من خلال جدلية التعاون والصراع
كتاب / صالح بركة السعيدي يكتب عن «السلطة والتيارات السياسية في الكويت»

غلاف الكتاب

صالح بركة السعيدي




كتاب «السلطة والتيارات السياسية في الكويت - جدلية التعاون والصراع هو آخر انتاجات الباحث صالح بركة السعيدي، ويقع الكتاب في 197 صفحة من القطع الصغير ويبحث في مسار التيارات السياسية الكويتية بمختلف اتجاهاتها وتناول بالتحليل والدراسة مواقف تلك القوى والتنظيمات من التفاعلات السياسية التي جرت في الكويت.
وقد خصص الفصل الاول لدراسة القوى غير الدينية (القوميون/ اليسار/ الليبراليون) وهو التيار الذي استند على تراث قومي منذ الخمسينات ممثلا بحركة القوميين العرب ويعرض لبدايات مشاركة في العمل السياسي والاجتماعي ومرحلة انقسام حركة القوميين العرب في المركز العام وتداعيات ذلك الانقسام على فرع الكويت، ويتناول المتغيرات التي عصفت بمكونات القوى غير الدينية واختفاء اليسار المتطرف مطلع الثمانينات، وتراجع الفكر القومي عقب احتلال الكويت وانصهار تلك المكونات في تيار ليبرالي واسع وتتناول نتائج الانتخابات النيابية التي شارك فيها، كما يتطرق إلى تمثيل التيارات غير الدينية في البرلمان وتمثيلها الوزاري في الحكومات المتعاقبة، كما توثق الدراسة مع التحليل مواقف نواب التيار غير الديني في التفاعلات التي شهدتها الكويت في مختلف القضايا والازمات والمواقف.
الفصل الثاني يتناول القوى الدينية لا سيما «حركة الاخوان المسلمون» والتيار السلفي ويبحث في مرحلة التأسيس لمنابر الاخوان والسلف في الستينات والسبعينات وحضور الاخوان «المجال السياسي المبكر 1963 ودخول السلف المتأخر 1981 ويتناول تحول المشاركة من مشاركة على الهامش إلى مشاركة فاعلة ومؤثرة، بلغت مستوى التمثيل الوزاري في الحكومات، ويبحث الفصل في التذبذب بين الذي عرفته مواقف التيار الاسلامي بين المعارضة للحكومة والموالاة سنوات الانتخاب وتمثيلها الوزاري في الحكومات المتعاقبة كما توثق الدراسة مع التحليل مواقف نواب التيار غير الديني في التفاعلات التي شهدتها الكويت.
اما الفصل الثالث ويختص بالقوى السياسية الشيعية في الكويت ويعرف بالواقع الديموغرافي وتأخر الحضور السياسي لابناء الطائفة إلى مرحلة استقلال البلاد، واقرار الدستور ويبحث في الاتجاه السياسي للطائفة وتحولاتها من الموالاة للحكومة في مجالس الستينات والسبعينات، ويبحث في تأثير الاحياء الديني لدى الشيعة وتداعيات الثورة الايرانية التي دفعت الاتجاه الغالب في الطائفة إلى معسكر المعارضة في مرحلي الثمانينات والتسعينات.
ثم يستعرض نتائج الانتخابات الـ13 التي شهدتها الكويت وتمثيل نواب الشيعة في البرلمان عبر سنوات الانتخاب ومستوى تمثيلها الوزاري في الحكومات المتعاقبة، كما نبين مع التحليل مواقف نواب الشيعة في مختلف القضايا والازمات والمواقف التي شهدتها البلاد.
وسبق للباحث صالح السعيدي تقديم كتابين الاول عبارة عن قراءة في الدوائر الانتخابية - وصدر 2008 والثاني عن المتغيرات السياسية والاجتماعية في انتخابات 2009.
يقول المؤلف في مقدمة كتابه: «لم يكن النشاط السياسي غريبا على اهل الكويت فعبر تاريخه كان المجتمع الكويتي من المجتمعات النشطة اجتماعيا والاكثر حيوية، فالطبيعة المدينية الواضحة في المجتمع الكويتي والاطلالة البحرية للبلاد والمنفتحة على أقاليم واسعة من العالم بلورت شخصية كويتية متفاعلة مع الخارج ومنفتحة معه، كما ان انتشار التعليم المبكر وما تبعه من وجود المكتبات وظهور البعثات إلى الخارج زاد من تفاعل الكويتيين مع الافكار والرؤى الرائجة في المنطقة والعالم.
كما ان تأثير الكويتيين بالتقدم المعرفي الذي عم العالم عقب الحرب العالمية الاولى عمق الرغبة في تطوير البلاد وتعزيز نزوع المجتمع الكويتي نحو المؤسساتية في وقت مبكر من القرن العشرين فانشئت البلدية واجريت انتخاباتها عام 1932 ونظم التعليم عبر مجلس المعارف عام 1936، وجرت مطالبات بالحكم الدستوري واقامة دولة المؤسسات ونتج عن ذلك تجربة مجلسي 1938 و1939.
اضافة إلى تلك المعطيات فلم يكن المجتمع الكويتي منعزلا عن محيطه الاقليمي والعربي فكان طبيعيا ان يتأثر باحداث المنطقة كاحتلال فلسطين والانقلابات العسكرية في العراق ومصر وسورية وان يتفاعل مع الافكار التي انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية وتبلور مفهوم الدولة الوطنية ودعوات السيادة والاستقلال ومحاربة الاستعمار.
وكانت فترة الخمسينات فترة ماجت فيها الافكار والايديولوجيات في المجتمع الكويتي، ولم يأت الاستقلال 1961 وانطلاق الحياة النيابية عام 1963 الا وكانت التيارات والتنظيمات السياسية في البلاد امرا واقعا وحقيقة ملموسة.
طوال حياة نيابية قاربت 5 عقود تقريبا شهدت خلالها 13 مجلسا نيابيا ونحو 26 حكومة كانت القوى السياسية حاضرة في المشهد السياسي ومشاركة بفعالية في الصراعات التي نشأت بين الاقطاب في البلاد على مر العهود بحيث جرى توظيف واستخدام التنظيمات السياسية باحدى ادوات القوة في تفاصيل الصراع السياسي، وفي تلك الحالة الصراعية المتواصلة تقلبت التنظيمات السياسية في مواقفها من الحكومة من التعاون إلى الصراع ومن التحالف إلى الصدام.
وطوال 5 عقود من عمر الحياة النيابية تقلبت احوال التنظيمات السياسية ومكانتها في الشارع السياسي في صعود وهبوط ومن قوة إلى ضعف ومن هجوم إلى دفاع
وقد خصص الفصل الاول لدراسة القوى غير الدينية (القوميون/ اليسار/ الليبراليون) وهو التيار الذي استند على تراث قومي منذ الخمسينات ممثلا بحركة القوميين العرب ويعرض لبدايات مشاركة في العمل السياسي والاجتماعي ومرحلة انقسام حركة القوميين العرب في المركز العام وتداعيات ذلك الانقسام على فرع الكويت، ويتناول المتغيرات التي عصفت بمكونات القوى غير الدينية واختفاء اليسار المتطرف مطلع الثمانينات، وتراجع الفكر القومي عقب احتلال الكويت وانصهار تلك المكونات في تيار ليبرالي واسع وتتناول نتائج الانتخابات النيابية التي شارك فيها، كما يتطرق إلى تمثيل التيارات غير الدينية في البرلمان وتمثيلها الوزاري في الحكومات المتعاقبة، كما توثق الدراسة مع التحليل مواقف نواب التيار غير الديني في التفاعلات التي شهدتها الكويت في مختلف القضايا والازمات والمواقف.
الفصل الثاني يتناول القوى الدينية لا سيما «حركة الاخوان المسلمون» والتيار السلفي ويبحث في مرحلة التأسيس لمنابر الاخوان والسلف في الستينات والسبعينات وحضور الاخوان «المجال السياسي المبكر 1963 ودخول السلف المتأخر 1981 ويتناول تحول المشاركة من مشاركة على الهامش إلى مشاركة فاعلة ومؤثرة، بلغت مستوى التمثيل الوزاري في الحكومات، ويبحث الفصل في التذبذب بين الذي عرفته مواقف التيار الاسلامي بين المعارضة للحكومة والموالاة سنوات الانتخاب وتمثيلها الوزاري في الحكومات المتعاقبة كما توثق الدراسة مع التحليل مواقف نواب التيار غير الديني في التفاعلات التي شهدتها الكويت.
اما الفصل الثالث ويختص بالقوى السياسية الشيعية في الكويت ويعرف بالواقع الديموغرافي وتأخر الحضور السياسي لابناء الطائفة إلى مرحلة استقلال البلاد، واقرار الدستور ويبحث في الاتجاه السياسي للطائفة وتحولاتها من الموالاة للحكومة في مجالس الستينات والسبعينات، ويبحث في تأثير الاحياء الديني لدى الشيعة وتداعيات الثورة الايرانية التي دفعت الاتجاه الغالب في الطائفة إلى معسكر المعارضة في مرحلي الثمانينات والتسعينات.
ثم يستعرض نتائج الانتخابات الـ13 التي شهدتها الكويت وتمثيل نواب الشيعة في البرلمان عبر سنوات الانتخاب ومستوى تمثيلها الوزاري في الحكومات المتعاقبة، كما نبين مع التحليل مواقف نواب الشيعة في مختلف القضايا والازمات والمواقف التي شهدتها البلاد.
وسبق للباحث صالح السعيدي تقديم كتابين الاول عبارة عن قراءة في الدوائر الانتخابية - وصدر 2008 والثاني عن المتغيرات السياسية والاجتماعية في انتخابات 2009.
يقول المؤلف في مقدمة كتابه: «لم يكن النشاط السياسي غريبا على اهل الكويت فعبر تاريخه كان المجتمع الكويتي من المجتمعات النشطة اجتماعيا والاكثر حيوية، فالطبيعة المدينية الواضحة في المجتمع الكويتي والاطلالة البحرية للبلاد والمنفتحة على أقاليم واسعة من العالم بلورت شخصية كويتية متفاعلة مع الخارج ومنفتحة معه، كما ان انتشار التعليم المبكر وما تبعه من وجود المكتبات وظهور البعثات إلى الخارج زاد من تفاعل الكويتيين مع الافكار والرؤى الرائجة في المنطقة والعالم.
كما ان تأثير الكويتيين بالتقدم المعرفي الذي عم العالم عقب الحرب العالمية الاولى عمق الرغبة في تطوير البلاد وتعزيز نزوع المجتمع الكويتي نحو المؤسساتية في وقت مبكر من القرن العشرين فانشئت البلدية واجريت انتخاباتها عام 1932 ونظم التعليم عبر مجلس المعارف عام 1936، وجرت مطالبات بالحكم الدستوري واقامة دولة المؤسسات ونتج عن ذلك تجربة مجلسي 1938 و1939.
اضافة إلى تلك المعطيات فلم يكن المجتمع الكويتي منعزلا عن محيطه الاقليمي والعربي فكان طبيعيا ان يتأثر باحداث المنطقة كاحتلال فلسطين والانقلابات العسكرية في العراق ومصر وسورية وان يتفاعل مع الافكار التي انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية وتبلور مفهوم الدولة الوطنية ودعوات السيادة والاستقلال ومحاربة الاستعمار.
وكانت فترة الخمسينات فترة ماجت فيها الافكار والايديولوجيات في المجتمع الكويتي، ولم يأت الاستقلال 1961 وانطلاق الحياة النيابية عام 1963 الا وكانت التيارات والتنظيمات السياسية في البلاد امرا واقعا وحقيقة ملموسة.
طوال حياة نيابية قاربت 5 عقود تقريبا شهدت خلالها 13 مجلسا نيابيا ونحو 26 حكومة كانت القوى السياسية حاضرة في المشهد السياسي ومشاركة بفعالية في الصراعات التي نشأت بين الاقطاب في البلاد على مر العهود بحيث جرى توظيف واستخدام التنظيمات السياسية باحدى ادوات القوة في تفاصيل الصراع السياسي، وفي تلك الحالة الصراعية المتواصلة تقلبت التنظيمات السياسية في مواقفها من الحكومة من التعاون إلى الصراع ومن التحالف إلى الصدام.
وطوال 5 عقود من عمر الحياة النيابية تقلبت احوال التنظيمات السياسية ومكانتها في الشارع السياسي في صعود وهبوط ومن قوة إلى ضعف ومن هجوم إلى دفاع