المسن التايلندي المتحاور مع شبح زوجته فاجأ الجميع... وفرنسا حصدت 3 جوائز

«العم بونمي» قطف «السعفة» ... و«كان» بلا بريق في عامه الـ 63

تصغير
تكبير
الممثلة الفرنسية جولييت بينوش | كان - وكالات الأنباء |

مهرجان كان السينمائي المفاجئ في دورته الثالثة والستين بأقلية حضور الفعاليات وانخفاض أشعة الأضواء حول الأفلام المشاركة حمل مفاجأة من العيار الثقيل تمثّلت بفوز الفيلم التايلندي على ما كان ينافسه من أضخم الأفلام. وبذلك فتح الباب على مصراعيه أمام النقاد والمتتبعين للشأن السينمائي لطرح التساؤلات وكتابة التحاليل التي تفسّر ما حصل.

فخلافا للتوقعات منحت السعفة الذهبية الى المخرج التايلندي ابيشاتبونغ ويراسيثاكول عن فيلم «العم بونمي الذي يمكنه تذكر حياته السابقة» فيما حصدت فرنسا ثلاث جوائز. ويأتي فوز ابيشاتبونغ بينما تلم بانكوك شعثها جراء مظاهرات عنيفة مناهضة للحكومة على مدار شهرين تركت العاصمة مشتعلة والبلاد منقسمة للغاية بين مؤسسة محصنة وقوى التغيير.

أبيتشاتبونغ البالغ من العمر 39 عاما يعتبر نفسه مدافعاً قوياً عن التغيير على الأقل في صناعة السينما المحلية في تايلند التي تعاني من قيود الرقابة الصارمة. وقال للصحافيين في «كان»: «لايمكننا صناعة فيلم عن الوضع الحالي»، مشيرا إلى قتال الشوارع الذي تشنه القوات ضد المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل 85 شخصا.

وفيلم «العم بونمي» يتناول حياة رجل مسن يعاني من قصور حاد في الكلى يتحاور مع شبح زوجته ونجله المتوفيين منذ سنوات في غابة رائعة وخارقة للطبيعة حيث تتنقل الارواح من الانسان الى النبات والحيوانات.

وحصدت السينما الفرنسية ثلاث جوائز.

فالجائزة الكبرى للجنة التحكيم التي رأسها المخرج الاميركي تيم بورتن منحت الى المخرج الفرنسي كزافييه بوفوا عن فيلم «دي زوم اي دي ديو» (رجال وآلهة) المؤثر الذي يروي حكاية مجموعة عرفت باسم «شهداء الأطلس»، وهم سبعة رهبان من التيبت قتلوا في ظروف غامضة في الجزائر في العام 1990، وثمة أقاويل شاعت في الأوساط الفنية والثقافية الفرنسية أشاعت أن الفيلم يتضمن رؤية ضد - فرنسية. وقال المخرج لدى تسلمه الجائزة «شكرا اخواني لوك وكريستوف واميديه وسيليستان وميشال وجان بيار وبول وبرونو».

ومنحت جائزة افضل اخراج الى الفرنسي ماتيو امالريك عن فيلم «تورنيه» (جولة) وهو رابع فيلم طويل له يتتبع فيه فرقة من راقصات التعري. وقال المخرج «اشعر وكأني عدت الى دياري».

واوضح «بدأت في سن السابعة عشرة كمتدرب وراء الكاميرا. وحولني ارنو ديبليشان الى ممثل في الثلاثين». وشكر ممثلات فيلمه ودعاهن الى الصعود الى المنصة.

وحازت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش (46 عاما) جائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم «نسخة طبق الاصل» للمخرج الايراني عباس كياروستامي. ويتناول فيلم» نسخة طبق الأصل» أو «نسخة أصلية» علاقة غرامية تجمع فرنسية صاحبة غايري للتحف مع كاتب حصل كتابه على جائزة أفضل عمل مترجم للعام يعود إلى مدينة فلورنسا الإيطالية لحضور مؤتمر صحافي نظرا لكونه استلهم مادة كتابه من المدينة ذاتها والتي زارها قبل سنوات، ويصور الفيلم الحوارات التي تدور بينهما عن الأصل والمستنسخ.

بينوش قالت عند اعلان فوزها باللقب «انه لفرح كبير ولسعادة كبيرة ان اعمل معك يا عباس». وحملت الممثلة بعد ذلك لافتة كتب عليها اسم المخرج الايراني جعفر بناهي المسجون في طهران والذي كان يفترض ان يكون عضوا في لجنة التحكيم. وقالت بينوش وسط التصفيق الحار «هو معنا بالفكر. واتمنى ان يكون هنا جسديا العام المقبل».

ومنحت لجنة التحكيم جائزة افضل ممثل مناصفة الى الممثل الاسباني خافيير بارديم عن دوره في فيلم «بيوتيفول» والايطالي ايليو جيرمانو عن دوره في فيلم «لا نوسترا فيدا».

وقال بارديم (41 عاما) لدى تسلمه الجائزة «هذه الجائزة اعتراف بعملي الذي ما كان ليتحقق من دون الفيلم الرائع الذي اخرجه اليخاندرو غونزاليس انيارتو». وقال بالانكليزية «انه مخرج رائع لا مثيل له في ابراز عمل الممثل».

اما ايليو جيرمانو (29 عاما) فأهدى الفيلم «الى ايطاليا والايطاليين الذين يبذلون قصارى جهدهم لجعل ايطاليا بلدا افضل رغم الطبقة الحاكمة». والممثلان يقومان بدور اب يربي اطفاله بمفرده في مجتمع ينهشه الفساد.

وحصل المخرج التشادي محمد صلاح هارون على جائزة لجنة التحكيم عن فيلم «رجل يصرخ ليس دبا يرقص». وهو اول فيلم افريقي يشارك في المسابقة الرسمية منذ 13 عاما. واوضح المخرج انه اراد عبر هذا الفيلم «اعادة افريقيا الى البشرية».

ومنحت جائزة افضل سيناريو الى فيلم «بويتري» (شعر) للمخرج الكوري الجنوبي لي شانغ-دونغ.

ووضع المخرج العائد الى كان بعد ثلاث سنوات على مشاركته في فيلم «سيكريت صن شاين»، في الفيلم بورتريه جدة تهرب من عنف العالم عبر الشعر. اما جائزة الكاميرا الذهبية التي تكافئ اول فيلم لمخرج فكانت من نصيب «سنة كبيسة» وهو قصة حب سادية-مازوشية للمخرج المكسيكي ميكايل روو عرض في اسبوعي المخرجين.

وضمت لجنة التحكيم الى جانب تيم بورتن ثلاثة ممثلين هم الاميركي من اصل بورتوريكي بينيثيو ديل تورو والايطالية جوفانا ميتسوجورنو والبريطانية كايت بكينسايل فضلا عن المخرج الاسباني فيكتور اريسيدي وفرنسيين اثنين هما الكاتب ايمانويل كارير والموسيقي الكسندر ديسبلا.

وقد طغى على مهرجان كان هذه السنة جدل حول فيلم «خارج القانون» للمخرج الفرنسي - الجزائري رشيد بوشارب حول حرب الجزائر.





فائزون وكلمات ...



• السينمائي التايلندي ابيشاتبونغ ويراسيثاكول لدى تسلمه جائزته «انها لحظة مهمة لتاريخ تايلند والسينما التايلندية. انها سابقة».

واضاف «اريد ان اوجه رسالة الى مواطني الذين يتابعون هذا الحفل وفريق الفيلم (...) الارواح والاشباح التي احاطت بنا في تايلاند، سمحت لنا بان نكون هنا الان».

• الممثل الاسباني خافيير بارديم متوجها الى الممثلة بنيلوبي كروز الموجودة في القاعة «اتشارك هذه الفرحة مع رفيقة حياتي بنيلوبي التي احبها كثيرا وادين لها بالكثير: اعشقك».

• الممثلة الفرنسية جوليت بينوش (غلبتها الدموع وهي تتسلم الجائزة): «ما تشعر به وراء الكاميرا التي تحبك هو أجمل معجزة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي