شعر / فماذا... بَعْدُ.. ياسبأُ ؟!



| د. علي الباز |
بِأيّ جُرحٍ تُراني الآنَ أبتدئُ
ونَارُ كُلّ جراحي... أنتِ «ياسَبَأُ»
ورُبَّ جُرحٍ... مُرورُ الدَّهرِ يُطْفِئُهُ
لِكنّ جُرحَ الهوى... أيَّانَ يَنْطفئُ ؟!
لَكَمْ أُحِبُّكِ أدْري... أنْتِ خاتِمةٌ
لِرحْلةِ العِشْقِ في قلبي... ومُبْتَدأُ
آهٍ فأَبْحُرُ دمعي... كُلَّما نَفَدتْ
حُزْناً عَليْكِ... بِفَيْضِ الدمْعِ تِمتَلئُ !
***
ياوَيْحهُ «هُدْهُدي»! أرْسلْتُهُ لِيَرى
قَوْمي... فَعَادَ يُنادي: إنّهمْ صَبَأُوا!
أَرْسَلْتُهُ لِيَرى ماذا دَهَى سبأً
فعادَ مِنْ سبأٍ... يَبْكي بِهِ النَبأُ!
فَصِحْتُ: عُدْ بِكتابي... أَلْقِهِ لَهُمُ
فَقالَ: عُمْىٌ... وَصُمُّ القلْبِ... إِنْ قرأوا...!
سِلاحُهُمْ- إنْ يَحلّ الخطْبُ- أَلْسِنةٌ
أمَّا السيوفُ... ففي الأغْمادِ... تختبئُ!
... بَحَثْتُ فيهمْ... فَلاَ «بلْقيْسَ» بَعْدُ... وَلاَ
رُشْداً... ولا قوَّةً... والكلُّ يَنْكَفِئُ
... فوقَ الرغيفِ نَهاراً... ثُمَّ لاِمرْأةٍ
لَيْلاً!... كأنّ الحياةَ: الخِدْرُ... والكَلأُ!
ياأَيُّها «الْمَلأُ»- الأَحفادُ- أينَكُمُ؟!
فقِيلَ: وَيْحَكَ... تَهْذِي! أينَ ذا الملأُ؟!
***
أَوّاهُ... يا أُمّةَ الأَمْجادِ... أينَ مَضتْ؟
والحَرْفُ، والسَّيْفُ... هَلْ غطَّاهما الصَدَأُ؟!
ياأُمََّتاهُ... أفيقي! ضاعَ يَومُكِ... هَلْ
غَدٌ يضيعُ؟! فماذا- بَعدُ- ياسَبأُ؟!
ياأُمَّةً قدْ تداعتْ فوْقَها الأُمَمُ
أَصيحُ بالقْوم- بئْسَ القومُ- ما عَبَأُوا!
يكادُ شَكِّي في نَفْسى... يُحَطِّمُها
فكَمْ أصيحُ بِهمْ: هُبُّوا... وكَمْ هَزَئُوا!
تُرى أقَوْمِىَ... هُمْ أهْلُ الصوابِ؟ وقَدْ
ضَلَلْتُ وحدي... ووحدي مَسَّني الخَطأ؟!
تُرى أقَوْمِىَ... مِنْ بئرِ الجُنونِ... سُقُوا؟
إلَّاىَ- ياويْحَ نفْسي! نالَها الظَمأُ!
***
يَئِسْتُ ياقومُ مِنكُمْ... لَنْ أصيحَ بِكُمْ
أَصبحُ بالجِيلِ خَلْفَ الغيْبِ... يَخْتَبِئُ
ياأيُّها الجِيلُ... مِنْ أصْلابِ مَنْ نُكِسُوا
إنّي إِليكَ- وبَعْدَ الله- ألْتَجئُ
ياأيُّها الجيلُ- حُلْمَ الحُلْمِ- يا أَمَلاً
يُحَطِّمُ اليأَسَ... يُحْيي حُلْمَ مَنْ بَدأُوا
ياأيُّها الجيلُ... إنَّ الصُبْحَ... موْعِدُنا
والقلبُ بالحُلمِ- رَغْمَ الجُرحِ- يَمْتلئُ
ياأيُّها الجيلُ... إنيّ عِشْتُ أعْشقها
وفَوقَ جُرْحِ هَواها... عِشْتُ أتَّكئُ
تكادُ أعْيُنُ قلْبي الآنَ... تُبْصرُهُ
جيلاً نَبيّاً سيأتي... عِنْدَهُ النبأُ!
* شاعر وأكاديمي مصري
بِأيّ جُرحٍ تُراني الآنَ أبتدئُ
ونَارُ كُلّ جراحي... أنتِ «ياسَبَأُ»
ورُبَّ جُرحٍ... مُرورُ الدَّهرِ يُطْفِئُهُ
لِكنّ جُرحَ الهوى... أيَّانَ يَنْطفئُ ؟!
لَكَمْ أُحِبُّكِ أدْري... أنْتِ خاتِمةٌ
لِرحْلةِ العِشْقِ في قلبي... ومُبْتَدأُ
آهٍ فأَبْحُرُ دمعي... كُلَّما نَفَدتْ
حُزْناً عَليْكِ... بِفَيْضِ الدمْعِ تِمتَلئُ !
***
ياوَيْحهُ «هُدْهُدي»! أرْسلْتُهُ لِيَرى
قَوْمي... فَعَادَ يُنادي: إنّهمْ صَبَأُوا!
أَرْسَلْتُهُ لِيَرى ماذا دَهَى سبأً
فعادَ مِنْ سبأٍ... يَبْكي بِهِ النَبأُ!
فَصِحْتُ: عُدْ بِكتابي... أَلْقِهِ لَهُمُ
فَقالَ: عُمْىٌ... وَصُمُّ القلْبِ... إِنْ قرأوا...!
سِلاحُهُمْ- إنْ يَحلّ الخطْبُ- أَلْسِنةٌ
أمَّا السيوفُ... ففي الأغْمادِ... تختبئُ!
... بَحَثْتُ فيهمْ... فَلاَ «بلْقيْسَ» بَعْدُ... وَلاَ
رُشْداً... ولا قوَّةً... والكلُّ يَنْكَفِئُ
... فوقَ الرغيفِ نَهاراً... ثُمَّ لاِمرْأةٍ
لَيْلاً!... كأنّ الحياةَ: الخِدْرُ... والكَلأُ!
ياأَيُّها «الْمَلأُ»- الأَحفادُ- أينَكُمُ؟!
فقِيلَ: وَيْحَكَ... تَهْذِي! أينَ ذا الملأُ؟!
***
أَوّاهُ... يا أُمّةَ الأَمْجادِ... أينَ مَضتْ؟
والحَرْفُ، والسَّيْفُ... هَلْ غطَّاهما الصَدَأُ؟!
ياأُمََّتاهُ... أفيقي! ضاعَ يَومُكِ... هَلْ
غَدٌ يضيعُ؟! فماذا- بَعدُ- ياسَبأُ؟!
ياأُمَّةً قدْ تداعتْ فوْقَها الأُمَمُ
أَصيحُ بالقْوم- بئْسَ القومُ- ما عَبَأُوا!
يكادُ شَكِّي في نَفْسى... يُحَطِّمُها
فكَمْ أصيحُ بِهمْ: هُبُّوا... وكَمْ هَزَئُوا!
تُرى أقَوْمِىَ... هُمْ أهْلُ الصوابِ؟ وقَدْ
ضَلَلْتُ وحدي... ووحدي مَسَّني الخَطأ؟!
تُرى أقَوْمِىَ... مِنْ بئرِ الجُنونِ... سُقُوا؟
إلَّاىَ- ياويْحَ نفْسي! نالَها الظَمأُ!
***
يَئِسْتُ ياقومُ مِنكُمْ... لَنْ أصيحَ بِكُمْ
أَصبحُ بالجِيلِ خَلْفَ الغيْبِ... يَخْتَبِئُ
ياأيُّها الجِيلُ... مِنْ أصْلابِ مَنْ نُكِسُوا
إنّي إِليكَ- وبَعْدَ الله- ألْتَجئُ
ياأيُّها الجيلُ- حُلْمَ الحُلْمِ- يا أَمَلاً
يُحَطِّمُ اليأَسَ... يُحْيي حُلْمَ مَنْ بَدأُوا
ياأيُّها الجيلُ... إنَّ الصُبْحَ... موْعِدُنا
والقلبُ بالحُلمِ- رَغْمَ الجُرحِ- يَمْتلئُ
ياأيُّها الجيلُ... إنيّ عِشْتُ أعْشقها
وفَوقَ جُرْحِ هَواها... عِشْتُ أتَّكئُ
تكادُ أعْيُنُ قلْبي الآنَ... تُبْصرُهُ
جيلاً نَبيّاً سيأتي... عِنْدَهُ النبأُ!
* شاعر وأكاديمي مصري