هناك فرق كبير بين التجنيد والتطوع، فالتجنيد هو ما تجبرك عليه الدولة لخدمتها، ولكن التطوع أن تتقدم وتجند نفسك لخدمة وطنك، رغم معرفتك أن لا فرق بالامتيازات بينك وبين من تم تجنيده رغما عنه.
تصريح سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح والذي تناقلته صحفنا المحلية يوم الثلاثاء الماضي والذي قال فيه: «أنا جندي أخدم الكويت في أي مجال أكلف فيه» جعلني أقف احتراما له، وهو الكبير بقدره ومقامه، فقد وجه رسالة واضحة إلى بعض أفراد الأسرة الحاكمة ممن ساءهم ابتعادهم عن كراسي الوزارة ومواقع المسؤولية.
لقد كان الشيخ نواف الأحمد وزيرا في الحكومة قبل الغزو العراقي للكويت، وبعدها أصبح نائباً لرئيس الحرس الوطني لفترة من الزمن، ولكننا لم نسمع له تصريحا يهاجم فيه أعضاء الحكومة أو اخوانه من أفراد الأسرة الحاكمة، لم يغره كرسي الوزارة الذي يغري الغالبية، ولم يبحث عن المنصب الذي يجلب له اهتمام الآخرين به.
نواف الأحمد خلق كبيرا ولم يكبره الكرسي أو المنصب، لقد كانت رسالته واضحة جداً لأبناء الأسرة من الوزراء السابقين والذين يختلقون الأزمات عبر وسائلهم التي من إحداها بعض أعضاء مجلس الأمة أو بعض كتاب صحفنا الذين لا هم لهم إلا تنمية أرصدتهم، والذين تعودوا على مهاجمة كل ما هو جميل في الكويت بحجة تنمية الكويت!
لقد فهم الجميع رسالة سمو ولي العهد، ولكن متى يفهم بعض أبناء الأسرة تلك الرسالة؟
الكراسي لا تضيف شيئاً للواثقين من أنفسهم ولكن هم الذين يضيفون الهيبة للكرسي، وليت الجميع يجعل ولي العهد قدوة له سواء من أبناء الأسرة أو من عامة الشعب، أدام الله كل من يريد خدمة الكويت، ولا دام من يريد الكويت أن تخدمه.
سعد المعطش
كاتب كويتي
[email protected]