جعفر رجب / تحت الحزام / الحرية لجعفر

تصغير
تكبير
القصة الاولى، تحكي عن طفلة صغيرة، تذهب لشراء سمكة زينة حمراء، من اجل وضعها على السفرة في العيد، فالسمكة رمز للنماء والخير والحظ الجيد، الا ان حظها كان سيئا، فقد وقعت نقودها في احد سراديب المحلات المقفلة، وتعيش البنت الصغيرة ازمة البحث عن وسيلة لاخراج مالها من السرداب، فتجوب الشارع وتطلب المساعدة، الا ان الجميع كانوا مشغولين بهمومهم وقضاياهم «الكبرى»، لا احد يهتم بضياع نقود من طفلة، احدهم كان في حالة صراع مع الخياط الذي أتلف قميص العيد، وآخر لديه مشكلة مع المستأجر، وثالث لديه مشكلة غربته عن اهله... وفي نهاية القصة يمر صبي يبيع البالونات لينقذها... انه فيلم «البالونة البيضاء»!

القصة الثانية في سنة 2006 مباراة حاسمة بين ايران والبحرين في تصفيات كأس العالم، على استاد «آزادي» في طهران - الذي اعدم مهندس المشروع في 1979 بتهمة تبديد اموال الشعب على بناء ملعب - الجماهير تتجه الى الملعب، وبعض «الفتيات» يقررن الذهاب الى المباراة متنكرات بازياء رجالية، فالقانون لا يسمح لهن دخول الملعب ومشاهدة المباراة... يتم اعتقال بعضهن، ويحتجزن في قفص فوق الملعب ويحرسهن رجل الامن، ولانه متعاطف معهن، فانه يخبرهن بتفاصيل المباراة عبر متابعته للمباراة وكأنه معلق مباريات محترف، في احدى اكثر مشاهد الفيلم سخرية... وفي نهاية الفيلم ووسط الفرحة بالفوز بالشارع، يتم تهريبهن من الباص التابع للامن... انه فيلم «اوفسايد»!

قصتان لفيلمين جميلين تبقى في ذاكرة الفرد، شاهدتهما منذ سنوات للمخرج الايراني المبدع جعفر بناهي، والذي فاز بجوائز متعددة في المهرجانات العالمية، لما يملك من رؤية فنية جميلة ومستوى ابداعي متميز، وهو حاليا في المعتقل من شهور، والتهمة «نيته» إنجاز فيلم عن الانتخابات الايرانية الاخيرة، والاحداث التي تلتها دون اذن رسمي، فالاعمال بالنيات، والاعتقالات بالنيات... وهو حاليا مضرب عن الطعام والشراب.

جعفر بناهي مخرج مبدع لا مبتدع، يصنع الابتسامة على وجه من يشاهد افلامه، ويثير العقول الخاملة، المبدعون في كل مكان، مخيفون جدا للانظمة الحاكمة، ويعتبرون ابداعاتهم اعمالا ارهابية، فان كان الانتحاري يقتل العشرات من الاحياء، فان المبدعين كجعفر بناهي يحيون آلافا من الأرواح والعقول الميتة!

***

النواب البراك والطبطبائي، اقترحوا انتخابات مبكرة، وانا اؤيدهم وأقترح يسوونها الساعة خمس الصبح قبل زحمة الدوامات!





جعفر رجب

jjaaffar@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي