فهد البسام / نقطة / اليهود أغبى البشر...

تصغير
تكبير
لا أظن ان احدا يدري مصدر فكرة ان اليهود هم اذكى البشر وأدهاهم وأخبثهم، فبداية تأسيس دولتهم واختيار الموقع دليل حماقة وغباء تاريخي لا مثيل له، حيث يقال ان عند بروز فكرة تشكيل وطن قومي لليهود كانت الخيارات البريطانية المتاحة لليهود تتراوح ما بين الارجنتين وأوغندا وفلسطين، وهنا كانت السقطة التي يستحقون عليها علامة الغباء الاولى، فهل من الذكاء والدهاء ترك الجمال والهدوء والراحة والتانغو والمناظر الطبيعية وملكات الجمال والغابات والمناخ الاستوائي واختيار ارض الكلام والافلام؟!

فإذا كانت البدايات خاطئة فلابد ان نتوقع شكل المراحل والنهايات، فما بني على باطل لابد ان يكون باطلا، ومن بنى على ارض العرب فلابد ان يتحمل ما يأتيه، ومنذ ذلك اليوم المشؤوم ما اجتمع رجل برجل الا وكانت اسرائيل ثالثهما، وبدأت عمليات الحروب النفسية والألاعيب العقلية والازعاجات الدورية للمحتل اكثر عددا وتنظيما من الحروب الحقيقية والمؤدية لنتائج على ارض الواقع، فكلما اختلف رجل مع زوجته ألقوا باللوم على اسرائيل، وكلما اضاع حاكم عربي شعبه وأرضه بحماقاته المتكررة كانت اسرائيل هي السبب، وحكام عرب يعلنون العداء ويخوّنون اخوتهم ولا يطلقون رصاصة واحدة، وآخرون مع السلام لكنهم يدعمون المقاومة والجهاد، وفريق يتحرش بالصواريخ ثم يطالب العالم بالتدخل والتهدئة، وفريق مستعد لأن يقتل نصف شعبه ولا يسلم يهودي واحد، وكل من يريد اغاظة خصومه والنكاية بهم قال فلسطين، وعلى خط مواز شيعة وسنة وأشاعرة ومتصوفة ووهابيين وصوفية وبعثيين وشيوعيين وقوميين وقصص عديدة لا تعد ولا تحصى، فنحن لا نفهم بعضنا اصلا فكيف سيتمكن اعداؤنا الاغبياء من فهمنا والتعامل معنا والعيش بيننا بسلام.

ولنعرج على المشهد الكويتي على سبيل المثال، مجلس نواب اغلب اعضائه يظنون ان قضية فلسطين ومبادرة السلام العربية تشابه قضية القروض وصندوق المعسرين مع فروق طفيفة، يثأرون لزميلهم الذي ترك واجباته التشريعية والرقابية ليوزع الطعام في عرض البحر بطلب الانسحاب من المبادرة، هكذا بكل أريحية، ثم في ثاني يوم يأتي زميلهم مكللاً بالغار ويستقبله على ارض المطار وبالاحضان رئيس الوزراء الذي كان قد اعطاه شيكاً قبل عدة شهور رغم ان هذا النائب لا يثق به حسب الاستجواب والتصويت... هل فهمتم شيئا؟!

وعلى هذا المنوال يتضح ان اليهود قد أوقعوا انفسهم في متاهات لن تنتهي نتيجة سوء اختيارهم لجيرانهم الذين أضاعوا اكثر من فلسطين في سبيل تحرير فلسطين، ويبدو ان اليهود لم يعوا حتى الآن في اي مستنقع أوقعوا انفسهم، واذا كان سيهرب اليهود يوما من ارض فلسطين فذلك سيكون خوفا على صحتهم النفسية والعقلية وليس خوفا منا...

ثم يقولون اليهود أذكياء وخبثاء!





فهد البسام

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي