جعفر رجب / تحت الحزام / صالون الداخلية

تصغير
تكبير
صباح الخير، اردت أن اكمل طريقي مخترقا بحر التربية، الا ان الامواج مع بداية الاسبوع رمتني على شاطئ آخر، «والتربية حتروح فين» فهي موجودة، وسنرجع لها مع انتظارنا لبقية ردودها، التي وصل قبل ايام جزء منها، وليته لم يصل!

على الشاطئ لم اشاهد تحليق نوارس، ولا تغريد بلابل، صحيفة واخبار و«هوايل»، وكان اولها خبرا عن رجالات وزارة الداخلية او حلاقيها!

فقد نشرت «الراي»، في يوم الجمعة، خبرا عن قيام الداخلية برجالها وعتادها، وهي عبارة عن ماكينة حلاقة، باعتقال 64 شابا عند كلية التربية للبنات، ثم حلقت رؤوسهم، وصورتهم بشكل مذل، واخذت تعهدا عليهم، وحولتهم بعدها الى المباحث الجنائية... نشر الخبر بالاسماء الثلاثية للضباط وكأنه انجاز بطولي، لا عمل طفولي!

واذا سمحت الداخلية لي، سأفكر بصوت مرتفع، واسأل:

• هل تم ارسال قوات الامن الى دورات حلاقة، في الباكستان او لبنان قبل القيام بحلق رؤوس الشباب؟!

• هل تم تعقيم الآلات قبل الحلاقة، ام تم استخدام آلة واحدة فقط، مخالفين بذلك قوانين البلدية؟!

• هل من الممكن معرفة ماركة الآلة، حتى اشتريها، خصوصا انها حلقت 64 راسا في يوم واحد وهذا انجاز كبير، للالة طبعا وليس الداخلية!؟

• هل كل من يقف بسيارته او يمر بالكلية يعتبر معاكسا؟ ام ان الـ64 كلهم عاكسوا في الوقت نفسه وتم اعتقالهم بالجملة؟

• كيف، يعرف الشرطي ان هذا معاكس او غير معاكس، من مشيته مثلا، او من شكله، او شعره، او نظارته، او رائحته؟! هل من الممكن ان تعطينا الداخلية وصفا دقيقا وواضحا لمعنى «المعاكس»؟!

• هل الشرطة اعتقلت الشباب حفاظا على الاخلاق، او لان رجالها «محترين» ان الشاب يعاكسون، وهم «محد معطيهم ويهه»!؟

• هل سيتم حلق شعر الطالبة، اذا ثبت انها هي التي تعاكس!؟

• فرضا، واحد من الامن والذين عادة يوقفون سيارتهم، عند كليات البنات، ويلبسون نظارات «ريبان» والابتسامة متر ونص... عاكس طالبة، هل سيتم حلقه وتصويره!؟

• هل سيتم تغيير اسم «مخفر الشرطة»، بناء على هذه الفعلة الى «صالون شرطة»، او «سبا شرطة»؟!

• فرضا المعاكس كان حالق «عالصفر» من قبل، فماذا ستحلق له الداخلية؟ هل سيقومون بحلق ابطيه؟!

انه انتهاك للقانون، واذلال للنفس البشرية، وسوء استخدام للسلطة، ومخالفة صريحة لابسط الحقوق الانسانية، ان يتحول رجل الامن الى قاض وجلاد في الوقت نفسه، وان يكون رجل القانون اول من يخالف القانون... اخاطب جمعية حقوق الانسان، ولجنة حقوق الانسان في مجلس الامة، ونواب الامة، وجمعية المحامين... لا اتعب نفسي، اوجه خطابي لمسلم البراك، والظاهر ما في غيره في هالبلد يدافع عن الغلابة!

***

فتوى اخرى ورضاع الكبير، وهذه المرة أهون قليلا من الفتوى السابقة، فقد قيل لابد الرضاع عن طريق غير مباشر، عن طريق أدوات مثل تركيب «هوز»، او توصيل «بايب»، او وضع مضخة...والحمد لله الذي سخر لنا هذا، وجعلنا نضحك على انفسنا!





جعفر رجب

JJaaffar@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي