، الشخصيات الفردية الوحيدة المتشرنقة على محاورها الصدئة ابتغاء مرور أسرع لزمن رتيب.
حاول محروس أحمد من أول كلمة بأول سطر بتلك الرواية وعبر ثمانية عشر فصلاَ أن يضع حدوداً واضحة لتلك المتاهة تاريخية الألم، الاتصال، نعم، الاتصال بين البشر كاصطدام عنيف بين شاحنتين بكل هوله وضجيجه وخسائره،حيث كان رهانه في تلك الرواية... هو اختصار حروب العالم في علاقة بين اثنين، اثنين فقط، كأقل عدد يمكن التدليل به على حدوث مثل ذلك الصدام، وقد نجح في هذا الرهان إلى حد بعيد.
ومن أجواء الرواية: «تحرك المصعد فجأة، يبدو أن أحدهم قد استدعاه للصعود أو النزول، ابتعدنا وأعطى كل منّا الآخر ظهره بسرعة آلية، كلّ ينظر في جدار المصعد- المرآة- ويعدّل من هندامه، كان رجلاَ يبدو في العقد الرابع، يحمل بقايا وسامة ويفوح منه عطر رجالي جذاب، ظهر لنا بعد فتحه لباب المصعد أمام الطابق الثاني عشر، اعتذر لنا بلباقة وتهذب نادر، أغلق الباب دون أن يدخل فأكملنا حتى الطابق الخامس عشر وترجلنا من المصعد تاركينه ينزل له ليركبه حتى «الأرضي» ثم نعاود سحبه، كانت هي تلقي عليّ الخطة وأنا- فقط - أنفذها معها.
في الطابق الخامس عشر شقتان وسلم نازل، نزلنا درجات عدة حتى أصبحنا بين الطابقين، الأخير وما قبله، وبمجرد ما تلامست عيوننا برفق حتى فتحت ذراعيّ لأحتويها، فانسابت بهدوء بينهما».