كاميرون وأوباما يسعيان لتلافي تسميم العلاقات البريطانية - الأميركية

«بي بي» على حد السكين

u0645u062eu0644u0641u0627u062a u0646u0641u0637u064au0629 u0639u0644u0649 u0634u0627u0637u0626 u062eu0644u064au062c u0627u0644u0645u0643u0633u064au0643 u0641u064a u0627u0644u0627u0628u0627u0645u0627 (u062f u0628 u0627)
مخلفات نفطية على شاطئ خليج المكسيك في الاباما (د ب ا)
تصغير
تكبير
بوراس (لويزيانا)، لندن - رويترز، ا ف ب - اضطر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى التدخل في ازمة معالجة شركة «بي. بي» البريطانية لازمة التسرب النفطي في خليج المكسيك والتي سممت العلاقات الديبلوماسية بين الولايات المتحدة وبريطاني، فاجرى امس محادثات هاتفية مع الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد اجتماع في اليوم السابق مع رئيس مجلس ادارة الشركة التي تواجه غضبا عام وضغوطا سياسية في الولايات المتحدة، يقابلهما ضغوط من المساهمين لتوزيع الارباح التي تعتبر مصدر رزق لعشرات الاف المتقاعدين البريطانيين.

وظلت «بي بي» هدفا لانتقادات لاذعة من قبل البيت الابيض في الوقت الذي أغلق سهم الشركة منخفضا في لندن ونيويورك الاسبوع الماضي. وهدد مسؤولو ادارة اوباما بزيادة حجم تقديرات التعويضات عن أزمة التسرب الهائل.

ودفعت بواعث القلق بشأن مستقبل «بي بي»، عملاق الطاقة الذي يتخذ من لندن مقرا له، كاميرون ووزير ماليته الجمعة الى الدفاع عن الشركة. وتواجه الشركة تحقيقات جنائية ومدنية من قبل الحكومة الاميركية واقامة دعاوى قضائية والمطالبة بتعويضات.

وعقب محادثات بين كاميرون ورئيس مجلس ادارة «بي بي» كارل - هنريك سفانبيرغ نقل متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني عنه قوله «من مصلحة الجميع ان تبقى بي.بي شركة مستقرة وقوية ماليا». وأدت هذه المساندة الى رفع اسعار اسهم الشركة بنسبة سبعة في المئة في لندن.

ومثلت المكالمة الهاتفية اختبارا دقيقا للزعيمين اللذين يتعرضان لضغوط كي يظهرا صلابتهما امام الناخبين في بلديهما.

ولايزال من غير المعروف كم النفط الذي يتسرب يوميا من بئر «ديب هورايزون» في خليج المكسيك فيما تواترت أنباء بأن علماء الحكومة الاميركية ضاعفوا تقديراتهم لكمية النفط المتدفق الى نحو 40 ألف برميل يوميا.

ودعا ساسة أميركيون «بي بي» الى وقف توزيعاتها النقدية من الارباح واستخدام السيولة لتغطية تكاليف تطهير التسرب مع فشل الجهود لوقف تدفق النفط من البئر.

وقال وزير الطاقة الاميركي ستيفن تشو ان تحركات «بي بي» لاحتواء تسرب النفط لم تؤد الى تفاقم التسرب. واعرب عن تفاؤله بامكان اتخاذ اجراءات سلامة كافية لانهاء وقف اميركي لعمليات الحفر في المياه العميقة في نهاية الامر.

وأبدى بعض العلماء قلقا من ان شركة «بي بي» قد ادت الى تفاقم التسرب الذي يسبب كارثة بيئية واقتصادية على الساحل الاميركي المطل على خليج المكسيك عندما قطعت ما يسمى بالانبوب الرأسي من البئر الاسبوع الماضي لوضع غطاء لاحتواء النفط المتسرب.

وذكرت مؤسسة بوليتيكو الاخبارية المتخصصة في الشؤون السياسية الاميركية ان اوباما اتهم معارضيه في الكونغرس بالكيل بمكيالين بعد ان انتقدوا حكومته لعدم سيطرتها بشكل اكبر على الرد على التسرب النفطي في خليج المكسيك.

وقال اوباما في مقابلة مع «بوليتيكو»: «اعتقد ان من العدل ان نقول انه لو كنت ذهبت قبل ستة اشهر من حدوث هذا التسرب الى الكونغرس وقلت اننا بحاجة لشن حملة اقوى بكثير على شركات النفط واننا بحاجة الى انفاق مزيد من الاموال على التكنولوجيا للرد في حالة حدوث تسرب مفجع لكان هناك من يقولون ان هذا اجراء مفرط من جانب الحكومة واسراف في الانفاق».

وادلى اوباما بهذه التصريحات في الوقت الذي استعد فيه النواب لجولة اخرى من الجلسات التي تضم مسؤولين تنفيذيين بشركات النفط. وسيلتقي اوباما مع كبير المسؤولين التنفيذيين بشركة بي.بي توني هيوراد في واشنطن الاربعاء.



التوزيعات

وفي ما يخص توزيعات الارباح، توقعت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان تعلن المجموعة النفطية البريطانية التي تواجه غضب المسؤولين الاميركيين المتزايد، ذلك الاسبوع المقبل. لكن لا يتوقع ان يعلن هذا التعليق قبل لقاء بين ادارة العملاق النفطي واوباما الاربعاء على ما اوضحت الـ «بي بي سي».

وتمثل ارباح المجموعة التي توزعها على المساهمين مصدر رزق لملايين المتقاعدين البريطانيين المساهمين في المجموعة التي خسرت حتى الان نحو 50 في المئة من قيمتها في البورصة.

الى ذلك استدعي نحو ثمانمئة شخص من طواقم 120 سفينة يكافحون البقعة النفطية الى اليابسة الجمعة بعد تسرب غاز سام من احدى المنصات ما ادى الى نقل 36 شخصا الى المستشفيات، كما اعلنت «بي بي».

وقالت نيكول لاشانس من قسم العلاقات العامة في المجموعة النفطية لوكالة «فرانس برس» ان الطواقم «استدعيت الى اليابسة» في تدبير احترازي بعد اصطدام سفينة للتموين ترسو في منصة للغاز الطبيعي في كوكودريا جنوب غرب لويزيانا بصورة عرضية بانبوب غاز مما تسبب بتسرب للغاز.

ويأتي القرار اثر نقل 36 شخصا الى المستشفيات - من اصل 42 موجودين على السفينة التي اصطدمت بانبوب الغاز - بينهم موظفان يشكوان من اعراض شديدة لضيق التنفس واختلال التوازن والام في الصدر.

واضافت نيكول لاشانس ان تدقيقا امنيا سيجرى السبت بالنسبة للثمانمئة شخص الذين تم استدعاؤهم. ويتسرب حتى 40 الف برميل من النفط - نحو 5260 طنا - كل يوم في خليج المكسيك بحسب اعلى تقدير للخبراء المكلفين من الادارة الاميركية لتقييم حجم التسرب. ويشير ادنى تقدير الى نحو عشرين الف برميل.

وكان التقدير السابق يشير الى تدفق ما بين 12 الفا و19 الف برميل في اليوم.

وعلى سبيل المقارنة ومع الاخذ بالاعتبار التقدير الاعلى، فان الامر شبيه بغرق اريكا كل اربعة ايام. وكان غرق ناقلة النفط هذه قبالة السواحل الفرنسية في 1999 ادى الى تلوث 400 كيلومتر من السواحل ونحو 150 الف طير. وقد تسرب منها نحو 20 الف طن من النفط الخام.

وغرقت المنصة ديب ووتر هوريزون التي تستثمرها «بي بي» هلى بعد 80 كيلومترا من السواحل الاميركية، قبل سبعة اسابيع ما تسبب باسوأ بقعة نفطية في تاريخ الولايات المتحدة.

وقد اجري تقييم السلطات الاميركية قبل وضع انبوب لشفط الخام الذي يخرج من بئر واقعة على عمق 1500 متر في الثالث من يونيو. وتستعيد «بي بي» حاليا 15 الف برميل من الخام يوميا بفضل هذا الانبوب الذي ينقل الى متن سفينة على سطح المياه.

وتبلغ القدرة القصوى لشفط النفط 28 الف برميل يوميا، لكن المجموعة تأمل رفعها الى ما بين 40 الفا و50 الف برميل من خلال ارسال سفن الى المكان.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي