مصر تنظم الدخول والخروج من غزة بعد مناشدة أميركية ومبارك مستعد لاستضافة حوار بين «فتح» و«حماس»

تصغير
تكبير
| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة | | القاهرة - «الراي» | بدأت قوات الامن المصرية، أمس، تدريجيا في اغلاق الحدود بين مصر وقطاع غزة عبر تنظيم عملية الدخول والخروج بعد تدفق مئات الالاف من الفلسطينيين الى الاراضي المصرية خلال اليومين الماضيين ومطالبة الولايات المتحدة باستعادة السيطرة عليها خلال أيام، رغم قيام ناشطين فلسطينيين مستخدمين جرافة بفتح ثغرة جديدة في الجدار الحدودي، ما دفع العشرات الى التدفق عبرها الى الجانب المصري من دون أن يتدخل رجال الشرطة المصريون.

وأعلنت قوات الامن المصرية (ا ف ب، رويترز، يو بي اي، د ب ا، كونا) عبر مكبرات الصوت في رفح الحدودية وفي مدينة العريش المجاورة ان الحدود ستغلق في الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13.00 تغ).


وقال مصدر امني رفيع المستوى ان «هذا التحذير يستهدف الى دفع مئات الالاف من الفلسطينيين الذين دخلوا الاراضي المصرية خلال اليومين الماضيين الى العودة الى غزة تمهيدا لاعادة غلق الحدود تدريجيا».

واوضح ان «قوات الامن المصرية اغلقت بوابة صلاح الدين امام الفلسطينيين القادمين من القطاع وهي الممر الرئيسي الذي يعبرون منه الى الاراضي المصرية».

وافاد شهود ان صدامات وقعت في بعض المناطق الحدودية بين قوات الامن المصرية والفلسطنيين التي استخدمت خراطيم المياه وهراوات كهربائية لصدهم.

وامتلأت المساجد والأماكن العامة بآلاف الفلسطينيين الذين قضوا، ليل أول من أمس، في الجانب المصري، ما أدى إلى وجود حال استنفار في هذه المساجد لجمع التبرعات وتقديم الوجبات الغذائية للفلسطينيين.

وعبرت إلى قطاع غزة، أمس، قافلة إغاثة عاجلة تابعة لنقابة أطباء مصر. وتضم أربع شاحنات تقل نحو 40 طناً من اللحوم وكميات متنوعة من المواد الغذائية ومواد الإغاثة العاجلة ونحو ستة أطنان من الأدوية.

وأكد الرئيس حسني مبارك مجددا في تصريحات لصحيفة «الأسبوع» المصرية تنشرها اليوم، انه «سمح للفلسطينيين بالدخول لشراء حاجياتهم من داخل رفح وسيناء، شريطة الا يحمل اي منهم سلاحا او ذخيرة».

واكد ان «اقتحام المعبر وتدفق الفلسطينيين هو نتيجة مباشرة للحصار، وإجراءات العقاب الجماعي الاسرائيلية وإنني أتمنى حل هذه المشكلة فورا، وفك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني لأن مصر لا يمكنها ان تسمح ابدا بتجويع الشعب الفلسطيني».

وأكد ان بلاده على استعداد لاستئناف وساطتها بين حركتي «فتح» و «حماس» لتسوية الخلافات التي «لا تضعف الموقف الفلسطيني، فحسب بل تضعف المفاوض العربي الذي يسعى الى ايجاد حل للقضية الفلسطينية بالاتفاق مع الاطراف الدولية». 

وتأتي الاجراءات المصرية غداة تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي طالبت فيها الحكومة المصرية باعادة فرض سيطرتها على الحدود مع القطاع. وقالت رايس،: «ادرك انه وضع صعب بالنسبة اليهم لكنها حدود دولية ومن الضروري حمايتها وأعتقد ان المصريين يدركون ذلك».

وصرح الناطق باسم الخارجية الاميركية توم كيسي للصحافيين ان السفير الاميركي في القاهرة فرانك ريكياردون تحدث الى مبارك وغيره من المسؤولين المصريين في شأن الوضع.

وفي دمشق، دعت الفصائل الفلسطينية المعارضة في بيان ختامي صدر عن مؤتمر هذه الفصائل، أمس، مصر الى عدم اغلاق معبر رفح «استجابة للضغوط الاميركية» وطالبتها في المقابل بالقيام بـ «خطوات اضافية لتسهيل مرور» الفلسطينيين.

وشدد البيان على «الرفض القاطع لنتائج مؤتمر انابوليس والتأكيد ان فريق اوسلو لا يمثل الاجماع الفلسطيني وغير مفوض الحديث باسم شعبنا في الداخل واماكن الشتات ودول الاغتراب». واكد «الرفض القاطع لسياسة فريق اوسلو التي ينتهجها ضد المقاومة ولا سيما (رئيس الحكومة في السلطة الفلسطينية) سلام فياض واجهزته الامنية»، ودان «اي اعتداء على المقاومين واعتبارهم ميليشيا خارجة عن القانون».

الى ذلك، أعلن الجيش الاسرائيلي، ليل أول من أمس، انه رفع «درجة التأهب» على طول الحدود مع مصر خوفا من هجمات قد يشنها مسلحون فلسطينيون تمكنوا من دخول مصر.

وفشل مجلس الامن مجددا، أول من أمس، في التوصل الى تسوية في شأن بيان يدعو اسرائيل الى انهاء حصار غزة والفلسطينيين الى وقف اطلاق الصواريخ.

وبعد مشاروات استمرت يوما كاملا بين الخبراء والسفراء، قرر المجلس مواصلة اجتماع جديد لمحاولة تجاوز الاعتراضات الاميركية على النص الذي وافقت عليه الدول الـ 14 الاخرى الاعضاء في المجلس.

واتهم سفير سورية بشار الجعفري الولايات المتحدة بمحاولة «تسييس قضية انسانية ومحاولة تصوير الضحايا على انهم سبب المشكلة والعكس بالعكس».

في غضون ذلك، ذكر مسؤولون اسرائيليون ان رئيس الوزراء ايهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ينويان الاجتماع غدا لمناقشة سبل المضي قدما في محادثات السلام.

من ناحيتها، ذكرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، أول من امس، انه «لا يمكن الزامها بجدول زمني أميركي للسلام وان الفلسطينيين بحاجة الى اظهار ان لديهم حكومة تتحلى بالمصداقية لتحكم اي دولة مستقلة في المستقبل».

وقالت امام مجموعة من رجال الاعمال والزعماء السياسيين في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا: «لا أحبذ الجدول الزمني لانه يمكن ان يؤدي الى شعور بالاحباط».

واثارت تصريحاتها استياء رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي قال ان «الفلسطينيين سيفقدون الامل اذا لم يكن هناك جدول زمني للتوصل الى اتفاق نهائي».

وأعلن مصدر في الشرطة الاسرائيلية ان الشرطة انتشرت بكثافة، أمس، في القدس الشرقية خوفا من اندلاع اعمال عنف بعد انتهاء صلاة الجمعة في الحرم القدسي نتيجة الحصار على غزة.

وفي عمان، تظاهر آلاف الأردنيين، أمس، وسط العاصمة تضامنا مع سكان غزة. وشارك ما يزيد على ثلاثة الاف شخص في تظاهرة انطلقت من امام المسجد الحسيني وسط عمان، تلبية لدعوات من احزاب معارضة، أبرزها حزب «جبهة العمل الاسلامي»والنقابات المهنية.

ميدانيا، قتل اربعة ناشطين في «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، بينهم اثنان من قادتها الميدانيين فجر أمس، في غارات اسرائيلية على القطاع.

وذكر مصدر طبي ان «محمد حرب (30 عاما) ومساعده سامي الحمايدة (20 عاما) استشهدا وجرح شخصان آخران عندما سقط صاروخ اطلقته طائرة على سيارتهما في رفح، وهما من قادة حماس الميدانيين».

وكان مصدر طبي أكد ان «ابراهيم العبسي وهو في العشرينات من العمر وفلسطينيا آخر استشهدا بصاروخ اطلقته طائرة عليهما في رفح» ليل أول من أمس.

وفي الضفة الغربية، قتل فلسطينيان، ليل أول من أمس، بعد مهاجمتهما مدرسة في مستوطنة «كفار عتصيون» جنوب القدس وشرطي اسرائيلي في هجوم آخر في القدس الشرقية. والشرطي هو اول قتيل اسرائيلي منذ سنوات عدة في القدس.

وافادت مصادر امنية ان القتيلين محمد صبارنة (21 عاما) وابن عمه محمود صبارنة (20 عاما) كانا عضوين في حركة «حماس» من قرية بيت أمر في منطقة الخليل.

كما قتل محمود عواد (18 سنة) في قرية بيت أمر برصاص وحدة من الجيش كانت تقوم بعملية في القرية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي