قضية / تشجيع للموظفين على الانتساب استعداداً للانتخابات

سباق بين البنوك... إلى «النقابة»

تصغير
تكبير
| كتب رضا السناري |
قبل اشهر قليلة، لم يكن الحديث داخل البنوك عن العمل النقابي يشغل اي حيز في كلامها عندما كانت تجتمع مع موظفيها، فلم تنشغل الادارات المصرفية في اي وقت سبق بمن ترشح أو من خرج من نقابة العاملين في المصارف أو حتى باهتمامات النقابة. لكن شيئا ما تغير فجأة، ويبدو أن النقابة باتت حاضرة على أجندة الاهتمامات في السوق المصرفية المحلية.
ومن الواضح أن مقاربة جديدة أكثر تفاعلية باتت تصبغ تعاطي البنوك مع الشأن النقابي. إذ كشفت المصادر ان بعض المصارف، خصوصا الكبرى، بدأت منذ فترة التحرك للحضور في المجال النقابي بقوة، لتكسر بذلك تقليداً يتمثل بعدم الاهتمام بالحياة النقابية المحلية امتد لنحو 40 عاما.
وقالت المصادر ان شيئا ما بدأ يرتب داخل بعض البنوك لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة، واهمها الاستحقاقات السياسية، حيث ترى بعض البنوك انه آن الأوان ليظهر الآخر من القطاع المصرفي، باعتباره أنجح القطاعات في توفير فرص العمل للمواطنين وتأهيل الكوادر والكفاءات، في مقابل الصورة النمطية التي يقدمها البعض عن المؤسسات المالية على أنها مؤسسات تبتغي الربح من دون أي بعد اجتماعي أو اقتصادي عام.
والواضح أن بروز الصوت النقابي المصرفي يظهر الشريحة الكبرى التي يمثلها القطاع، بعيداً عن أصوات البنوك المنفردة، و«اتحاد مصارف الكويت»، وربما يساعد فتح كوة إلى العمل النقابي في مواجهة البنوك للاستحقاقات السياسية خصوصا حين يتعلق الأمر بالأصوات النيابية المستهدفة للبنوك، والتي ترى فيها المصارف «دعاوى شعبوية لا تخدم القطاع ولا اداءه المالي».
ولفتت المصادر ان بعض البنوك بدأت بالفعل عملية التنسيق لقول كلمتها في الانتخابات النقابية المقبلة، حيث تتجه بعض المصارف لتشجيع موظفيها على التقيد في كشوف انتخابات النقابة، لتضمن في حال ترشحها قاعدة انتخابية تمكنها من التأثير في النقابة.
ولا يظهر في الأفق حتى الآن أي تنسيق بين البنوك، اذ ان التحرك في هذا الخصوص بشكل منفرد ومتقطع ايضا حتى لا يلفت انتباه بقية البنوك الاخرى البعيدة عن هكذا تحركات، موضحا انه ربما تجرى بعض التسويات بين الاطراف التي تتحرك في مرحلة لاحقة، وتحديدا بين المصارف التي تتقاطع على مصالح مشتركة، بغض النظر عما اذا كانت هذه البنوك تعمل وفقا للشريعة الاسلامية ام ان كانت تقليدية، فالمهم مدى الالتقاء على نقاط تجمعها لتحقيقها.
وافادت المصادر ان الحضور المصرفي القوي في المجال النقابي ربما يعين البنوك في رفع الحرج عنها في الكثير من الملفات التي تطرح على المستوى السياسي. إذ إن وجهات نظر البنوك تعامل غالباً على أنها مجرد مصالح خاصة، في حين أن الصوت النقابي يشعر المسؤول بأن الأمر يخص شريحة منتجة من المواطنين وليس مجرد جهات خاصة مجردة من المسؤولية الاجتماعية.
وقالت المصادر ان طعم انتخابات نقابة المصارف المقبلة سيكون غير اي مرة مضت، فالاصوات ستكون موجهة لاطراف محددة، ومنسقة لخدمة اطراف معينة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي