إنسانيات / أمن الانسان في الوطن العربي

تصغير
تكبير
|ميساء سعيد الشريف|
الشعور بالأمن والأمان هو الدافع الأساسي للانتاج والابداع، وهو الركيزة الثانية من ركائز الشعور بالانسانية المثلى حسب تقسيمة ماسلو ومثله الشهير، الذي يبدأ بالحاجات العضوية والجسدية والبيولوجية من «ماء وطعام ومأوى وغيرها»، وينتقل مباشرة الى الشعور بالأمن والأمان، فهو الركيزة الثانية التي تتدرج بصاحبها نحو أعلى الهرم مرورا بمراتب أخرى للوصول أخيرا لتحقيق الذات والعطاء والابداع، واذا اختلت هذه الركيزة اختلت بعدها الركائز الأخرى فالشعور بالخوف وعدم الاستقرار والتشوق للأمن والأمان، لا يمكن أن يصاحبه تطور اجتماعي علمي أو نهضة اقتصادية، ويمكننا أن ندرج تحت مفهوم عدم الأمن كثير من الصور كالخوف من الجوع، الخوف من الحروب، الخوف من النزاعات الداخلية، المعدلات العالية لنمو السكان وبالتالي عدم توفير المستقبل الصحيح لهذه الجماعات، التنقلات السكانية غير المنظمة بين الدول، العنف الجسدي والفكري، القمع، التمايز الحاد في الثروة، وعدم تقسيمها بالشكل الصحيح، التفريق بين الأعراق والجماعات والجنسيات المختلفة والجماعات الصغيرة داخل البلاد بشكل عرقي ومتعصب، والتعامل مع الأشخاص من خلال أوراقهم الثبوتية وانتماءاتهم الفكرية والسياسية والبعد عن مفهوم حقوق الانسان وحقه في الشعور بالأمن للمساهمة في بناء المجتمع، مهما كان ومهما كان مستواه أو عرقه فكما يقول الباحث في هذا المجال.
جولي وباسو راي من تقرير الأمم المتحدة لعام 2009: «ان تأمين الأمن لطرف ما لا يمكن أن يتم على حساب طرف آخر»، عبارة تختصر كل ما يمكن قوله...
ليشير تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة فيما يخص العالم العربي للعام المنصرم، أننا في الوطن العربي لازلنا نعاني من خطر يهدد الأمن الانساني بنسب متفاوتة بين دولنا، وهذا ما يعرقل خطط التنمية البشرية لمسايرة ما يحدث في العالم مع اقرار هذا التقرير أن هذا الوضع هو محصلة أوضاع «محددة» تسود المنطقة، الا أن هذه الأوضاع ليست دائمة وانما يمكن التغلب من الداخل! عليها كما ذكر التقرير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي