محمد العوضي / خواطر قلم / من الشيخ الحجي إلى الدكتور المعتوق

تصغير
تكبير
لا يذكر العمل الخيري في الكويت إلا ويتبادر للأذهان اسم الشيخ يوسف الحجي - رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية - السابق الذي اعتذر عن الاستمرار في منصبه رئيساً للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية لاتاحة الفرصة للدماء الشابة على حد قوله، بعد عمل استمر على رأسه طيلة 25 عاماً، وقد كتب جمال الشرقاوي تقريراً مفصلاً في مجلة المجتمع عن مسيرة العم يوسف الحجي التعليمية والوظيفية والدعوية والمناصب التي ترأسها في العمل الاسلامي المحلي والعالمي الى حصوله على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام في ديسمبر من عام 2005م وبذلك يكون الحجي ثاني داعية كويتي يفوز بجائزة فرع خدمة الإسلام بعد الدكتور عبدالرحمن السميط الذي فاز بها عام 1996.

والسؤال الذي يبرز لأي عمل مؤسسي خيري ناجح هو ما الأسباب التي أدت الى نجاح المؤسسة؟ ثم تأتي الأسئلة التفصيلية عن قطاعات العمل الخيري وآليات الانجازات وكفاءات الأفراد العاملين به للاستفادة من العمل المتكامل الذي ساهم في نجاحات وانجازات هذه المؤسسة، لكن أول سؤال للدارسين عادةً ما يتوجه لشخصية الرئيس عن أخلاقياته، مهاراته موازناته، طبيعته، طريقة اتخاذ القرارات، التعامل مع الطوارئ، كيف يعالج المشاكل الداخلية، صلته بأفراد مؤسسته... الخ... العم يوسف الحجي صاحب قلب كبير وهم عام وهناك اجماع على أخلاقه التي لا يتكلفها وانما هي سجية فيه، ويكفي ان تخرج من عنده وتشعر انك كنت عند والدك، يضاف الى ذلك خبرات وعلاقات وأمور لا أعرفها أهلته لهذا المنصب الكبير وغيره من المناصب في العمل الخيري المؤسسي في العالم الإسلامي، وأرجو من سكرتيره الفاضل ذي الوجه الباسم، والطبع المسالم أخينا عادل يوسف الذي بدأ مع العم الحجي ولحيته سوداء ناصعة والآن هي بيضاء مشرقة أن يدون لنا خواطره في علاقته مع العم الحجي وهموم الدعوة التي تمر عبر مكتبه من العالم الإسلامي.

الخميس قبل الماضي زرت الهيئة الخيرية لتوديع العم يوسف الحجي في آخر يوم له في مكتبه وللسلام على الرئيس الجديد الدكتور عبدالله المعتوق والحمد لله كان الاثنان معاً في المكتب لمن أراد أن يسلم على الاثنين - ولقد سرتني كلمة الدكتور المعتوق التي قالها للحاضرين من الزوار بأننا لا نستطيع أن نتخلى عن خبرات العم الحجي ولا عن مشورته فسنضع له غرفة خاصة دائمة هنا ليشرفنا وينفعنا.

ولقد سألني أكثر من شخص في لقاءات ومجالس متعددة، هل تتوقع ان ينجح الدكتور المعتوق في هذه المؤسسة الضخمة التي تمتد لتستوعب العالم الاسلامي بأجمعه؟ قلت لا شك المهمة صعبة والأمانة كبيرة لكنني متفائل بنجاح بو عبدالرحمن المعتوق لعدة أسباب:

أولاً: أن الهيئة بعيدة عن التسيّس والصراعات الحادة بين الكتل كما هي الحال في الوزارات والبرلمان، وان كان التنافس الفطري موجوداً في كل مكان.

ثانياً: من المتفق عليه بين الموافق والمخالف أن الدكتور عبدالله المعتوق أحد ملوك العلاقات العامة لشخصيته الاجتماعية الفذة، وتواصله النوعي وسرعة كسبه للآخرين وزيادة رصيده بمعدلات كبيرة من الاصدقاء النوعيين فهو كما يقول الدكتور عبدالمحسن الخرافي «المعتوق أخطبوط علاقات».

ثالثاً: عنصر الثقة وهو أحد أهم العناصر لأي عمل خيري والدكتور المعتوق يتمتع بمصداقية كبيرة عند رجال المال والاعمال والتجار وذوي النفوذ وشيوخ القبائل وعمداء العوائل، وتضاف الى ذلك العلاقات التي أسسها ابان تقلده لوزارة الأوقاف مع الدول العربية والاسلامية... اننا نتمنى للدكتور عبدالله التوفيق وللعم الحجي دوام الصحة والعافية ومزيد العطاء في المشورة والنصح ولهذه المؤسسة التألق والقوة والدوام على بث الافراح في قلوب المنكوبين والمحتاجين من خلال الخير الكبير الذي تعاون الجميع على ميلاده واستمراره.





محمد العوضي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي