قافلة الحرية... بين العجز والتواطؤ والقرصنة


| الشيخ كمال محمد درويش* |
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا
وقمت اشكو الى مولاي ما اجدُ
وقلت يا أملي في كل نائبة
ومن عليه بكشف الضر اعتمدُ
اشكو اليك امورا انت تعلمها
مالي على حملها صبر ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالذل معترفا
اليك يا خير من مدت اليه يد
فلا تردنها يارب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يردُ
لعل من مكرور القول الذي لا نمله، الحديث عن معاناة اهلنا في ارض فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة. من الصلف اليهودي، والعدوان الغادر، وقتل الرجال والنساء والصبيان والاطفال، وهدم المساجد، وتدمير المنازل، واستهداف الرجال بكافة وسائل القتل والاغتيال وسفك الدماء، امسوا على وهج النار، واصبحوا على دخان البارود، انهم يدافعون عن دينهم وكرامتهم، انهم يسوقون في وجوه الغاصبين، شبابا انضر من الزهر، وابهى من الوضاءة، واثبت من الجبل، وامضى من العاصفة، انهم يقاومون بشيوخ لهم حماسة الشباب، وشباب لهم همة الشيوخ، ونساء لهن قوة الرجال، وصغار لهم عزائم الكبار، يقاومون الحصار المفروض على قطاع غزة، ولأن هلك منهم فوج ليأتون بافواج، ولان صبر مغتصبهم يوما ما، ليرمونه بأيام.
الألم يعتصر قلوبنا، وازداد غليان وغضب الشعوب العربية وغيرها، وهم يتابعون ما جرى لاهلنا في غزة، من حصار، ومن حملة ابادة، وجرائم حرب، ومن مذابح جماعية، وسط العجز العربي المخجل والمخزي، وصمت الانظمة العربية الرهيب، والتواطؤ الدولي المفضوح.
ثم... لم تكتف اسرائيل بذلك، ولكنها تمادت في اعتداء صارخ، وقرصنة صهيونية، وجريمة منظمة بكل المقاييس، واستخدمت القوة المفرطة، في مجزرة اثمة بلا سند من قانون
او اعراف او اخلاق انسانية!! تجاه قافلة الحرية، التي كانت تمخر عباب المياه الدولية، وهي تحمل معونات انسانية، طبية وغذائية لكسر الحصار المفروض على غزة منذ
سنوات.
هل تدرك اسرائيل ما يمكن ان يترتب على ما قامت به من جرائم حرب نحو قافلة الحرية؟! هل تدرك حجم الضرر الذي يمكن ان يصيبها جراء الهجوم الاسرائيلي على يد قواتها العسكرية؟! هل يدرك الكيان الصهيوني قدر المسؤولية تجاه العمل غير المسبوق، من حمام الدم الذي لطخ به الكيان يده، والذي ليس له اي مبررات على الاطلاق؟!
لكن يبقى القانون الذي تتعامل به اسرائيل... انه قانون الغاب والعجرفة والصلف والغرور والغطرسة، فمن امن العقوبة، اساء الادب!!
وتمخض الجبل فولد فأرا، امتنا حولت ملف هذه الاعتداءات الى مجلس الامن، لاجراء تحقيقات، وهو جهد جبار، يستحقون عليه الثناء والشكر، فالمروءة، والنخوة، والشهامة، وكل هذه المصطلحات في القاموس العربي، عفى عليها الزمن، وامست تحت الركام، استغفر الله... لقد شجبوا، واستنكروا ونددوا، واحدهم سكت دهرا، ونطق كفرا.
مررت على المروءة وهي تبكي
فقلت علام تنتحبُ الفتاة
فقالت: كيف لا أبكي واهلي
جميعا دون خلق الله ماتوا
منذ اكثر من اربع سنوات كان القصف الاسرائيلي من البر والجو والبحر، متوافقا مع انطلاق الاجتياح البري، واذا كان لسان حال اهل غزة يقول: ان التباطؤ مفضوح فماذا تقول تصريحات العرب؟ القيادات العربية تجري اتصالات، وتجري مقابلات، مع بعضها البعض، ومع غيرها وهي اتصالات اشبه بحوار الطرشان، كلهم يقول: وكلهم يجري اتصالات ومقابلات وما هي النتيجة؟
لقد اسمعت اذ ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
وليس امامنا إلا التوجه الى السميع البصير، فهو الامل والملاذ، سبحانه وتعالى، ليس امامي وامامك إلا الدعاء، اللهم انا نشكو اليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، انت رب المستضعفين، وانت ربنا، الى من تكلنا؟ الى المجتمع الدولي الذي يقف متفرجا. ام الى الانظمة العربية العاجزة!
لا تقتصر - يا اخي - على ان يكون همك نفسك، اجعل همك واسعا، هم الامة كلها،. اشركهم في دعائك، اللهم امدهم بجند من جندك، وبمدد من عندك.
واني لادعو الله حتى كأنما
ارى بجميل الظن ما الله صانع
اشركهم في دموعك، اعطهم دموعا تغرف من قلبك، حينما ترى هذه المصائب التي تنزل بهم، اشركهم في امكانياتك وقدراتك ان كان عندك شيء من مال، وإلا فما عليك إلا الدعاء، وهو سلاح فعال ان شاء الله.
اللهم ان اهل الارض اليوم بين معتدين غاصبين، ومتفرجين دوليين، وعرب عاجزين، فاللهم اكسر شوكة المعتدين، واهد المتفرجين، وقو العاجزين، اما المظلومون فلهم رب العالمين، فهو الناصر والمعين.
* إمام وخطيب
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا
وقمت اشكو الى مولاي ما اجدُ
وقلت يا أملي في كل نائبة
ومن عليه بكشف الضر اعتمدُ
اشكو اليك امورا انت تعلمها
مالي على حملها صبر ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالذل معترفا
اليك يا خير من مدت اليه يد
فلا تردنها يارب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يردُ
لعل من مكرور القول الذي لا نمله، الحديث عن معاناة اهلنا في ارض فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة. من الصلف اليهودي، والعدوان الغادر، وقتل الرجال والنساء والصبيان والاطفال، وهدم المساجد، وتدمير المنازل، واستهداف الرجال بكافة وسائل القتل والاغتيال وسفك الدماء، امسوا على وهج النار، واصبحوا على دخان البارود، انهم يدافعون عن دينهم وكرامتهم، انهم يسوقون في وجوه الغاصبين، شبابا انضر من الزهر، وابهى من الوضاءة، واثبت من الجبل، وامضى من العاصفة، انهم يقاومون بشيوخ لهم حماسة الشباب، وشباب لهم همة الشيوخ، ونساء لهن قوة الرجال، وصغار لهم عزائم الكبار، يقاومون الحصار المفروض على قطاع غزة، ولأن هلك منهم فوج ليأتون بافواج، ولان صبر مغتصبهم يوما ما، ليرمونه بأيام.
الألم يعتصر قلوبنا، وازداد غليان وغضب الشعوب العربية وغيرها، وهم يتابعون ما جرى لاهلنا في غزة، من حصار، ومن حملة ابادة، وجرائم حرب، ومن مذابح جماعية، وسط العجز العربي المخجل والمخزي، وصمت الانظمة العربية الرهيب، والتواطؤ الدولي المفضوح.
ثم... لم تكتف اسرائيل بذلك، ولكنها تمادت في اعتداء صارخ، وقرصنة صهيونية، وجريمة منظمة بكل المقاييس، واستخدمت القوة المفرطة، في مجزرة اثمة بلا سند من قانون
او اعراف او اخلاق انسانية!! تجاه قافلة الحرية، التي كانت تمخر عباب المياه الدولية، وهي تحمل معونات انسانية، طبية وغذائية لكسر الحصار المفروض على غزة منذ
سنوات.
هل تدرك اسرائيل ما يمكن ان يترتب على ما قامت به من جرائم حرب نحو قافلة الحرية؟! هل تدرك حجم الضرر الذي يمكن ان يصيبها جراء الهجوم الاسرائيلي على يد قواتها العسكرية؟! هل يدرك الكيان الصهيوني قدر المسؤولية تجاه العمل غير المسبوق، من حمام الدم الذي لطخ به الكيان يده، والذي ليس له اي مبررات على الاطلاق؟!
لكن يبقى القانون الذي تتعامل به اسرائيل... انه قانون الغاب والعجرفة والصلف والغرور والغطرسة، فمن امن العقوبة، اساء الادب!!
وتمخض الجبل فولد فأرا، امتنا حولت ملف هذه الاعتداءات الى مجلس الامن، لاجراء تحقيقات، وهو جهد جبار، يستحقون عليه الثناء والشكر، فالمروءة، والنخوة، والشهامة، وكل هذه المصطلحات في القاموس العربي، عفى عليها الزمن، وامست تحت الركام، استغفر الله... لقد شجبوا، واستنكروا ونددوا، واحدهم سكت دهرا، ونطق كفرا.
مررت على المروءة وهي تبكي
فقلت علام تنتحبُ الفتاة
فقالت: كيف لا أبكي واهلي
جميعا دون خلق الله ماتوا
منذ اكثر من اربع سنوات كان القصف الاسرائيلي من البر والجو والبحر، متوافقا مع انطلاق الاجتياح البري، واذا كان لسان حال اهل غزة يقول: ان التباطؤ مفضوح فماذا تقول تصريحات العرب؟ القيادات العربية تجري اتصالات، وتجري مقابلات، مع بعضها البعض، ومع غيرها وهي اتصالات اشبه بحوار الطرشان، كلهم يقول: وكلهم يجري اتصالات ومقابلات وما هي النتيجة؟
لقد اسمعت اذ ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
وليس امامنا إلا التوجه الى السميع البصير، فهو الامل والملاذ، سبحانه وتعالى، ليس امامي وامامك إلا الدعاء، اللهم انا نشكو اليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، انت رب المستضعفين، وانت ربنا، الى من تكلنا؟ الى المجتمع الدولي الذي يقف متفرجا. ام الى الانظمة العربية العاجزة!
لا تقتصر - يا اخي - على ان يكون همك نفسك، اجعل همك واسعا، هم الامة كلها،. اشركهم في دعائك، اللهم امدهم بجند من جندك، وبمدد من عندك.
واني لادعو الله حتى كأنما
ارى بجميل الظن ما الله صانع
اشركهم في دموعك، اعطهم دموعا تغرف من قلبك، حينما ترى هذه المصائب التي تنزل بهم، اشركهم في امكانياتك وقدراتك ان كان عندك شيء من مال، وإلا فما عليك إلا الدعاء، وهو سلاح فعال ان شاء الله.
اللهم ان اهل الارض اليوم بين معتدين غاصبين، ومتفرجين دوليين، وعرب عاجزين، فاللهم اكسر شوكة المعتدين، واهد المتفرجين، وقو العاجزين، اما المظلومون فلهم رب العالمين، فهو الناصر والمعين.
* إمام وخطيب