اغتيال «العقل المعلوماتي» في استخبارات قوى الأمن في تفجير إرهابي وحصيلة «وليمة نار» تلتهم خمسة قتلى وتجرح 42 جريحاً في بيروت
لم يكن اشتد «عود» الشمس عندما فتحت بيروت يومها على «وليمة نار» ... دوي هائل في العاشرة وخمس دقائق من صباح مأسوي، ألسنة لهب، اشلاء بشرية، سيارات متفحمة، دخان اسود، دم في كل مكان، صراخ وهلع، ركام وحفر، كأنه الزلزال مر من هنا.
انه المشهد رقم 31 على مدى نحو ثلاثة اعوام في بلاد صارت كـ «المقبرة المفتوحة» وتحول شعبها مجرد «حملة نعوش» في مسلسل قتل لا يرتوي اطل في الاول من اكتوبر 2004 واستمر يحصد رموزاً في السياسة والثقافة والاعلام والعسكر والامن، وكأن لبنان، الدولة ونخبها في مواجهة حكم مبرم بـ «الاعدام».
فالمشهد الذي صار «مألوف» حط صبيحة يوم امس في محلة الشفروليه - الحازمية عندما انفجر كمين مفخخ بـ «العقل التكنولوجي» لاستخبارات قوى الامن الداخلي (فرع المعلومات) النقيب وسام عيد، فاغتاله مع اربعة اخرين في تفجير ارهابي آخر متعدد الرسائل، كسواه من الجرائم «المتمادية» التي «تعودها» لبنان.
كأن جرائم التفجير اصبحت «اسبوعية»، فاغتيال النقيب عيد تحت جسر الشفروليه جاء بعد عشرة ايام على التفجير الذي استهدف السيارة الديبلوماسية التابعة للسفارة الاميركية على المدخل الشمالي لبيروت (3 قتلى) وبعد 15 يوماً على استهداف سيارة تابعة لليونيفيل المعززة على المدخل الشمالي لمدينة صيدا، وبعد 44 يوماً على اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرنسوا الحاج في بعبدا.
انه التفيجر الثاني الذي يستهدف فرع المعلومات في قوى الامن بعد الاول الذي «كمن» للمقدم سمير شحاده، الرجل الثاني في هذا الجهاز في الرميلة، على المدخل الشمالي لمدينة صيدا في 5 سبتمبر من العام 2006، وهو ما ادى يومها الى استشهاد اربعة من مرافقيه قبل ان يصار الى «تحييد» شحاده بارساله الى كندا.
واشارت المعلومات الى ان عيد حل في موقع شحاده وتابع الملفات التي كانت موكلة للاخير، فهو «ضابط الارتباط» بين قوى الامن اللبنانية ولجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والجرائم الاخرى التي تلته، مما يجعله بمثابة «صيد ثمين» ...
عشية التفجير، اي قبل ساعات منه كان القطب البارز في حركة «14 مارس» وليد جنبلاط يحذر عبر شاشة «العربية» من عمليات اغتيال وتخريب تستهدف المحكمة الدولية، وهي تحذيرات تردد صداها مع صوت الانفجار الذي هز بيروت، قبل ان ينقشع الغبارعن نبأ اغتيال «ضابط الارتباط» مع لجنة التحقيق الدولية.
وثمة من رأى في بيروت، في اغتيال الضابط عيد، رسالة مزدوجة عشية استحقاقين: اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً الاحد في القاهرة، وقرب تعيين قضاة المحكمة الدولية، وهو الامر الذي كشف عنه المستشار القانوني للامين العام للامم المتحدة نيكولا ميشال امس. وكان الانفجار ادى الى اشتعال سيارات عدة وتحطيم زجاج النوافذ المجاورة.
وشوهدت اشلاء بشرية على الطريق بين السيارات المفتحمة واخرى كانت ما زالت مشتعلة وأحدث الانفجار دوياً هائلاً أدى الى تحطم زجاج في دائرة تتجاوز كيلومتر فيما توقفت خطوط الاتصال الأرضية لفترة طويلة، ولم تعد إلا تتلقى وبصعوبة، وهو الأمر الذي بلغ تأثيره مطار بيروت الدولي.
وفور وقوع الانفجار ضربت القوى الامنية طوقا حول المكان الذي امتدت فيه ألسنة اللهب المندلعة في عدد كبير من السيارات التي كانت متوقفة او المارة في المحلة وتفقد الموقع كل من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، قائد الشرطة القضائية العميد انور يحيى، النائب العام التمييز القاضي سعيد ميرزا، قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد.
وأكد اللواء ريفي بعد تفقده الموقع ان الانفجار استهدف النقيب الشهيد وسام عيد «من أهم الضباط في شعبة المعلومات وكان معه فقط مرافق واحد»، لافتاً إلى أن «هناك ضحايا أبرياء أيضاً».
وأكد أنه «بعد استهداف العميد فرانسوا الحاج في الجيش، استهدف ضابط مهم جدا في قوى الأمن الداخلي، ونحن مستمرون في مهمتنا بحماية هذا البلد، ولن تردعنا أو تخيفنا أي عملية استهداف».
وأكد ريفي أن «الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة وقد بدأ الخبراء بتحديد حجم الحفرة لتحديد كمية المتفجرات»، مؤكداً أن «الرسالة وصلت، إنها رسالة إرهابية لنا عبر استهداف النقيب المهندس الشهيد عيد الذي كان يعمل على كل الملفات التي لها علاقة بالتفجيرات الإرهابية وله دور تقني فيها».
وحضر الى مكان الانفجار ايضا رئيس قسم المباحث الجنائية العلمية مع فريق من الخبراء ومفرزة اقتفاء الاثر مع مجموعة من الكلاب البوليسية المدرّبة على كشف الانفجارات وبدأت على الفور العمل حول الحفرة التي خلفها الانفجار وتمكنت بمعاونة رجال التحري والاستقصاء من العثور على محرك سيارة «بي أم» وعلى قطع من سيارة «نيسان» على بعد 50 متراً. وبوشر العمل على فحص ارقام هياكل السيارات لمعرفة مالكيها وتحديد السيارة التي وضعت فيها المتفجرات.
وتحدثت معلومات عن امكان ان يكون الانفجار ناجما عن حقيبة وضعت الى جانب سيارة الـ «بي أم» التي تضرّرت بشكل كبير. وحضر صاحبها وتبين ان أوراقها شرعية وأخضع للتحقيق.
وأشارت المعلومات الى ان حجم العبوة بلغ قرابة 60 كيلوغراماً من المتفجرات أحدث حفرة قطرها 5 امتار و60 سنتيمتراً وعمقها متر ونصف المتر تقريباً.
وأوقفت القوى الامنية عدداً من الاشخاص الذين كانوا في مكان الانفجار بينهم شخص كان يرتدي سترة إسعاف واستنابت السلطات القضائية المختصة القوى الامنية بإجراء البحث والتحري والاستقصاءات لمعرفة المعلومات التي تنير التحقيق.
واشارت مصادر امنية الى ان مجهولا اتصل صباحا بمديرية قوى الامن وابلغ عن وجود قنبلة على مدخل احدى المدارس في منطقة مار تقلا ـ الحازمية فتوجهت على الفور العناصر الامنية الى المحلة وفي هذا الوقت وقع الانفجار، ما فسّر بمحاولة لإلهاء القوى الامنية.
وقال وزير الداخلية حسن السبع: «ان الحملة التي تستهدف قوى الامن الداخلي وخصوصا فرع المعلومات هي نتيجة العطاء والنتائج التي حققها هذا الفرع, والنقلة النوعية لقوى الامن من العام 2005 حتى الان».
وقال: «ان النقيب عيد هو من اهم الضباط في فرع المعلومات وسبق ان استهدف بقنبلة على منزله كما استهدف عند مداهمة شارع المئتين في طرابلس (عملية دهم لاعتقال عناصر اصولية) وهذه ثالث محاولة يستهدف بها»، مشيراً الى انه وباستشهاد اللواء فرانسوا الحاج، واستشهاد النقيب عيد مع المرافقين والمواطنين، يحاولون ضرب العمود الفقري للدولة اللبنانية الذي هو الامن، والمتمثل بالجيش وقوى الامن الداخلي، وبقية الاجهزة الامنية، لكن هناك تصميما وارادة على العمل نحو الهدف الذي هو الاستقلال والحرية».
واعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه في بيان اصدرته ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان اتصل بالوزير السبع، واللواء ريفي معزياً بالنقيب عيد، والشهداء الذين سقطوا بفعل العمل الاجرامي (...)».
وفي بلدة دير عمار مسقط رأس الشهيد عيد خيّمت اجواء من الحزن والغضب فور شيوع الخبر ونفذ الاهالي تظاهرة استنكار احتجاجا على اغتياله، كما قاموا بإحراق الاطارات على طول الطريق الدولية التي تربط دير عمار بعكار وطرابلس ما ادى الى قطعها في الاتجاهين، وسجل انتشار كثيف للجيش اللبناني في محيط ثكنته في عرمان.
وبعد اتصالات مع وزير الشباب والرياضة احمد فتفت واللواء اشرف ريفي، اعيد فتح الطريق الدولية بعد 3 ساعات على اغلاقها.
من جهتها، اعادت قوى الامن الداخلي فتح الطريق امام السيارات مستخدمة جرافات لازالة الاطارات المشتعلة ما سهل عملية المرور.
عيد مسؤول عن كل ملفات التفجيرات
وكشف هوية مفجري «عين علق»
| بيروت - «الراي» |
مع «تفجير» النقيب في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وسام عيد، قفزت الى الأضواء «المهمات الحساسة» التي كان يضطلع بها و«الإنجازات» التي ساهم في تحقيقها في هذا الجهاز «القريب» من الأكثرية والذي سبق ان تعرّض لحملات قاسية من فريق «8 مارس».
عيد (مواليد 1976 - دير عمار الشمال)، الذي تمّت ترقيته فور استشهاده الى رتبة رائد، كان قبل اغتياله يتولى مهمّة رئيس المكتب الفني في مصلحة الاتصالات وشعبة المعلومات، ويُعتبر من أهمّ الضباط في هذا الفرع «وكان يعمل على كل الملفات التي لها علاقة بالتفجيرات الإرهابية (التي تضرب لبنان منذ اكثر من ثلاثة اعوام) وله دور تقني فيها»، على ما أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بعد تفقده موقع الجريمة.
على ان المعلومات التي توافرت لاحقاً عن الرائد الشهيد (العازب) الذي دخل السلك العام 2001 برتبة ملازم مهندس، أظهرت انه كان قريباً من رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وكان رئيس فريقه الامني وأمدّ لجنة التحقيق الدولية بمعلومات عدة حول هذه الجريمة التي كان مكلفاً متابعة التحقيقات فيها (فرع المعلومات له دور كبير في التنسيق مع التحقيق الدولي)، على ما قال ديبلوماسي عربي قريب من ملف اغتيال الحريري.
وعُلم ان عيد، الذي سبق ان عمل في مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية، كان مسؤولاً عن جهاز التنصت في فرع المعلومات (المسؤول عن ملاحقة المجموعات المسلّحة والارهابية في لبنان)، وعن ملف تحليل الاتصالات الخليوية في جريمة اغتيال الحريري، وهو الملف الذي اعتُبر محورياً في مختلف التقارير التي صدرت عن المحققين الدوليين ديتليف ميليس وخلَفه سيرج براميرتس.
وفي حين تحدثت معلومات غير مؤكدة عن ان الرائد الشهيد كان عائداً عند اغتياله من اجتماع مع لجنة التحقيق الدولية (مقرها في المونتفردي - المتن)، اشارت تقارير الى ان «مسؤوليات» عيد توسّعت بعد تعرُّض الرجل الثاني في فرع المعلومات المقدم سمير شحادة لمحاولة اغتيال في 5 سبتمبر 2006 نجا منها بأعجوبة.
ومعلوم ان عيد سبق ان تعرّض لمحاولة اغتيال في 11 فبراير 2006 بقنبلة يدوية على المبنى حيث يقطن في حي الاميركان قرب غاليري سمعان (مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت) على خلفية توقيفات لعدد من العناصر الأصولية.
وعلمت «الراي» ان عيد هو الذي كشف اللثام عن جريمة تفجير حافلتي نقل الركّاب في بلدة عين علق (المتن الشمالي) بعيد وقوعها في 13 فبراير من العام 2007 حيث استطاع رصد الاتصالات الهاتفية التي تمّت بين الجناة الفارين، وأدّت إلى توقيف أحدهما قبل أن تكرّ سبحة التوقيفات في إنجاز وحيد لقوى الأمن طوال مسلسل التفجيرات والاغتيالات التي تضرب لبنان. وهذا ما استدعى ترقيته بشكل استثنائي، قبل أن يصبح معروفاً بضلوعه في تحليل الاتصالات الضرورية بعيد كل عمل تخريبي، فضلاً عن إلمامه بأرشفة الكمبيوتر ونجاحه في هذا المضمار.
وتردّد بأنّ عيد كان متوجّهاً للاجتماع مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في مقرّها في «المونتيفردي»، باعتبار أنّه ضابط ارتباط بين اللجنة وقوى الأمن، وهو المركز نفسه الذي شغله اللواء أشرف ريفي قبل تعيينه مديراً عاماً لقوى الأمن، وهو ما لم يؤكّده أو ينفيه أحد بسبب التكتّم الشديد الذي دأب عيد على اعتماده في تحرّكاته وتنقّلاته وعمله، ولم ينفع في إبقائه حيّاً، ما يدلّل على المراقبة اللصيقة التي خضع لها، وما ينمّ عن اشتراك فريق عمل كامل، وأكثر من شخص، في عملية الاغتيال، سواء لناحية الرصد والمتابعة، أو لجهة تجهيز السيّارة المفخّخة وتهيئتها واختيار مكان ركنها على مرأى من المارين، ومن دون معرفتهم بما ينتظرهم من أهوال ومآس، وهذا مؤشّر خطر باعتراف غير مسؤول أمني.
ويبدو بحسب مصادر أمنية، أنّ الرائد عيد كان يسلك هذه الطريق مراراً في حركته اليومية، بدليل استقرار رأي الجناة على اغتياله هناك، مع أنّه توجد طرق أخرى تؤدّي إلى منزله الجديد في السبتية، والذي انتقل إليه بعيد تعرّضه لمحاولة اغتيال في منزله القديم في حيّ الأميركان في منطقة الحدث في فبراير 2006 وكان برتبة ملازم أوّل.
ودأب النقيب عيد على لقاء أعضاء لجنة التحقيق وتزويدهم بالمعلومات والمعطيات المتوافرة لدى «فرع المعلومات» من جرّاء تحقيقات أجراها في غير ملفّ يتعلّق بشبكات ومجموعات مرتبطة بتنظيمات إرهابية.وفي 20 مايو 2007 كان عيد في عداد الفرقة التي تولّت اقتحام شارع المئتين في طرابلس (الشمال) غداة سرقة مجموعة من «فتح الإسلام» مصرفاً في منطقة اميون (الشمال)، وقد أصيب بجروح خلال المواجهة التي فجّرت «حرب البارد» بين الجيش اللبناني وتنظيم شاكر العبسي والتي استمرت حتى 2 سبتمبر الماضي.
ويذكر ان الرقيب أسامة مشهور مرعب الذي سقط مع عيد من مواليد 1977 ( البيرة - عكار)، متأهل، وله ولدان، وكان يعمل في مصلحة الاتصالات (مكتب المشاغل المركزية) وشعبة المعلومات.
أسماء القتلى والجرحى
الشهداء هم النقيب وسام عيد، الرقيب أول أسامة مرعب، المحامي ايلي فارس، والآن صندوق، وسعيد سعيد عازار.
اما الجرحى الذين عولج 33 منهم في «الطوارئ» وبقي 8 في المستشفيات فعُرف منهم: جورج ابو حرب ، وديع صقر ، زينة خوري، ليليان سركيس، جويل حجار، ربيع رعد، محمد هرموش، غسان ديب، انطوان بو فرحات، روني شكر الله، خالد خير، رنا نجم، بيار ابي ضرغم، رجا المغربي، محمد علي ماجد، سيدة الياس نجيم، علي احمد صالح، محمد خليل سلوم، لينا خليل أرزوني، ماري تريز ابو عون، ايليانا نجم، جميل سليم طرزي، ماريا عمون فارس، نزيهة سليمان نعمة، فيكتور غطاس ، غالب سعيد الهندي، عفيف خليل داغر، ربيع خالد عبود.
«14 مارس»: الجريمة رسالة
إلى اجتماع القاهرة
حمّل فريق «الرابع عشر من مارس» النظام السوري مسؤولية اغتيال النقيب وسام عيد، واضعاً الجريمة في اطار «الرسالة الواضحة لاجتماع وزراء الخارجية العرب» المقرر غداً لبحث الأزمة اللبنانية، مناشداً العرب «وجوب رفع يد النظام السوري عن لبنان، وتعطيل مخطط الاستيلاء مجددا على قراره الوطني المستقل».
وفي هذا الإطار، اعلن زعيم الغالبية النائب سعد الحريري «ان يد الغدر وآلة القتل امتدّت مجددا، لتنال من النقيب الشاب الشهيد وسام عيد المعروف بسجله الناصع في كشف جرائم الإرهاب والتخريب، وملاحقة أدواتها في لبنان»، وقال: «انه استهداف يطاول مرة اخرى، قوى الامن الداخلي، ومؤسسة أمنية بارزة هي شعبة المعلومات التي لطالما كانت هدفا لحملات سياسية وإعلامية، محلية وإقليمية، شاركت فيها ولفترات طويلة أجهزة إعلام النظام السوري ومواقع الانترنت التابعة له».
اضاف: «لبنان ليس ساحة لتصفية حسابات النظام السوري ونحن من موقعنا الوطني، ندعو اللبنانيين الى الالتفاف حول الجيش وقوى الامن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية المعنية بحماية لبنان، ونقول للارهابين القتلة، ان مسيرة الشهداء الأبرار، وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مسيرة الاستقلال والحرية والعروبة والسيادة، لن تتوقف مهما أمعنوا في ارتكاب الجرائم، ومن يعمل للوقوف في وجهها فلا يلومن الا نفسه بعد اليوم».
وأشار وزير الاتصالات مروان حمادة الى ان المنطقة التي تشهد وقوع انفجارات أخيرا «تثير الشكوك لانها قريبة من المربع الامني الذي لا يخضع لسلطة الدولة» في اشارة الى الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل «حزب الله»)، وقال: «هذه المنطقة يمكن الدخول اليها والخروج منها الى مناطق امنية خارج سيطرة الدولة اللبنانية وهذا ما عطّل (كشف الحقيقة) ربما في الانفجار الاول، اذا عدنا الى اكتوبر 2004 يوم استهدافي. اذا تطرح علامات استفهام حول هذه الدائرة في موضوع فرانسوا الحاج وفي موضوع وسام عيد وربما في كمين الكرنتينا عن قدرة القوى الامنية على ضبط الامور ما دامت هناك مربعات امنية».
واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع «ان لبنان يتعرض لحرب غير معلنة، ولن نسمح بوقوع وطننا في قبضة الارهاب، وقبضة من يريد معاودة الاستيلاء عليه».
وحول توقيت الجريمة قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب؟ قال: «يمكن ان تكون رسالة موجهة الى هؤلاء الوزراء من فريق عربي يحذر «من الاقتراب منه» للفت انتباههم لجهة مضمون بيان مؤتمرهم».
اسبانيا تندد بالاعتداء «الوحشي»
مدريد- ا ف ب - نددت الحكومة الاسبانية بـ «الاعتداء الارهابي الوحشي» في بيروت.
وجاء في بيان للخارجية الاسبانية «ان الحكومة الاسبانية تندد بشدة الاعتداء الوحشي المقترف هذا الصباح في بيروت». واعربت مدريد عن املها في ان يتم «توقيف (مرتكبي الاعتداء) واحالتهم على القضاء».
العماد سليمان زار نصرالله
واتصل بالرئيس الأسد
| بيروت - «الراي» |
لفت امس في بيروت الاعلان عن ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان «المرشح التوافقي» لرئاسة الجمهورية اجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الاسد والقيادة العسكرية السورية.
وجاء هذا «النبأ» بعد معلومات عن ان العماد سليمان التقى في الايام الاخيرة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وناقش معه التطورات الجارية في البلاد.
وربطت دوائر مراقبة في بيروت بين حركة العماد سليمان في اتجاه «حزب الله» وسورية بـ «تراجع» سورية والمعارضة عن دعمه كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية.
وكانت تزايدت المعلومات اخيراً عن ان دمشق «تداولت» مع باريس باسماء مرشحة للرئاسة غير العماد سليمان، عبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم ال ثاني.
وفي وقت اكدت باريس تمسكها بالمبادرة العربية التي تنص في بندها الاول على الانتخاب الفوري للعماد سليمان، اعلنت قوى الاكثرية في بيروت رفضها مناقشة اي اسماء اخرى مرشحة للرئاسة وتمسكها بالعماد سليمان.
وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» الحكومية امس ان «العماد سليمان اجرى اتصالات هاتفية بالرئيس الاسد والقيادة العسكرية السورية»، مؤكداً «استمرار التواصل الاخوي والتنسيق بين البلدين والجيشين الشقيقين».
خادم الحرمين طالب بالاتفاق والتوافق لعدم إتاحة الفرصة لنجاح
مخططات من لا يريد للبنان خيرا
| بيروت - «الراي» |
غداة لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، اجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة محادثات امس في السعودية مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكبار المسؤولين تناولت الاوضاع في لبنان والمبادرة العربية عشية اجتماع القاهرة الذي سيناقش تقرير الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول مهمته في بيروت ودمشق لحل الأزمة اللبنانية.
وقال(ا ف ب)، السفير اللبناني في الرياض مروان زين ان «خادم الحرمين الشريفين اكد دعم المملكة للبنان وللتوافق بين جميع اللبنانيين واكد التمسك بالمبادرة العربية التي اجتمع عليها العرب ووافقت عليها كل الدول العربية وفق البرنامج المطروح والقاضي بانتخاب العماد ميشال سليمان كرئيس في اسرع وقت».
وكان السنيورة وصل امس، الى الرياض اتيا من القاهرة.
اضاف السفير اللبناني من جهة ثانية ان «خادم الحرمين الشريفين عبر عن ادانته الشديدة للتفجير الذي حصل اليوم (أمس) وطالب اللبنانيين بالاتفاق والتوافق من اجل عدم اتاحة الفرصة لنجاح مخططات من لا يريد للبنان خيرا».
البيت الأبيض «يدين بشدة»
واشتطن - ا ف ب - دان البيت الابيض بشدة امس، الاعتداء الذي وقع قرب بيروت، وندد بالمحاولة الجديدة لتأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية، متجنبا في الوقت نفسه اتهام سورية.
لندن: التفجير الجديد
يجب ألا يوقف التحقيقات
لندن - ا ف ب - دانت بريطانيا التفجير في بيروت داعية الى مواصلة التحقيقات في الاغتيالات السياسية التي حصلت في لبنان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية «هذا اعتداء جديد، يأتي في اعقاب سلسلة من الاعتداءات (ارتكبها) اولئك الذين يريدون زعزعة استقرار لبنان». اضاف ان النقيب عيد «تعاون مع الامم المتحدة في التحقيق في سلسلة اغتيالات سياسية مهمة حصلت في لبنان. ان مقتله يجب الا يكون سببا لوقف البحث عن العدالة في هذا التحقيق المهم».
فيلتمان: عون حوّل مساره
و«حزب الله» دولة داخل دولة
| بيروت - «الراي» |
أعرب السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان عن «الاشمئزاز من الهجمات المخزية المستمرة ضد المؤسسات الديموقراطية في لبنان من جانب الذين يسعون إلى إرجاع عملية صنع القرار إلى دمشق وحلفائها»، مبدياً حزنه «لكون أعلى منصب في البلاد، لا يزال شاغرا، لأن أصدقاء سورية يستخدمون مطالب غير دستورية لمنع الانتخابات»، مشدداً على «ان التزام الولايات المتحدة بلبنان غير قابل للتفاوض، والإدارة الأميركية سواء الجمهورية أو الديموقراطية لن تساوم عليه».
كلام فيلتمان جاء خلال حفل عشاء تكريمي أقامه على شرفه رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع لمناسبة قرب مغادرته لبنان، ولفت فيه انتقاده العلني «الأول» لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون على خلفية تحالفه مع «حزب الله»، اذ قال: «نظراً لمواهب وعقول اللبنانيين، فإن الأدبيات الشعوبية التي تزرع الكراهية وتبنى على الغيظ لن تعمي الناس إلى الأبد عن حقيقة أنهم يُستغلون ويستخدَمون في مؤامرة إيرانية - سورية لتقويض ديموقراطية لبنان وتغيير طابع مؤسساته الدستورية إلى الأبد. إن مصير هذه المؤامرة سيكون الفشل. وعند نقطة ما، إن أولئك الذين لعبوا دورا مهماً في المطالبة بخروج سورية من لبنان، لكنهم في وقت لاحق انفصلوا عن 14 مارس، سيرون أن تحالفهم الراهن ليس في موقعه الطبيعي ولا ينسجم مع تطلعاتهم الوطنية تجاه بلدهم. وأعتقد أنه، في نهاية المطاف، سيدركون، أنهم في تحويل مسارهم ، ساعدوا عن غير قصد في وضع قناع على مشكلة لبنان الحقيقية، ألا وهي أن دولة ممولة إيرانياً داخل الدولة لديها السيطرة الكاملة على موضوع الحرب والسلم، وهي ترفض جميع محاولات إخضاعها للشفافية والمحاسبة العامة».
أبو الغيط: تصور مغلوط اعتقاد البعض
أن الاغتيالات يمكن أن تحسم الأزمة
| القاهرة - من أحمد الطاهري وربيع حمدان |
دان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التفجير، «التفجير الإرهابي» الذي وقع في بيروت صباح أمس، مشيرا إلى أن حملة الاغتيالات التي يشهدها لبنان «باتت أمرا لا يمكن القبول به ولا يصح السكوت عنه».
وأكد أن «تصور البعض أن الاغتيالات يمكن أن تحسم تسوية الأزمة الحالية لمصلحته هو تصور مغلوط ولن يؤدى إلا إلى المزيد من الإصرار العربي والدولي بإنهائها».
فرنسا تدعو الأسرة الدولية لوضع حد
للمحاولات القاتلة لزعزعة استقرار لبنان
| بيروت - «الراي» |
استنكرت الخارجية الفرنسية بشدّة اغتيال النقيب في فرع المعلومات وسام عيد، لافتة الى انه «بعد البرلمان والجيش، يتم استهداف مؤسسة اخرى مهمة لاستقرار لبنان وأمن شعبه بشخص مسؤول رفيع في قوى الامن الداخلي».
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان وُزع في بيروت: «ان باريس تدين هذه المحاولات القاتلة المتكررة لزعزعة الاستقرار في لبنان، وتدعو الاسرة الدولية الى وضع حد لها».
ودانت السفارة الاميركية في لبنان الجريمة التي اعتبرتها «هجوماً مباشراً وشائناً ضد لبنان الدولة والمؤسسات».
سولانا يندد بالاعتداء «الدنيء»
بروكسيل - أ ف ب - دان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الاعتداء «الدنيء» في لبنان ورأى فيه محاولة أخرى لزعزعة استقرار هذا البلد.
وأعلن سولانا في بيان «مرة أخرى أدين بأشد العبارات السلسلة المتواصلة من الاعتداءات بالقنابل في بيروت».
أضاف «من الواضح ان النية الرئيسية من تلك الهجمات هي زعزعة الاستقرار، ففي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود بكل حسن نية لتشجيع الحوار يسعى آخرون بجدية لاستمرار برنامج مشؤوم».
الحفرة التي خلفها الانفجار أمس (رويترز)
لبنانية تبكي بعد سماعها بمقتل ابنها في الانفجار (د ب ا)