مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / صباح الأحمد الأب الروحي للديموقراطية

تصغير
تكبير
من يعتقد أن سياسة تكميم الأفواه ستسيطر على الكويت مخطئ تماماً، وعليه أن يدرك أن ما يسعى له لن يكتب له النجاح، وعليه أن يرجع بذاكرته إلى الوراء، إلى ما قبل غزو الكويت، كيف كانت حالة الغليان الشعبي ضد تكميم الأفواه وقمع الحريات، والتي أدت إلى أمور يعلمها الجميع، ونحن اليوم بحمد الله تحت مظلة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي أعلنها مراراً وتكراراً أنه عاشق للديموقراطية والدستور، هذا الرجل الذي يعد أحد أعمدة السياسة العالمية، ومن الوجوه المؤثرة دولياً، رجل سطر 60 عاماً من تاريخ شامخ، وأسس سمعة طيبة للكويت في أنحاء المعمورة، ووضعه بصمة عالمية يشار إليها بالبنان، بخدماته الجليلة التي قدمها للمجتمع الدولي، ولايزال، خدمات أرست دعائم الديموقراطية، والحرية، والمحبة، والسلام في كثير من بقاع العالم.

نحن هنا نقولها وبكل صراحة، مادام صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، عاشقاً، ومحباً للدستور، فليطمئن أصحاب الرأي الآخر، وليقولوا كلمتهم مراعين قبل كل شيء، الدستور وقوانين الدولة، دون تجريح، أو تحقير، أو ازدراء لأحد مهما كانت مكانته، أو توجهه، أو انتماءه، هذه هي الديموقراطية الحقيقية، إبداء وجهة النظر في سبيل معالجة الأخطاء، والأوضاع المخالفة، ولتكن الأمانة في إبداء الرأي حاضرة، وأن يكون عنوانها الكويت أولاً وأخيراً.



***

كثرت المزايدات في الآونة الأخيرة، هناك من يحاول استغلال الظروف لتحقيق مآربه السياسية، منهم من يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية، على حساب الوطن، وهناك البعض الآخر من يسعى لحل البرلمان لنيل بعضٍ من كعكة المشاريع التي تدور عليها علامات استفهام كثيرة، وهناك من يحاول زيادة أرصدته المتخمة، وهكذا، معظم سياسيي الساحة مشغولون بتأمين لقمة عيشهم، خوفاً من الفقر المدقع، والذي استولى على جيوب البسطاء وتركهم يندبون حظهم، ويتجرعون المر والعلقم، لأن ظنونهم خابت فيمن اعتقدوا أنه ممثلهم، وهو في حقيقة الأمر ممثل كبير، وبحرفية عالية ومتقنة!

***

الملاحظ هذه الأيام أن هناك أشخاصاًَ، نصبوا أنفسهم حماة للمال العام، فتراهم ينظرون دون فقه في هذا المجال، ويا ليتهم كشفوا بواطن الخلل، والعلل، وإنما تمسكوا بالقشور كعادتهم، جعجعة بلا طحن، أعينهم على مناوئيهم، ومنافسيهم، وإن تعلق التجاوز بأحد أحبابهم، فتراهم يكيلون الاتهامات في الاتجاهات الأربعة، دون بوصلة، فاقدين الحياء سياسياً، يجيدون التحلطم، والتباكي على المال العام، وفق مصالحهم وأهوائهم التي يقودها الدينار فقط!



مبارك محمد الهاجري

كاتب كويتي

mubarak700@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي