لابد للأطراف كافة أن تقبل بحكم سمو أمير البلاد وقراراته وتوجيهاته في المجال الرياضي مهما كانت مخالفة لرغباتهم. أكتب هذا الالتماس لما أعرفه من حرص سموه على ألا تبقى هناك أزمات عالقة بلا حلول خاصة وإذا كان شأناً محلياً يهم شريحة كبيرة من المواطنين، وبما أن ملف الرياضة أصبح بين يدي سموه فله الرأي والأمر الذي يسري على الجميع.
***
فنياً نعيش أسوأ مرحلة رياضية مرت على الكويت من حيث الأداء والنتائج والإدارة، عفواً بإمكاننا أن نلغي السبب الثالث لعدم توافره، فلا إدارة حالياً يمكننا أن نحاسبها على واقع الرياضة في الكويت، وقد جرّتنا الصراعات الرياضية إلى ما نتمنى من ازدياد في سوء الأوضاع حتى لم تجد معها أي حلول ممكنة، حتى تدخلات الكبار لم تقدنا إلى حلول واقعية ملموسة لهذه الأزمة التي نعيشها منذ أعوام، والمؤلم أن الأزمة الرياضية هي الواجهة للصراع السياسي بين أقطاب سياسية واقتصادية، وإذا كانت الرياضة كشفت وجهها القبيح فالأزمة الحقيقية الخفية تدار في الدهاليز، وتنتشر تحت الأرض، وتحاك خططها في الظلام، لكن نتائجها تتحقق أولاً بأول على أرض الواقع... هداكم الله اعملوا اعتبارا للكبار!
***
عاد د. فؤاد الفلاح إلى منصبه كرئيس لهيئة الشباب والرياضة بحكم القانون، ومع يقيني أن الدكتور الفلاح لن يجلس يوماً على كرسي الرئاسة، إلا أنني أجد أنها فرصة مناسبة للبحث بجدية في واقع هيئة الشباب والرياضة التي لم تحسن إداراتها السابقة إدارة الأمور، ولم تتقدم بها خطوة إلى الأمام، وتركتها ساحة خصبة للمجاملات والترضيات.
إن هيئة الشباب والرياضة كان ينبغي أن تصب تركيزها على احتواء الشباب والاهتمام بهم واكتشاف مواهبهم وملء أوقات فراغهم وايجاد البرامج التأهيلية والتدريبية والأنشطة والفعاليات التي تعود عليهم بالمنفعة، خاصة وأن الشباب سبق الرياضة في اسم الهيئة، ولكن للأسف الشديد لم تستطع الهيئة أن تتطور بالرياضة أو أن تهتم بالشباب خاصة وأن الهيئة تتحمل الذنب الأكبر في بعض الانحرافات والممارسات الخاطئة والشاذة التي يمارسها بعض الشباب في سلوكياتهم، وتساهم بشكل كبير في ازدياد الظواهر السلبية في عدم دعمها للظواهر الايجابية، وعدم احتوائها للشباب ومنحهم الوقت والفكر والمساحة والامكانات للابداع والانجاز وملء أوقات فراغهم بما يفيد وينفع، وإلا فإن ساحة الأجواء السلبية جاهزة ومتوافرة لاحتوائهم. إن هيئة الشباب والرياضة في حاجة إلى شخصية مستقلة بعيدة عن الصراعات والولاءات والمحسوبيات، قادرة على أن تحقق للهيئة اتزانها وتفعل حيويتها، وتسخّر طاقاتها وامكاناتها لخدمة أبناء الكويت جميعاً.
***
نتحسر هذه الأيام ونحن نتابع كأس العالم ونرى تطور الفرق التي كانت صغيرة ومهمشة وضعيفة قبل أعوام وصارت اليوم تناطح أكبر المنتخبات العالمية، نحن في الكويت كنا ذات يوم ملء السمع والبصر في الرياضة، وكان يحسب لمنتخبنا ألف حساب على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، وكان لنا تمثيل مشرف في كأس العديد من البطولات العالمية، ووصلنا إلى كأس العالم قبل قرابة الثلاثين عاماً... كان وقتها رغم الخسائر منتخباً مشرفاً وكبيراً، لكننا لم نستطع أن نحافظ عليه، ولم نتمكن من الوصول إلى كأس العالم مرة أخرى، وانسحق منتخب الكويت انسحاقاً غريباً بسبب العبث الذي طال الادارة الرياضية في الكويت لأعوام طويلة، وحولوا الرياضة الى أملاك خاصة يعبثون بها كما يريدون... ابعدوا عنها الشرفاء والمخلصين والصادقين لأنهم لا يتلاءمون معهم بالرأي، وصدروا لها الأصحاب والأصدقاء والمطبلين لأنهم رهن الاشارة وبلا رأي فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من حالة يائسة بائسة متردية، وصرنا بلا سمعة ولا انجازات ولا رياضة... رحمنا الله برحمته. ودمتم سالمين.
***
نتقدم بخالص العزاء لأسرة الصباح الكرام على وفاة فقيدهم الشيخ باسل سالم صباح السالم... نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
ماضي الخميس
[email protected]