التوقيت «سقط سهوا» من حسابات «التربية» فجعلتهم يواجهون الاختبار الأصعب

الطلاب... عين على الامتحان وأخرى إلى «المونديال»

تصغير
تكبير
|كتب نواف نايف وفراس نايف|

عازفو السامبا والماكينات الالمانية والديوك الفرنسية والماتادور الاسباني و...، روني وكاكا وايتو وميسي و...، من يستطيع حرمان نفسه من مشاهدة هذه المنتخبات العريقة وهؤلاء النجوم الكبار في مونديال كرة القدم الذي يتوقف قطاره كل اربع سنوات في محطات العمر، وتبقى قلوب محبي وعشاق الساحرة المستديرة معلقة طوال تلك السنين في شوق ولهفة الى هذا العرس الكروي العالمي؟!

هذا السؤال اذا كان من السهل اجابته عند الكثيرين وهي «لا نستطيع» فإن اجابته عند طلاب الكويت «امر محير» بعد ان ساق اليهم حظهم التعيس اختبارات نهاية العام في توقيت المونديال نفسه، فمنهم من سيكبح جماح النفس ويعطي الاعتبار لمستقبله، وآخرون سيؤثرون مشاهدة «عشقهم الوحيد» ولسان حالهم «المونديال ومن بعده الطوفان».

وفيما بذلت وزارة التربية جهودا مضنية للاستعداد لاستقبال طلبتها لاداء اختباراتهم النهائية في جميع المراحل التعليمية، وتهيئة الاجواء المناسبة، وتجنب كل «ما يعكر» صفو الاختبارات حتى يتمكن الطلبة من الحصول على معدلات مرتفعة، وقطف ثمار جهودهم التي لطالما طمح قياديو الوزارة رؤيتها، عاد شبح الخوف يخيم من جديد، بعد تزامن مونديال كأس العالم 2010 مع فترة الاختبارات، لكونها قد تبعثر حسابات التربويين الذين يطمحون الى حصول طلبتهم على معدلات عالية من خلال التركيز على المذاكرة، اذ لم يعمل لتوقيت المونديال اي حساب لكونه لم يدرج ضمن الخطة الموضوعة للاختبارات وسقط سهوا من حسابات التربويين في الوزارة!!

وما بين التفكير في وضع خطط توعوية من قبل اهل الميدان التربوي للطلبة لدفعهم الى اهمية الاختبارات والتركيز عليها حفاظا على مستقبلهم، يجد التربويون انفسهم امام «معضلة» كبيرة لانهم على يقين تام ان حب كرة القدم بين الطلبة كبير جدا والمونديال يعني لهم الكثير، لذلك تبقى «حائرة» اما ان تتخذ قرارا صارما يتعلق بتقديم الاختبارات او تنتظر نتائج الاختبارات التي قد تكون متدنية بسبب هذا التزامن غير المحسوب!

ويجد الطلبة أنفسهم بين مطرقة الاختبارات وسندان المباريات، خصوصا ان ثمة عروضا مغرية تقدمها وكالات السفر لحضور المباريات في حين تبقى «الحسرة» في نفوس الطلبة الذين يواجهون هذا «الاختبار الاصعب» اما المونديال وإما حياتهم الدراسية.

«الراي» استطلعت آراء عدد من الطلبة في جميع المراحل التعليمية بمن فيهم طلبة الجامعة، واهل الميدان، حول تزامن كأس العالم مع الامتحانات النهائية الجميع المراحل التعليمية بما فيها الثانوية العامة، ومدى امكانية تأثير ذلك على الطلبة.



بداية دعا الطالب محمد يوسف وزارة التربية الى ان تنظر بعين الرأفة الى هذه القضية المهمة وان تقوم بتقديم الاختبارات حتى لا تتزامن مع هذا الحدث المهم وحتى نتمكن من الاستمتاع بكأس العالم.

ويؤكد الطالب فهد علي «بالنسبة لي اواجه معضلة كبيرة في عملية تنظيم الوقت لاسيما وان مونديال العالم الجميع يحلم في ان يذهب لحضور هذه المباريات الشيقة خصوصا في ظل وجود عروض مغرية من قبل وكالات السفر لحضور المباريات ولكن في النهاية، الاختبارات تبقى اهم لانها ستحدد مستقبلي ولكن دون شك اعتقد انه ستفوتني احداث كثيرة.

ويضيف علي «لطالما انتظرنا هذه المباريات نظرا لاهميتها، ولكن في الوقت نفسه يبقى المستقبل امام اعيننا واطمح جاهدا للحصول على نسبة مرتفعة وهذا يأتي من خلال المذاكرة المستمرة، الامر الذي سيدفعني الى تجاهل ما يحبه قلبي واتباع متطلبات الحياة وهي ان احصل على معدل جيد يؤهلني لدخول التخصص الذي ارغب فيه وتحقيق احلامي.

وشاطره زميله سالم مطر الرأي حيث اكد انه امام اختيار صعب لاسيما انه «مولع» بالمباريات والتحديات ولكن توقيتها سيئ جدا لانها ستساهم في تدني مستواي التعليمي لانه اذا تابعت هذه المباريات فلن اركز جيدا على الدراسة وسأبذل جهودا مضاعفة، لذلك قررت ان انظم وقتي قدر المستطاع حتى لا افوت المباريات ولا المذاكرة واتمنى ان انسق بينهما.

ويشير «الى انه تم توزيع جداول الاختبارات اذ يتزامن مع اختباراتنا اهم المباريات في المونديال وهذا شيء محزن بكل تأكيد فأنا متخوف من ألّا احسن الاختيار امام هذا التحدي الصعب.

اما الطالب ابراهيم فاضل فقال لا استطيع التفريط في هذا الحدث الكروي من جهة، ومن جهة أخرى لدينا دراستنا التي تعني مستقبلنا، لذلك سأحاول التوفيق بين المباريات والامتحان بالتحضير مسبقا.

واضاف فاضل: عند فوز فريقي المفضل وهو الارجنتين وتأهله تزيد مذاكرتي واجتهادي بالدراسة وفي حال خسارته احزن, وهذا قد يشل تفكيري.

ومن جانبه، اوضح الطالب سعد العنزي، أنه محتار في كيفية التحضير للامتحانات، خاصة وأنه من اشد المشجعين للبرازيل وهي معنية بكأس العالم, مضيفا اذا كان الطالب مهتما كثيرا بالكرة فإن ذلك سيؤثر على تركيزه، أما الطالبات فلا أظن أن يؤثر ذلك عليهن.

ويقول الطالب عبدالله الناصر: جدول الامتحانات لا يضايقني لأنني معتاد على المذاكرة يوميا وفهم المواد الدراسية بشكل بسيط، وسوف أتابع المباريات بدون مشكلة أوضغط، لافتا الى انه سعيد بتشجيع فرنسا, ولا أظن أن مباراة ساعة ونصف ستؤثر على تحضير الامتحان.

وبدوره، قال الطالب عبدالله المرجان لو سنحت لي الفرصة للسفر ومشاهدة المباريات في قلب الحدث لذهبت وبدون تردد لأنها مرة في العمر، وفرصة لا تعوض كوني أشاهد فريقي المفضل مباشرة وفي المونديال للمرة الاولى.

واضاف المرجان الامتحانات ستكون عرقلة لي بين مشاهدة المباريات لكن سأجتازها بنجاح فأنا سأنسق وقتي بين الفترتين لأريح حياتي الدراسية ومشاهدة المباريات.

وخالفه الرأي الطالب محمد مندني بقوله المفترض عدم الذهاب لأن الامتحان يعني المستقبل، لكن نظرا لكوني أحب كرة القدم ولا شك ان هذا العرس الكروي يعتبر أكبر تظاهرة رياضية وأهمها في العالم.

واضاف مندني اذا اراد الطالب ان يتابع المباريات والدراسة فعليه ان يحسب وقت المباراة مع اوقات الامتحانات فان كانت متقاربة فهذه مشكلة لاسيما وانها امتحانات الفاينل والمهمة.

ويقول الطالب عيسى سالم حزنت كثيرا ان وقت الامتحانات يتزامن مع ايام المباريات لكأس العالم فانا الآن لا اعرف كيف سأنسق وقتي بين فترة الدراسة ومشاهدة المباريات.

واضاف سالم اما ان افرغ وقتي للدراسة واترك المباريات وهذا ما سيحبطني بوقت الامتحان ويجعل تفكيري كله في المباريات واما اشاهد المباريات وافشل بالدراسة!

ومن جانبه، قال الطالب خالد احمد ان ايام الامتحانات لدي بسيطة ويمكنني ان انظم وقتي واتابع المباريات ولا تؤثر على دراستي، مبينا انه لا توجد مشكلة مع جدول الامتحانات وجدول المباريات، وهناك وقت كاف للمذاكرة ومشاهدة المباريات.

واضاف احمد ان الامتحانات للمرة الاولى تصادف بداية مباريات كأس العالم التي لا يمكن لأي شخص ان يفوتها, لافتا الى ان فريقه المفضل البرازيل، داعيا لهم بالفوز للمرة السادسة.

بدوره، قال الطالب حسين محمد لاشك ان الامتحانات لها وقتها الكامل للدراسة لان الدراسة اهم من المباريات حتى وان كانت كأس العالم.

واضاف محمد: اذا كنت اشاهد المباريات واعير لها اهتماما فقد فشلت في دراستي ولا احد ينفعني في الاخير غير شهادتي, فهي التي عشت من اجلها، داعيا الله أن يوفق جميع الطلبة وان يحاولوا تنسيق الاوقات بين فترة المذاكرة ومتابعة المباريات.

ويقول الطالب فهد جابر مشجعا لفريق اسبانيا انه يعشق مباريات كأس العالم ولو لم تكن فترة امتحانات لسافرت الى جنوب افريقيا وشاهدت فريقي المفضل اسبانيا.

واضاف جابر لا استطيع ان اغمض عيني عن مشاهدة المباريات والاهداف فقد كنت انتظر بدء كأس العالم بفارغ الصبر لتحدي بيني وبين صديقي بفوز فريقي، مراهنا ان اسبانيا ستحرز الكأس.

اما الطالبات فتقول سارة وليد انني احب المباريات جدا ولكن في الوقت نفسه اهتم بدراستي، وافضل دراستي بالتأكيد على المباريات، لافتة الى ان تزامن الامتحانات وجدول المباريات له تأثير كبير على نفسية الطالب الذي يفضل منتخبه.

واضافت وليد: انني من مشجعي فريق اسبانيا لانهم محترفون بالتأكيد وستراهن على ان الفوز بالكأس اسباني، متمنيا ألّا تصادف مرة اخرى موعد المونديال القادم بفترة الاختبارات النهائية.

ومن جانبها، قالت الطالبة فرح اشكناني: انني ادرس قبل موعد مباراة المنتخب الذي افضله حتى اتفرغ لمشاهدة المباراة، ونظرا لايام الاختبارات فبالتأكيد الدراسة اهم من متابعة المونديال.

واضافت اشكناني استغرب من زميلاتي اللاتي اراهن يتابعن ويتكلمن عن المباريات بشكل خاص ومهم بالنسبة اليهن، مبينة انها بعكس صديقاتها ولا اهمية كبيرة لديها، فهي بالاخير مجرد مشاهدة وليس منتخبنا مشاركاً فيه حتى اعطي اهتماماً لها.

وتقول الطالبة سارة العنزي ان وقت المباريات غير مناسب تماما نظرا لتزامنه مع فترة الامتحانات النهائية، مبينة انها لن تشاهد فريقها المفضل لكثرة الامتحانات بالشهر نفسه، وليس هناك وقت كاف لمتابعة المباريات.

واضافت العنزي ان دراستي ستحرمني من مشاهدة فريقي المفضل ايطاليا ولكنني مجبرة على هذا الشيء، لا تفرغ

لدراستي وأتخرج وهذا هو مستقبلي فلا احد ينفعني غير الشهادة «ولا كأس عالم ولا حتى دوري».

واما عبير الكندري فتقول حتى وان كان وقت مباريات كأس العالم في الايام العادية بدون فترة امتحانات فلا اشاهدها, مبينة انها لا تعطي الرياضة أي بال.

واضافت الكندري لو كان منتخبنا الوطني مشاركا في المونديال لاجبرت على مشاهدتها واشجع منتخبنا ولكنه خرج من المنافسة قائلة «فريح بالك وذاكر وايد احسن من مجابل المباراة واخرتها خسران فريقك!».





لن تقبل الأعذار الواهية للتغيّب عن الاختبارات



قلق في «التربية» وتشدد

مع من يسافرون لمشاهدة المباريات




كشف مصدر تربوي رفيع المستوى لـ«الراي» ان ثمة تخوفا من تعمد الطلبة التغيب خلال الاختبارات واعادتها من خلال الاختبارات المؤجلة مؤكدا انه لن يكون هناك اي اختبار مؤجل دون عذر مقبول.

واشار المصدر الى وجود معلومات بأن هناك عددا بسيطا من الطلبة يعتزمون السفر لحضور المونديال، لكونهم سيجهزون أعذارا لاعادة الاختبارات «الموجلة» مؤكدا انه سيكون هناك حزم ولن يقبل اي عذر الا بعد التأكد من الحالة. واضاف المصدر: ثمة قلق شديد حيال تزامن الاختبارات مع المونديال لانه بالفعل هناك بعض الطلبة مرتبطون روحيا وعقليا مع الرفق وهذا سيعكس سلبا على ادائهم في الاختبار.

ولفت المصدر الى ان الوزارة ستقوم باعداد رسائل تربوية يومية توعوية للطلبة والتأكيد على اهمية الاختبارات لانها لن تعوض وجهد سنوات طويلة لا يجب ان يضيع هدرا لمجرد مشاهدة مبارة كرة قدم لذلك ادعو الطلبة الى وضع مستقبلهم الدراسي نصب اعينهم ولا ينجرفون وراء المباريات على حساب مستقبلهم الدراسي.

وأكد المصدر «ان وزارة التربية تطمح لان تكون النتائج النهائية للطلبة والمعدلات مرتفعة لاسيما انها وفرت الاجراءات كافة التي من شأنها زيادة التحصيل العلمي للطلبة ولكن مع وجود المونديال قد تتغير «الحسبة» لانه دون ادنى شك الطلبة امام اختيار صعب، منوها انه حتى اذا نظم الطالب وقته بين الدراسة ومشاهدة المباريات فسيكون هناك اجهاد وتعب شديد لذا على الطالب الالتزام في فروضه المدرسية لأنها اهم بكثير من المباريات.





المعلمون منقسمون

تجاه مطالب تأجيل الاختبارات




يقول المعلم احمد ناصر «ان تزامن الاختبارات النهائية للعام الدراسي مع اختبارات الثانوية العامة اخذ منحنى آخر لدى أولياء الأمور حيث ولد لديهم هذا التزامن خوفا على مستقبل أبنائهم بسبب التأثير المتوقع على تحصيل وعطاء الطلاب والطالبات في الاختبارات النهائية».

وما ينبغي أن نفكر فيه أيضا أن عملية التغيير في مواعيد الاختبارات ليست من السهولة خاصة أنها ترتبط بجدولة مسبقة لعدد من الأمور وقرارات اتخذت مسبقاً ويصعب التعديل فيها.

واشار ناصر ان ثمة اراء بتعديل الجدول وتقديم الاختبارات وانا من وجهة نظري الشخصية أرى أن هذا الطلب فيه نوع من المبالغة بالرغم من أنها فكرة جيدة لو كان قد خطط له من بداية السنة الدراسية، فمسألة تقديم موعد الاختبارات النهائية قد يسبب ربكة منهجية للطلاب والمعلمين على حد سواء. اما المعلم عايد العنزي فقال «لا شك وان وزارة التربية تعلم تماما أن معظم الطلبة من عشاق كرة القدم وبشكل كبير فاذا كانت الوزارة تستطيع تقديم الاختبارات بدون وجود أضرار في كثير من الأمور فلا بأس مؤكدا ان الوزارة حريصة على مصلحة الطلبة. وهي تطبق ما تراه مناسبا، خصوصا ان الطالب الحريص على مستقبله لن يهتم بالمباريات ولا يهمه شيء مع تحديد مستقبله ويجب علينا الالتزام والاجتهاد».





ولي أمر: سأفصل «الفضائيات»

من أول يوم للاختبارات




يقول سلطان الشمري ولي أمر طالب «نحن اولياء الامور نرى ان تزامن الاختبارات مع هذا المونديال قد

يساهم في تدني مستوى الطالب خلال الاختبارات لانه من المستحيل ان الطالب يركز في المذاكرة في حين تعرض المباريات وهناك تحد في الذات».

ويضيف الشمري انا شخصيا ارى ان هذا التزامن قد يسبب ربكة في العملية التعليمية لاسيما وانه ستتم مضاعفة جهود الطلبة الذين يحرصون على مذاكرتهم وفي الوقت نفسه يحرصون على متابعة المباريات وهذا الامر قد يسبب اجهادا كبيرا وضغطا نفسيا مؤرقا لهم، واتمنى ان تمر هذة الفترة التي قد تكون حرجة على ابنائنا الطلبة على خير.

ويؤكد الشمري انه سيقوم بفصل الفضائيات ابتداء من

اول يوم للاختبارات حتى لا يساهم سلبا في اداء ابنائه خلال الاختبارات.





الطالبات



• سارة وليد: نفسيتنا تأثرت

• فرح اشكناني: أدرس قبل موعد

مباراة المنتخب الذي أشجعه

• سارة العنزي: مجبرة على عدم مشاهدة ايطاليا

• عبير الكندري: لا أبالي بكرة القدم





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي