الفنانة نادية مصطفى مفاجأة المجلس الوطني لجمهور السهرة

«الأرض بتتكلم عربي» مع مجموعة الحفني للموسيقى العربية

تصغير
تكبير
| كتب صالح الدويخ |

من الطبيعي أن تتغيّر ذائقة الجمهور وأن تظهر أنماطاً موسيقية أخرى تواكب صيحات العصر وتطوّراته، ولكن مفهوم الأغنية العصرية لا يعني الاستسهال وقلب أسس بناء الأغنية وفق مبدأ «العين تطرب قبل الأذن» الأمر الذي جعل من الجمال الجسدي يحلّ في المرتبة الأولى ثم يأتي كلٌّ من الكلام واللحن والصوت في المقام الثاني، فمجموعة الحفني للموسيقى العربية التي أحيت الليلة الرابعة من ليالي مهرجان «الموسيقى الدولي الثالث عشر» على مسرح الدسمة بحضور رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي والمستشار محمد ابو الحسن والسفير المصري المعتمد لدى الكويت طاهر فرحات، عادت بالحاضرين في الصالة الى زمن العراقة من خلال ما قدمته من أنماط غنائية مختلفة جسدت معاني الاصالة والاحترام لذائقة المتلقي.

وعلى الرغم من أن تعبير «زمن الفن الجميل» بات متداولاً اليوم على لسان النقّاد المتخصّصين في الفن ومن عامة الناس حتى كاد يتحوّل إلى مصطلح نقدي تُقيّم من خلاله الأعمال الموسيقية والغنائية المعاصرة بالمقارنة مع ما عرفته ساحة الفن في القرن الماضي، الا أن مجموعة الحفني أعادت إلى الاذهان معنى الفن الراقي الذي يطلبه الجمهور الآن.

وبالعودة إلى أجواء الحفل فبداية اعتلت المذيعة حبيبة العبدالله المنصة لتقدم مجموعة الحفني التي يقودها المايسترو عبدالحميد عبدالغفار وسط ترحيب حار من الحضور، وكانت المقطوعة الموسيقية الأولى لحن أغنية «يا هلي» التي أدّاها عبدالحليم حافظ في الكويت في منتصف الستينات، بعدها صدحت حنجرة الفنان أحمد ابراهيم بأعذب الكلمات فأتحف الجمهور بأغانٍ مميزة بدءاً بأغنية «الارض بتتكلم عربي» للراحل سيد مكاوي، ومن ثم غنّى كوكتيلاً من أغاني المطرب الراحل محمد عبدالمطلب، كما فاجأنا باختياره لأغنية «ابعاد» لفنان العرب محمد عبده وهي من كلمات الراحل فايق عبدالجليل والحان يوسف المهنا، وختم وصلته بكوبليهات مختصرة من أغاني أم كلثوم.

أما المفاجأة التي احتفظ بها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتكون مسك ختام الحفل فتمثّلت بتواجد الفنانة القديرة نادية مصطفى التي قدمت الوصلة الاخيرة.

نادية أطلت على الجمهور وكأنها فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، بخطواتها السريعة وحضورها المعهود على المسرح. غنَّت فأمتعت وأقنعت وأكدت موهبتها التي لا يختلف عليها اثنان. أمتعتنا نادية عندما غنت للكويت «يا دارنا يا دار». بعدها ذكَّرتنا بأعمالها الجميلة فقدمت «بكل لغات العالم»، «الصلح خير «، «سلامات»، و«يا ضاربين الودع» لمحمد فوزي، «أنا قلبي دليلي» لليلى مراد، ومن جديدها «كان مالي». كما شاركت الفنان أحمد ابراهيم ختاماً ديو غنائياً بعنوان «يا سلام على حبي وحبك « من كنوز الفنانة شادية وفريد الاطرش.

يذكر أن مجموعة الحفني للموسيقى العربية هي من أهم الفرق العربية الاصيلة كونها تضم أمهر العازفين في الوطن العربي ولها اهتمامات في الفن الشرقي، وتمّ تأسيس المجموعة على يد الفنانة الدكتورة رتيبة الحفني وهي تشغل منصب رئيسة المجمع العربي للموسيقى، ومستشار هيئة الثقافة القومي ومديرة ادارة الاوبرا المصرية، وقد أطلقت اسم الحفني على الفرقة الموسيقية تيمناً بوالدها محمود احمد الحفني.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي