هذا الاسبوع هو اسبوع المعلم، والمعلم هو المدرس الذي يقوم بتعليم ابنائنا وليس معلم الشاورما، والفول، والفلافل المحترمين، لماذا اسبوع المعلم؟ لانه في هذا الاسبوع يستلم راتب اربعة اشهر كاملة، يسدد ثلاثة أرباعها للبنوك والشركات والديون..!
في هذا الاسبوع تعرف المعلمين من اشكالهم، وابتسامتهم، فتراهم في محلات الالكترونيات يهيمون لشراء تلفزيون او ثلاجة او لابتوب للصيف، او تراهم يقزون في سوق الوطية بحثا عن بلد بارد هربا من الصيف ولو لايام، او تراه مرتز في مطعم فاخر ويأكل بمزاج، ويعطي الجرسون بقشيشا محترما، المهم تسعون في المئة ممن تشاهدهم يفترون في الاسواق في هذا الاسبوع هم مدرسون، اما المدرسات فيحجزن عند اقرب طبيب تجميل!
اسبوع واحد ويرجع بعدها انساناً طبيعياً ... وبعد شهرين انتبه جيدا، فكلما يتصل بك مدرس، اعلم انه يريد سلفة خاصة، مع رمضان والعيد وقد اعذر من انذر!
المدرس مسكين لا وزيرة عنده تدافع عنه، ولا مسؤولون يهتمون به، ولا اولياء امور يقولون له شكرا معلمي لانك تعبت من اجل ابنائنا، ومسكين لان الوزارة مشغولة بلجانها ومؤتمراتها، واخرها ملتقى «انت قلبي»، نعم الملتقى اسمه «انت قلبي»، وليس فيلماً عربياً بطولة عماد حمدي وفاتن حمامة، ومسكين لان الوزارة تريد ان تطور بالملايين المهدرة، فتريد ان تبني مدارس بالطاقة الشمسية والغبارية، وتريد توزيع تلسكوبات، وتريد بناء محطة فضاء لتطلق الصواريخ بالوقود الهيدروجيني، المهم تريد ان تصرف الملايين.
المدرس مسكين ومحبط وصاكة في الدنيا، وهو يشاهد الكوادر وزعت على جميع الموظفين والمراسلين والمؤذنين والمهندسين من خريجي الفيليبين بالآلاف، وهو دايخ السبع دوخات على خمسين ديناراً زيادة، ومئتي دينار مكافأة يطلعون عينه قبل صرفها، والمدرس في الفترة المسائية مثل عمال النظافة لم يستلم معاشه من اشهر، ولا ينقصهم سوى التظاهر عند سفارة الكويت، ولكن مع الاسف لا سفارة للكويت هنا!
المدرس مسكين من اجل ان يحول من مدرسة الى مدرسة يحتاج الى الف توقيع وقرار وموافقة ولا ينتقل الا بعد سنة، ويكتشف ان الوزيرة تستطيع ان تعين وتشيل وتحط وكيلاً مساعداً في ثلاثة ايام فقط!
ايها المدرسون انه اسبوعكم اكشخوا، واشتروا، وفسفوا معاشاتكم، واستأنسوا بالدنيا، فالدنيا مثل وزارة التربية..!
***
انصح الزميل «الطيار» الاهتمام بدراسة دور الزرازير والحمام في اسقاط الطائرات، بدلا من الاهتمام بما اكتب او بالاصح عمن اكتب... حتى لا افتح الصندوق الاسود!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com