لم نستطع أنا وأولادي وأحفادي النوم ليلة البارحة، بسبب عطل في أجهزة التكييف، وكنا قد جربنا شركات صيانة عدة لتصليحها، فكانت المكيفات تعمل بضع ساعات ثم تبث هواء ساخناً، وأجمع كل خبراء الصيانة الذين تعاملوا مع مكائن التكييف، أن المشكلة ليست في الكمبريسر، ولا في الغاز، ولا في أي خلل وظيفي في الآلات، وكل المشكلة هي في الحرارة غير العادية، التي تمر بالكويت،
وهي السبب بانفصال مفاتيح التشغيل فوق سطح المنزل.
وصباحاً اتصلت بي سكرتيرة العيادة، لتبشرني بأن التكييف عاطل، وأن شركة الصيانة لا تستطيع الحضور، لكثرة أعطال التكييف في البلد، وهذا دفعنا إلى تأجيل مواعيد المراجعين، إلى أجل غير مسمى.
ثم تلقيت اتصالاً من صديق، يقول إن الكهرباء مقطوعة عن منزلهم، وأنه يفكر بأن يستأجر غرفاً في أحد الفنادق، فعرضت عليه بأن يأتي هو وأبناؤه، ليقضي بعض الوقت في منزلي، حتى تعود الكهرباء إلى منطقتهم، كل ذلك ذكرني بعام 1980م المشؤوم، عندما بدأت الحرب العراقية الإيرانية، وتضررت محطة الشعيبة بسبب عمل تخريبي كما أذكر، وفي هذه الفترة كنت اقف تحت «الشور» لفترات طويلة، كما نصحت وزارة الصحة، بوضع الأطفال في «طشت» مليء بالثلج، وغادر بعض المقتدرين إلى دول أوروبا ودول الخليج، وعاش من بقي في الكويت بجحيم لا يطاق.
وقال البعض، كل معاناة الكويتيين سببها أن ثمن كيلواط الكهرباء هو فقط فلسين، وتتولى الحكومة باقي السعر، وأن الحل هو بخصخصة الكهرباء، فقلت إذا فوق سخونة الجو ندفع دم قلوبنا، كي نعيش.
وفي غمرة هذه السخونة، أمسكت بجريدة
الراي صباح أمس، لأقرأ خبراً بتبرئة آسيوي، بعد أن كان محكوماً بالإعدام، لتهريبه 70 كيلو غراما من الهيروين، فلم أعلم هل أثرت الحرارة
على استيعابي، أم أن تهريب المخدرات أقل خطراً من التعبير بالرأي، فكان الأولى بمحمد عبد القادر الجاسم تهريب المخدرات، بدلاً من ممارسة حرية الرأي.
ماذا نفعل؟
«الحرية لسجين الرأي محمد عبد القادر الجاسم»
وليد الرجيب
[email protected]