«ارتياب» في أوساط «14 مارس» من «إشارات سلبية» رافقت وأعقبت زيارة الحريري لسورية

موسى دعا لبنان إلى الحذر: المنطقة مضطربة وفيها تقدم خطوة واثنتين وتراجع خطوة واثنتين

u0627u0644u062du0631u064au0631u064a u0648u0628u0627u0628u0627u0646u062fu0631u064au0648 u062eu0644u0627u0644 u0645u0624u062au0645u0631 u0635u062du0627u0641u064a u0645u0634u062au0631u0643 u0628u0639u062f u0644u0642u0627u0626u0647u0645u0627 u0641u064a u0628u064au0631u0648u062a u0623u0645u0633 (u0627 u0641 u0628)
الحريري وباباندريو خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائهما في بيروت أمس (ا ف ب)
تصغير
تكبير
|بيروت - «الراي»|

لم يحل تحوّل لبنان نقطة استقطاب عربية واوروبية ودولية دون «التدقيق» في ما اعقب الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق، اول من امس، ولقائه الرئيس بشار الأسد في اطار جولته العربية التي تقوده اليوم الى عمان وغداً الى القاهرة والتي تسبق محطته في الولايات المتحدة حيث يلتقي الرئيس باراك اوباما الأثنين المقبل.

فعلى وقع المحادثات التي يجريها في بيروت رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وفيما تستعد العاصمة اللبنانية اليوم لاستقبال امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله ثم وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، الأحد، كان بارزاً انه رغم أن قوى 14 مارس عموماً تعاملت بمنطق واقعي وهادئ بل حتى ايجابي مع الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة، فان الاوساط القريبة من هذه القوى لم تمر مرور الكرام على بعض الملاحظات اللافتة التي اعقبت هذه الزيارة والتي رأت فيها مؤشرات الى عدم تغيير فعلي في بعض السلوكيات المعتمدة من سورية وحلفائها.

ذلك أن هذه الاوساط لفتت بالدرجة الأولى الى تسويق اعلامي في بعض الاعلام الموالى لقوى 8 مارس لمنظومة سلبية صورت الحريري على انه اعترف في لقائه الاسد بأنه هو (اي الحريري المسؤول عن) التأخير الحاصل في عمل اللجان اللبنانية والسورية المشتركة.

واوحى هذا المؤشر للاوساط نفسها بان ثمة من افاد من حرص الحريري على احترام خصوصية اللقاء والتزامه عدم تسريب معلومات عما جرى ليطلق رواية مشكوك في صدقيتها، أو على الأقل ليستفرد بهذا الجانب الحساس، لعلمه ربما ان الحريري لن يصدر توضيحاً لما جرى في حقيقته، وهذا يعتبر بنظر الأوساط علامة غير مشجعة على استمرار منحى «التمريك» وتسجيل النقاط في وقت تقول فيه دمشق أنها مرتاحة لمنحى طي الصفحة القديمة، في حين ان هذا النمط بذاته هو احدى الوسائل المعروفة من الصفحة القديمة.

ثم أن الاوساط نفسها لم تغفل لـ «الراي» عن مغزى بعض المواقف التي اطلقها الرئيس السوري عشية اللقاء مع الحريري ومن بينها تصوير لبنان في الصورة التي غالباً ما عانى اللبنانيون من تسويقها سورياً وتوجسوا منها، أي أنه البلد الدائم الحاجة الى الرعاية السورية وهذا الأمر يبدو أنه ترك تفاعلات سلبية لم يتم الرد عليه في حينه فوراً افساحاً امام الحريري لانجاح تحركه لكن ذلك لا يعني كما تقول الاوساط التغافل عن بعده السلبي ومغزاه.

أما الأمر الثالث فهو اشاعة الانطباع ان دمشق لا تحتاج الى الحريري في الاتصال مع الاميركيين كما جرى تعميم بعض المعلومات. وهنا تقول الأوساط ان لا الحريري طرح نفسه وسيطاً بين سورية وواشنطن ولا هو اكد في اي مناسبة انه ذاهب الى دمشق من اجل هذه الغاية، وتالياً فإن هذا التسريب ينطوي على تقليل ضمني لأهمية تحرك الحريري. ما يعني فعلاً أن دمشق منزعجة من زيارة الحريري لواشنطن خلافاً لما اعلنته رسمياً.

وفي مجمل هذه الانطباعات لا تنظر الاوساط نفسها بعين الارتياح الكبير للظواهر التي رافقت ردود الفعل العلنية على الزياة، ولكنها تقول ان اهمية التحرك الذي يقوم به الحريري تملي محضه مزيداً من الثقة والدعم خصوصاً ان اسلوبه في التعامل مع السلبيات واحتوائها بدا مجدياً أقله في كشف حقيقة المعلن من المضمر حيال هذا التحرك.

في موازاة ذلك، تركّزت محادثات باباندريو، الذي شارك مع الحريري وموسى وامير منطقة مكة الامير خالد الفيصل في افتتاح اعمال «المنتدى الاقتصادي العربي»، على الاوضاع في لبنان والمنطقة في ضوء «تبادل التهديدات»، وعلى آفاق التسوية السلمية.

والتقى رئيس الوزراء اليوناني الرئيس ميشال سليمان والحريري، محذراً من ان «تصاعد التوتر يمكن ان يخرجه عن السيطرة». ودعا جميع الأفرقاء المعنيين الى التقيد بقرارات مجلس الأمن لا سيما منها القرار 1701. ووصف المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بأنها «بداية جيدة (...) ويجب ألا نسمح بأن يتبدد التقدم الذي أحرز».

اما موسى، فاعلن بعد لقائه الحريري، «ان اهم مواضيع البحث كانت المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتطور الأخير في ايران بعد التدخل التركي والبرازيلي، وطبيعة الديناميكية التي انتجتها هذه الحركة الديبلوماسية المهمة»، وقال: «كذلك تحدثنا عن المخاطر على لبنان، وأرى انه يجب الحذر، لكن ليس شرطاً ان تكون هناك مخاطر موجودة لان المنطقة كلها يوجد فيها اضطراب وتوتر وفيها تقدم خطوة واثنتين وتراجع خطوة واثنتين. فالأمور لا تزال تقتضي ان تكون كل السياسات والديبلوماسيات العربية غاية في الحذر وتكون في الوقت نفسه رصينة وتقوم بما يلزم لحماية المصالح العربية».

واذ اوضح ان الحريري أطلعه على جولته العربية التي ارادها ان تسبق زيارته للولايات المتحدة، قال «ان دولة رئيس الحكومة سألني عن الموقف العربي الذي اتخذته الجامعة العربية وتتخذه ازاء المحادثات الحالية (غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين). وكما تعلمون في الاجتماع السابق تم التوافق مع الجانب الفلسطيني على العودة الى المحادثات غير المباشرة وهذا تم على اساس التطمينات الأميركية التي أعطيت الى الجانب الفلسطيني بالنسبة للوضع على الارض والمستوطنات والقدس وغيرها، وبالتالي نرى ان الموافقة العربية أتت في مقابل المسعى والجهد الاميركي، وهذا موجه الى الولايات المتحدة والى الرئيس اوباما، ونحن مستعدون للتعاون معه في سبيل الوصول الى سلام عادل ومتوازن، وسنرى ما هو رد الفعل من الجانب الاخر. نحن لدينا شكوك في هذا، ولكن نعطي الفرصة لهذه العملية لكي تأخذ وقتها المحدد من قبلنا بأن المفاوضات يجب ان يكون لها اطار زمني وهو 120 يوما».





صفير: سورية وإيران

تتدخلان في شؤون لبنان




اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، «ان الاوضاع التي نمر بها صعبة جداً»، لافتاً الى ان «سورية وايران تتدخلان في شؤون لبنان، ولكن في النهاية نسعى قدر المستطاع لحل هذه المشكلة».

وقال امام وفد سياحي فرنسي: «في لبنان 17 طائفة يسعى جميعها للتعايش معا بمحبة وسلام وطمأنينة، بالرغم من المشاكل التي تأتي من الخارج»، مشدداً على «ضرورة تضامن جميع اللبنانيين لانقاذ وطنهم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي