«متى تحس؟»


| بقلم ضاري الوزان |
أنعم الله علينا نحن أبناء هذا الوطن الطيب بنعم كثيرة، لا يمكن اختصارها ببضعة كلمات، إلا أن الملفت للانتباه هو أننا لا نشعر بهذه المكارم التي تحيط حياتنا من كل جانب، وهو ما لا يشعر به المغترب عن مجتمعنا، حيث مسؤوليات الحياة اليومية تثقل كاهله ولا يجد من يقوم عنه بقضاء كل تلك المسؤوليات، بينما نحن في الوقت عينه نعيش فاقدي الإحساس بأمور بسيطة ولكنها عديدة.
إن السواد الغالب إن لم نقل جميع الشباب الكويتي يتمتع بنعمة الدلال بدءاً من البيت، حيث يفتقد ذلك الإحساس بالمهام المفروضة عليه، حيث تأمين احتياجات المنزل من مواد غذائية وصيانة وفواتير شهرية واشتراكات الهاتف والسيارات وأقساط وثمن أدوية ودفع أجور الخدم والسائقين والقائمة تطول، إذ إن هناك دائماً من يقوم بجميع تلك المتطلبات عوضاً عنه من الأهل والمستخدمين، ويحصل بالمقابل على خدمات كثيرة دون أدنى جهد يذكر.
ويستمر هذا النوع من الفقدان ليمتد خارج إطار البيت، حيث التعليم والطبابة المجانيين والقروض المُيّسرة والخدمات المتاحة من قبل الحكومة مشكورة، كل هذا يجعل من الشباب الكويتي أناساً بلا هموم جوهرية، يعيشون العز والرخاء بعيداً عن ضجيج المسؤوليات وفوضى الحواس، ما يعزز الشعور بالدعم والاتكالية، والاحتماء بالسند الذي منحته لهم ظروف مجتمعهم.
إن هذا الوضع هو المسؤول غير المباشر عن إهمال البعض من شبابنا في العمل مثلاً، فنراه غير آبه ان خصم من راتبه لسبب من الأسباب، ولن يهتم كثيراً في حال تعطل سياراته أو انعدامها لأن البديل موجود والدعم مستمر وبزخم شديد، وهو ما يضع الحواس التي تختبر كل هذه المسؤوليات في خانة العجز التام.
تساؤلنا هو إلى متى سنبقى متكلين، إلى متى ستبقى حواسنا تجاه مسؤولياتنا الصغيرة قبل الكبيرة رهينة الثلاجة، فالذي دام البارحة لن يدوم غداً، وفجأة سنجد أنفسنا في خضم المعمعة نتخبط بالمسؤوليات التي لا تنتهي، ومكبلين بسلاسل قلة الحيلة وانعدام الخبرة في أبسط أمور حياتنا اليومية، كل هذا يدفعنا أن نقف بجدية حيال الالتزامات الملقاة على عاتقنا، والتي ستتراكم يوماً بعد آخر ككرة ثلج تبتلع من يقف مكانه دون حراك ينتظر من يزيحه من دربها، وهو ما يجعلنا نسأل «متى تحس؟» وتبادر ببناء الدعم الذاتي لشؤون حياتك.
Email / Dhw@p2bk.com
أنعم الله علينا نحن أبناء هذا الوطن الطيب بنعم كثيرة، لا يمكن اختصارها ببضعة كلمات، إلا أن الملفت للانتباه هو أننا لا نشعر بهذه المكارم التي تحيط حياتنا من كل جانب، وهو ما لا يشعر به المغترب عن مجتمعنا، حيث مسؤوليات الحياة اليومية تثقل كاهله ولا يجد من يقوم عنه بقضاء كل تلك المسؤوليات، بينما نحن في الوقت عينه نعيش فاقدي الإحساس بأمور بسيطة ولكنها عديدة.
إن السواد الغالب إن لم نقل جميع الشباب الكويتي يتمتع بنعمة الدلال بدءاً من البيت، حيث يفتقد ذلك الإحساس بالمهام المفروضة عليه، حيث تأمين احتياجات المنزل من مواد غذائية وصيانة وفواتير شهرية واشتراكات الهاتف والسيارات وأقساط وثمن أدوية ودفع أجور الخدم والسائقين والقائمة تطول، إذ إن هناك دائماً من يقوم بجميع تلك المتطلبات عوضاً عنه من الأهل والمستخدمين، ويحصل بالمقابل على خدمات كثيرة دون أدنى جهد يذكر.
ويستمر هذا النوع من الفقدان ليمتد خارج إطار البيت، حيث التعليم والطبابة المجانيين والقروض المُيّسرة والخدمات المتاحة من قبل الحكومة مشكورة، كل هذا يجعل من الشباب الكويتي أناساً بلا هموم جوهرية، يعيشون العز والرخاء بعيداً عن ضجيج المسؤوليات وفوضى الحواس، ما يعزز الشعور بالدعم والاتكالية، والاحتماء بالسند الذي منحته لهم ظروف مجتمعهم.
إن هذا الوضع هو المسؤول غير المباشر عن إهمال البعض من شبابنا في العمل مثلاً، فنراه غير آبه ان خصم من راتبه لسبب من الأسباب، ولن يهتم كثيراً في حال تعطل سياراته أو انعدامها لأن البديل موجود والدعم مستمر وبزخم شديد، وهو ما يضع الحواس التي تختبر كل هذه المسؤوليات في خانة العجز التام.
تساؤلنا هو إلى متى سنبقى متكلين، إلى متى ستبقى حواسنا تجاه مسؤولياتنا الصغيرة قبل الكبيرة رهينة الثلاجة، فالذي دام البارحة لن يدوم غداً، وفجأة سنجد أنفسنا في خضم المعمعة نتخبط بالمسؤوليات التي لا تنتهي، ومكبلين بسلاسل قلة الحيلة وانعدام الخبرة في أبسط أمور حياتنا اليومية، كل هذا يدفعنا أن نقف بجدية حيال الالتزامات الملقاة على عاتقنا، والتي ستتراكم يوماً بعد آخر ككرة ثلج تبتلع من يقف مكانه دون حراك ينتظر من يزيحه من دربها، وهو ما يجعلنا نسأل «متى تحس؟» وتبادر ببناء الدعم الذاتي لشؤون حياتك.
Email / Dhw@p2bk.com