رئيس الحكومة بدأ جولة تشمل عمان والقاهرة والرياض فأنقرة

الحريري ونصرالله عقدا لقاء «إيجابياً للغاية» واتفاق على تفعيل العمل الحكومي وأهميته

تصغير
تكبير
|بيروت - «الراي»|

اتسعت دائرة المشاورات الداخلية في لبنان، بما يوحي بالاتجاه نحو ترسيخ مناخات الاستقرار وتجنب العودة ما أمكن الى «المعارك الصغيرة» والتجاذبات، مع الاعلان أمس، عن زيارة قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري ليل الأثنين للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وتخللها عشاء إلى مائدة «السيد».

واذ وصف البيان الصادر عن مكتب رئيس الحكومة، اللقاء بأنه كان «ايجابياً للغاية» وتخلله اتفاق على تفعيل العمل الحكومي وأهميته، بدا واضحاً أن الحريري اراد باللقاء الذي عقد وسط زحمة نشاطات واستحقاقات داخلية وخارجية إكمال حركته الدائرية الواسعة لتحصين عمل حكومته والمضي بمسارها نحو مناخات أكثر استقراراً وانتاجاً. ذلك أن اللقاء جاء عقب زيارة رئيس الحكومة لواشنطن التي سبقتها أيضاً جولة عربية ثم اعقبتها جولة مماثلة قادت الحريري الى دمشق، قبل ان يتوجه امس الى كل من الاردن ومصر والسعودية لاستكمالها، على ان يتوجه الخميس الى تركيا للقاء رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان.

وتعتقد اوساط واسعة الاطلاع ان لقاء الحريري ونصرالله يوازي بأهميته هذه الحركة الخارجية نظراً الى تأثير الهدوء الداخلي على ما يسعى اليه الحريري في تجنيب حكومته ولبنان أي خضات في هذه الظروف، فضلاً عن الاتفاق على جملة مواضيع مفصلية يعتقد أنها طرحت في اللقاء. فهناك على المستوى الداخلي ملف الموازنة الذي لم ينجز بعد، كما هناك ملفات أخرى تحتاج الى توافقات وصلة مباشرة مع الأمين العام لـ «حزب الله»، ويرجح أن تكون طرحت كلها. كما ان على الصعيد الخارجي، هناك استحقاق يتعلق بموقف لبنان من مشروع العقوبات الدولية على إيران الذي بدأ يشكل احراجاً قوياً للبنان نظراً الى ان الفريق الشيعي يطالب بالتصويت ضد العقوبات في مجلس الامن، فيما يميل معظم الأطراف الاخرين الى اتخاذ موقف الامتناع عن التوصيت والتزامه كسقف عربي عام.

وتشير الاوساط نفسها لـ «الراي»، إلى أن هذه الحركة الداخلية والخارجية تبدو بمثابة المظلة الضرورية التي لا بد من السعي الى ابقائها وصونها تجنباً لان يعود لبنان ساحة لدفع أثمان التحولات والتطورات الأقليمية.

وفي السياق نفسه، تأتي الزيارة التي سيقوم بها الرئيس ميشال سليمان الثلاثاء المقبل إلى دمشق على رأس وزاري لعقد قمة مع الرئيس بشار الاسد. ولاحظت الأوساط ان رئيس الجمهورية والحكومة يقوم كل منهما بتحركه بعيداً عن أي حسابات تقليدية مألوفة في مثل هذه الحال، اذ لم يسجل اي تداخل او «تحسس» لدى أي منهما حيال تحرك الآخر ما يعني ان التفاهم بين الرئيسين يبدو في مرتبة متقدمة جداً ما يحول دون استعادة مناخات سلبية سبق للبنان ان شهد مثلها وتركت انعكاسات سيئة على وضعه الداخلي.

وكان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اعلن في بيان له ان الحريري «زار الأمين العام لـ «حزب الله» في منزله في الضاحية الجنوبية ليل الاثنين»، علماً ان آخر لقاء بين الرجلين كان عُقد في 26 يونيو 2009 ابان محاولة الحريري تشكيل حكومته.

وتابع البيان: «استعرض الجانبان التطورات المحلية والإقليمية والدولية، حيث كانت وجهات النظر متطابقة، كما كانت الأجواء إيجابية للغاية. واتفق الطرفان على أهمية تفعيل العمل الحكومي. واستبقى السيد نصر الله الرئيس الحريري على العشاء».

في موازاة ذلك، كشفت تقارير في بيروت عن زيارة مشتركة قام بها كل من المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله» الحاج حسين الخليل لسورية، الاحد الماضي، بناء على دعوة من القيادة السورية، بهدف التشاور بخصوص بعض الملفات الداخلية، موضحة ان هذه الزيارة على علاقة بنتائج زيارة رئيس الحكومة لدمشق بعد عودته من الولايات المتحدة.

وكانت الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء عصر الاثنين لاستكمال مناقشة مشروع الموزانة لسنة 2010 طغت عليها عناوين سياسية ومعيشية، وإن كانت شهدت نقاشاً «حامياً» بين وزيريْ الاتصالات شربل نحاس (من حصة العماد ميشال عون) والصحة محمد جواد خليفة (من حصة بري) حول موازنة مجلس الجنوب التشغيلية. علماً ان الجلسة التي كان يفترض ان تلتئم امس ارجئت الى اليوم بسبب سفر الحريري.

وتخلّل الجلسة الوزارية نقاش حول الملفات الآتية:

* إطلاع سليمان مجلس الوزراء على أنه سيتوجه الى دمشق الثلاثاء على رأس وفد وزاري. وقد توقفت دوائر مراقبة عند توقيت انعقاد القمة اللبنانية - السورية قبل يومين من التئام الجولة الثالثة لطاولة الحوار في بعبدا، وبعد يومين من الاجتماعات المشتركة اللبنانية - السورية التي تُعقد السبت والأحد على مستوى المديرين العامين، من اجل البحث في تعديل وتطوير الاتفاقات المعقودة، في اطار معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق.

* انشاء المجلس الاستراتيجي الأعلى بين لبنان وسورية والاردن وتركيا، حيث ناقش مجلس الوزراء طويلاً الجدوى الاقتصادية لهذا المجلس الأعلى والذي ينص على اقامة سوق حرة. وتَقرر الموافقة على الاعلان المبدئي لهذا المجلس والقيام بمراجعة للنص واقتراح بعض التعديلات عليه. وهو ما سيتولاه الحريري خلال زيارته لتركيا غداً.

* المفاوضات مع «قناة الجزيرة» حول بثّ بطولة كأس العالم في كرة القدم في لبنان، حيث «زفّ» وزير الإعلام طارق متري الى اللبنانيين انهم سيتمكنون من متابعة «المونديال» من دون اي «تكلفة اضافية».

* مطالب الأساتذة الثانويين الذين اعلنوا مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم ولاسيما «الدرَجات السبع». وكان لرئيس الحكومة موقف أيّده فيه مجلس الوزراء بالاجماع وهو أن يستمر وزير التربية حسن منيمنة في التفاوض مع الأساتذة «لكن مع تأكيد الرفض لأي عملية ابتزاز وربط المشاركة في التصحيح بالرضوخ لمطالب الأساتذة أو ربط مصير الامتحانات بعملية التفاوض».

* أما في موضوع الموازنة، فافضى اللقاء الذي سبق جلسة مجلس الوزراء بين وزيرة المال ريا الحسن ونحاس الى التوافق على مبدأ شمولية الموازنة خصوصاً وجعل الانفاق من داخل الموازنة وضرورة ايراد معظم النفقات من سلف وغيرها في بنودها والحد من ظاهرة الانفاق من خارجها.

وبرز السجال «الناري» بين نحاس ووزير الصحة بعدما رأى الأول ضرورة احتساب موازنة مجلس الجنوب التشغيلية الواردة في مشروع الموازنة ضمن قانون العام 2001 الذي يخصص 200 مليون دولار لمصلحة مجلس الجنوب و300 مليون دولار لصندوق المهجرين. وطرح نحاس ضرورة ايراد الموازنة المخصصة لمجلس الجنوب كجزء من مبلغ الـ 200 مليون دولار مما استدعى رداً من خليفة الذي سأل عما اذا كان نحاس يريد تصفية مجلس الجنوب عملياً. وقال «ان من حق الوزير نحاس ان يطرح كل شيء ولكن ليس من حقه ان يضع موازنة مجلس الجنوب او غيره، ولماذا التدخل في موازنات كل الوزارات التي لا علاقة له بها». واضاف انه «مع الغاء كل الصناديق والمجالس ومنها مجلس الجنوب ولكن شرط دفع كل المستحقات لجميع المعنيين والعمل على انشاء وزارة تخطيط او مجلس انماء لكل المناطق والمحافظات». وردّ نحاس بأنه لا يتدخل في موازنات غيره ولا يغيّر شيئاً في الواقع.

يذكر ان مناقشة الموزانة وتحرك الأساتذة الذين نفذوا اعتصاماً امس، تزامن مع تأكيد الاتحاد العمالي العام دعوته لتنفيذ الإضراب العام في 17 يونيو «كردّ أولي وتحذيري على هذا النهج المدمر ومن ضمن سلسلة طويلة وقاسية من إضرابات وتظاهرات واعتصامات لن تتوقف إلى أن يتوقف هذا النظام عن نهب شعبه وإفقاره».

ولفت امس ان وزير العمل بطرس حرب (من «14 مارس») حمل في شدّة على «التسريبات التي تحصل لمحاضر مزعومة وغير صحيحة أو غير دقيقة عن جلسات مجلس الوزراء».

 



حزب الله يدعي على «دير شبيغل»



بيروت - يو بي أي - أقام «حزب الله» امام القضاء اللبناني دعوى على مجلة «دير شبيغل» لنشرها مقالا في 23 مايو 2009، جاء فيه ان الحزب متورط في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري العام 2005.

وكان ايريك فولاذ، اشار في مقاله إلى «اكتشاف خطير» دلّت عليه «مصادر المحكمة» (الدولية الخاصة بلبنان) و«وثائق داخلية»، مفاده أن منفذ جريمة اغتيال الحريري هو «قوة لبنانية خاصة تابعة لتنظيم حزب الله».

ورأى الحزب في الدعوى، ان المقال «تجنّياً عليه وعلى سمعته». واتهم المجلة بجرم «إثارة الفتن والتحريض والافتراء والقدح والذم والكذب واختلاق جرائم». كما ادّعى على فولاذ. وطالب باستدعاء شهود من فريق التحقيق الدولي التابع لمكتب المدعي العام الدولي دانيال بلمار.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي