وسط أجواء من الود استقبل المسؤولون والمحتفى بهم راعي الاحتفال... سمو رئيس مجلس الوزراء
جامعة الكويت ازدانت بباقة جميلة من خريجيها القدامى في ملتقى «الذكريات»

جانب من الحضور

سمو رئيس الوزراء يستمع الى شرح عن المعرض من فيصل مقصيد


فايزة الخرافي متحدثة

عبد الله الفهيد متحدثاً

سمو رئيس الوزراء يقطع والفهيد قالب حلوى الحفل وبدت فايزة الخرافي

ناصر المحمد متوسطاً البصيري والعفاسي وموضي الحمود وأحمد الهارون









ازدانت جامعة الكويت مساء أول من أمس بباقة جميلة من خريجيها القدامى في احتفال لاسترجاع الذكريات، وفترة الدراسة الجامعية التي كانت كلها شباب وحرية ونشاط... ووسط أجواء من الود والبشاشة استقبلت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة الدكتورة موضي الحمود، وإدارة الجامعة، والمحتفى بهم، راعي الاحتفال سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، الذي شرف بحضوره الملتقى الثاني للخريجين القدامى للدفعات 1975-1978 ، وحضور حشد من الشيوخ والوزراء وكبار الشخصيات.
وفي بداية الملتقى الثاني للخريجين القدامى، قال مدير جامعة الكويت الكتور عبدالله الفهيد في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة ان «هذا الملتقى يعقد سنوياً في الجامعات الأميركية والأوروبية لدفعات مختلفة، وتقوم الجامعات العالمية بإعداد فعاليات خاصة لمثل هذا الملتقى، والهدف منه تحقيق التواصل بين الجامعة وخريجيها، وتجديد العلاقات بين الخريجين الذين يأتون من أماكن متباعدة، لاسترجاع الذكريات الجميلة، خصوصا أن فترة الدراسة الجامعية هي فترة الشباب والحرية والنشاط»، مشيراً إلى أن «الدكتورة فايزة الخرافي هي أول مدير لجامعة الكويت اقترحت تطبيق هذه الفكرة في الجامعة، وتم ذلك قبل نحو 8 سنوات فلها كل الشكر والتقدير على قيامها بهذه البادرة الطيبة، وبإذن الله سيتم مستقبلاً مواصلة عقد هذه الملتقيات سنوياً للدفعات المختلفة».
وتابع «أود أن أطمئنكم أن جامعتكم، جامعة الكويت، بخير، بل هي بألف خير، وأنها كانت ومازالت وستظل صرحاً أكاديمياً شامخاً تفتخرون به، وتزداد شموخاً في كل عام وتحتل مكانة راقية، وتحظى بسمعة طيبة كواحدة من أفضل الجامعات في منطقة الشرق الأوسط، وكل ما تحتاجه الجامعة حالياً هو الاستمرار والاستقرار، وبإمكاني أن أعدد الإنجازات التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية من مشاريع وكليات وبرامج، ولكن أنتم تمثلون أكبر إنجاز لجامعة الكويت، المتمثلة في الطاقة البشرية المدربة والمؤهلة علمياً وعملياً، حيث منكم الطبيب والمهندس والمحامي والمدرس والمحاسب، وغيرهم من المهنيين الذين يخدمون البلاد في كافة المجالات».
وأضاف الدكتور الفهيد ان «جامعة الكويت قد تطورت إلى الأفضل خلال السنوات الماضية، حيث افتتحت كليات جديدة، وستفتتح كليتان جديدتان قريباً إن شاء الله تعالى، وزادت أعداد الطلبة لتصل إلى 26 ألف طالب وطالبة، بينما زاد عدد الخريجين إلى 4000 خريج هذا العام».
وقال «حرصت الجامعة على حصول كلياتها وبرامجها على الاعتماد الأكاديمي، حيث حصلت كلية الهندسة والبترول وكلية العلوم الإدارية على الاعتماد الأكاديمي، وتقوم كليات العلوم والآداب والعلوم الاجتماعية والتربية باستكمال الخطوات المتبقية للحصول على الاعتماد الأكاديمي، ولعل أكبر مشروع للجامعة حالياً هو إنشاء مدينة صباح السالم الجامعية، والتي بدأت عمليات الحفر فيها، حيث انتهت أعمال التصميم في معظم كليات الحرم الجامعي الرئيسي، وتم إرسال العديد من المناقصات للجنة المناقصات المركزية لطرحها بغرض ترسيتها حتى تبدأ الأعمال الإنشائية، ونأمل أن يستمر طرح ما تبقى من مناقصات ويستمر العمل دون انقطاع أو تعطيل أو مراجعة، إذ ان المطلوب هو الانتهاء من هذا الصرح العلمي بأسرع وقت وعلى أكمل وجه حتى يكون مفخرة للكويت».
وتقدم مدير جامعة الكويت الكتور عبدالله الفهيد بالشكر الجزيل الى مقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وللحكومة الموقرة على دعميها المادي والمعنوي المتواصلين لجامعة الكويت طيلة مسيرتها وذلك في سبيل أداء رسالتها السامية في خدمة المجتمع، معرباً عن شكره وتقديره البالغ لراعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لرعايته الكريمة لهذا الحفل السعيد.
وبدورها، ألقت مديرة جامعة الكويت سابقا وصاحبة فكرة إقامة الملتقى الأول لخريجي جامعة الكويت 2002 الدكتورة فايزة محمد الخرافي كلمة قالت فيها «لعل أهم المزايا التي يتمتع بها الخطباء، أنهم يدفعون بالإلقاء ضرر الاستماع، ورغم أني قمت بها سنوات طويلة، وفي مناسبات كثيرة ومتعددة، أشعر اليوم أن وقفتي هذه بالذات، وأمام هذه النخبة بالذات، هي أحب هذه المناسبات إلي وأشقها علي، إذ ليس أعذب ولا أصعب من محاولة التعبير عن الشكر والامتنان لمن أسبغوا علي من صدق وفائهم وكرم خلقهم فوق ما استحق، ودون ما في قلوبهم من ود وصدق، وهم يعلمون، كما أعلم، أني لم أقم إلا بما يمليه علي الواجب، وأني على تواضع ما قمت به، قد نلت أجري مضاعفا، بشعوري الغامر برضا الله والوطن والضمير، وبمشاعر العطاء والوفاء التي غمرني بها من تشرفت بالدراسة على أيديهم والاكتساب من خبرتهم، ومشاعر المحبة والعرفان التي طوقني بها من حظيت بزمالتهم وصداقتهم».
وأضافت «إني إذ أخاطبكم الآن يمر في مخيلتي شريط طويل من صورهم ومواقفهم ولا يمنعني من أن أذكرهم بأسمائهم إلا التخوف من فيض العاطفة وغيض الذاكرة».
وزادت «قبل ثمان سنوات، وفي العام 2002 على وجه التحديد، بادرنا إلى تنظيم ملتقى للدفعات الخمس الأولى من خريجي جامعة الكويت، وذلك نسجا على منوال تقليد عريق جرت عليه أرقى جامعات العالم، وها هي إدارة جامعة الكويت تنتقل بالمبادرة من مستوى المناسبة إلى صعيد العرف، فتحتفي بطليعة أخرى من خريجيها الذين تشرفوا بالدراسة على مقاعدها، فارتدوا ثوبها، وحملوا شهادتها، خلال السنوات الدراسية الثلاث من 1976 إلى 1978».
وأكدت أن هذا التقليد أو العرف الجديد، ليس مجرد احتفاء الجامعة العتيدة بخريجيها المواطنين، وبالأساتذة والأكاديميين على مساحة العالم العربي، بل هو - في الوقت ذاته وربما قبله - مناسبة متعددة الأبعاد، فهي تعبير وفاء وتكريم عرفانا بالفضل لأهل الفضل، وهي وقفة تقييم وتقويم لأحداث وتطورات فترة سلفت، ومحطة استشراف وتطلع لآمال وطموحات فترة مقبلة، وهي إلى جانب هذا كله رحلة إلى الماضي على جناح الذكرى، وعودة إلى شباب «يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد»، ومن الجمال الذي يشهق له القلوب، أن الذكريات في مناسبة كهذه، لا تأتي فرادى، ولا تتوالى حسب تسلسلها التاريخي، وإنما تنهال شلالا جارفا، تتناثر لآلئه البيضاء شذى تهتز له الأعطاف، وترفرف به الكلمات، فالمكان: جامعة الكويت، والزمان: أيام الصبا، والحلم: مخضل الكمائم ناضر.
وتابعت «إذا انتقلنا من بهجة الاحتفال وذكرياته إلى تحديات المناسبة وذاكرتها، لابد أن نقف طويلا، ونقف عميقا، أمام دور الجامعة عموما، وأمام دور جامعة الكويت بالذات وعلى وجه الخصوص»، مشيرة إلى أن جامعة الكويت لم تعد الجامعة الوحيدة في البلاد، وهذه الحقيقة بحد ذاتها تضاعف من مسؤوليتها العلمية في مواكبة رياح التقدم والتغيير، لتحافظ على موقعها العلمي التنافسي المتقدم، كما تضاعف من مسؤوليتها الكويتية في تعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ الثوابت الإسلامية والقومية، وتوثيق النسيج الاجتماعي المتماسكة خطوطه بألوانها المختلفة سدى ولحمه.
وبينت أن جامعة الكويت، التي تشارف على الاحتفال بيوبيلها الذهبي، لم تعد وحدها حاضنة النخب الفكرية والقيادات الإدارية والسياسية وبالتالي أصبح من صلب رسالتها أن تربي أبناءها على تفهم الآخر والتفاهم معه، وأن تنمي فيهم ملكة التعاون بين التيارات الفكرية المختلفة في إطار الولاء الوطني المطلق، فالمستعبدون وحدهم يتوصلون إلى إجماع دائم وشامل في كل الأمور والأوقات، أما رجال الفكر الحر والعقل المستنير، فستبقى بينهم خلافات كثيرة على أمور كثيرة، دون أن يضعف ذلك وحدتهم الوطنية، ودون أن يمس ذلك الجوهر الأساسي الذي لا خلاف عليه: كويت العدل، كويت الديموقراطية، كويت الحرية، حرية الرأي والفكر والاقتصاد.
وأكدت أن «الجهل والحرية لا يجتمعان، فالعلم، والقدرة على تحويله إلى معرفة، شرط أساسي للوطن الحر، وأن العلم والعبودية لا يجتمعان، فلا يمكن لأصحاب الرأي الحر والفكر المستنير أن يقبلوا بالظلم لأنفسهم أو لغيرهم، ومن هذا المنظور، تدعو جامعة الكويت أبناءها لحمل رسالتها باعتبارها صرحا للعلم، وبالتالي، صرحا للحرية والكرامة والتنوير».
واختتمت الدكتورة فايزة الخرافي كلمتها قائلة «أنثر الكلمات وأجمعها، أحاول أن أرسم بها قلادة عرفان أزين بها صدوركم، فلا أجد أجمل من صورة جامعة الكويت، تشرد مني الكلمات فألم شتاتها، أحاول أن أقول لكم شكرا، فلا أجد أحلى من سلمتم، وعاشت الكويت».
وأعرب مجموعة من الخريجين القدامى من بعض البلدان العربية ومنهم وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في جمهورية العراق الدكتور صفاء الدين الصافي، ووزير الاتصالات الأردني السابق جمال الصرايرة، واسماعيل عبدالله الشملاوي من مملكة البحرين، عن سعادتهم لتنظيم هذا الملتقى الذي جمع شمل زملاء الدراسة القدامى، والذي يعتبر نموذجاً رائعاً في تجسيد روح الترابط الاجتماعي، وتذكروا من خلاله السنوات التي قضوها في أحضان جامعة الكويت.
وقامت الإدارة الجامعية متمثلة بمدير جامعة الكويت الدكتور عبدالله الفهيد وأمين عام الجامعة الدكتور أنور اليتامى بتكريم راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لرعايته الكريمة لهذا الحفل البهيج، كما قامت الإدارة الجامعية بتقديم هدية تذكارية لصاحبة فكرة الملتقى الأول لخريجي جامعة الكويت2002 الدكتورة فايزة الخرافي كعربون شكر لجهودها المتواصلة.
وتضمن الملتقى معرضا للصور التذكارية لهذه الفترة، وعرض فيلم وثائقي عن الجامعة بعنوان «زمن الربيع» من إعداد إدارة العلاقات العامة والإعلام في جامعة الكويت تناول الحياة الجامعية في تلك الفترة، بالاضافة الى وصلة غنائية من أداء فرقة التلفزيون حازت على رضا واستحسان الحضور.
وفي بداية الملتقى الثاني للخريجين القدامى، قال مدير جامعة الكويت الكتور عبدالله الفهيد في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة ان «هذا الملتقى يعقد سنوياً في الجامعات الأميركية والأوروبية لدفعات مختلفة، وتقوم الجامعات العالمية بإعداد فعاليات خاصة لمثل هذا الملتقى، والهدف منه تحقيق التواصل بين الجامعة وخريجيها، وتجديد العلاقات بين الخريجين الذين يأتون من أماكن متباعدة، لاسترجاع الذكريات الجميلة، خصوصا أن فترة الدراسة الجامعية هي فترة الشباب والحرية والنشاط»، مشيراً إلى أن «الدكتورة فايزة الخرافي هي أول مدير لجامعة الكويت اقترحت تطبيق هذه الفكرة في الجامعة، وتم ذلك قبل نحو 8 سنوات فلها كل الشكر والتقدير على قيامها بهذه البادرة الطيبة، وبإذن الله سيتم مستقبلاً مواصلة عقد هذه الملتقيات سنوياً للدفعات المختلفة».
وتابع «أود أن أطمئنكم أن جامعتكم، جامعة الكويت، بخير، بل هي بألف خير، وأنها كانت ومازالت وستظل صرحاً أكاديمياً شامخاً تفتخرون به، وتزداد شموخاً في كل عام وتحتل مكانة راقية، وتحظى بسمعة طيبة كواحدة من أفضل الجامعات في منطقة الشرق الأوسط، وكل ما تحتاجه الجامعة حالياً هو الاستمرار والاستقرار، وبإمكاني أن أعدد الإنجازات التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية من مشاريع وكليات وبرامج، ولكن أنتم تمثلون أكبر إنجاز لجامعة الكويت، المتمثلة في الطاقة البشرية المدربة والمؤهلة علمياً وعملياً، حيث منكم الطبيب والمهندس والمحامي والمدرس والمحاسب، وغيرهم من المهنيين الذين يخدمون البلاد في كافة المجالات».
وأضاف الدكتور الفهيد ان «جامعة الكويت قد تطورت إلى الأفضل خلال السنوات الماضية، حيث افتتحت كليات جديدة، وستفتتح كليتان جديدتان قريباً إن شاء الله تعالى، وزادت أعداد الطلبة لتصل إلى 26 ألف طالب وطالبة، بينما زاد عدد الخريجين إلى 4000 خريج هذا العام».
وقال «حرصت الجامعة على حصول كلياتها وبرامجها على الاعتماد الأكاديمي، حيث حصلت كلية الهندسة والبترول وكلية العلوم الإدارية على الاعتماد الأكاديمي، وتقوم كليات العلوم والآداب والعلوم الاجتماعية والتربية باستكمال الخطوات المتبقية للحصول على الاعتماد الأكاديمي، ولعل أكبر مشروع للجامعة حالياً هو إنشاء مدينة صباح السالم الجامعية، والتي بدأت عمليات الحفر فيها، حيث انتهت أعمال التصميم في معظم كليات الحرم الجامعي الرئيسي، وتم إرسال العديد من المناقصات للجنة المناقصات المركزية لطرحها بغرض ترسيتها حتى تبدأ الأعمال الإنشائية، ونأمل أن يستمر طرح ما تبقى من مناقصات ويستمر العمل دون انقطاع أو تعطيل أو مراجعة، إذ ان المطلوب هو الانتهاء من هذا الصرح العلمي بأسرع وقت وعلى أكمل وجه حتى يكون مفخرة للكويت».
وتقدم مدير جامعة الكويت الكتور عبدالله الفهيد بالشكر الجزيل الى مقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وللحكومة الموقرة على دعميها المادي والمعنوي المتواصلين لجامعة الكويت طيلة مسيرتها وذلك في سبيل أداء رسالتها السامية في خدمة المجتمع، معرباً عن شكره وتقديره البالغ لراعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لرعايته الكريمة لهذا الحفل السعيد.
وبدورها، ألقت مديرة جامعة الكويت سابقا وصاحبة فكرة إقامة الملتقى الأول لخريجي جامعة الكويت 2002 الدكتورة فايزة محمد الخرافي كلمة قالت فيها «لعل أهم المزايا التي يتمتع بها الخطباء، أنهم يدفعون بالإلقاء ضرر الاستماع، ورغم أني قمت بها سنوات طويلة، وفي مناسبات كثيرة ومتعددة، أشعر اليوم أن وقفتي هذه بالذات، وأمام هذه النخبة بالذات، هي أحب هذه المناسبات إلي وأشقها علي، إذ ليس أعذب ولا أصعب من محاولة التعبير عن الشكر والامتنان لمن أسبغوا علي من صدق وفائهم وكرم خلقهم فوق ما استحق، ودون ما في قلوبهم من ود وصدق، وهم يعلمون، كما أعلم، أني لم أقم إلا بما يمليه علي الواجب، وأني على تواضع ما قمت به، قد نلت أجري مضاعفا، بشعوري الغامر برضا الله والوطن والضمير، وبمشاعر العطاء والوفاء التي غمرني بها من تشرفت بالدراسة على أيديهم والاكتساب من خبرتهم، ومشاعر المحبة والعرفان التي طوقني بها من حظيت بزمالتهم وصداقتهم».
وأضافت «إني إذ أخاطبكم الآن يمر في مخيلتي شريط طويل من صورهم ومواقفهم ولا يمنعني من أن أذكرهم بأسمائهم إلا التخوف من فيض العاطفة وغيض الذاكرة».
وزادت «قبل ثمان سنوات، وفي العام 2002 على وجه التحديد، بادرنا إلى تنظيم ملتقى للدفعات الخمس الأولى من خريجي جامعة الكويت، وذلك نسجا على منوال تقليد عريق جرت عليه أرقى جامعات العالم، وها هي إدارة جامعة الكويت تنتقل بالمبادرة من مستوى المناسبة إلى صعيد العرف، فتحتفي بطليعة أخرى من خريجيها الذين تشرفوا بالدراسة على مقاعدها، فارتدوا ثوبها، وحملوا شهادتها، خلال السنوات الدراسية الثلاث من 1976 إلى 1978».
وأكدت أن هذا التقليد أو العرف الجديد، ليس مجرد احتفاء الجامعة العتيدة بخريجيها المواطنين، وبالأساتذة والأكاديميين على مساحة العالم العربي، بل هو - في الوقت ذاته وربما قبله - مناسبة متعددة الأبعاد، فهي تعبير وفاء وتكريم عرفانا بالفضل لأهل الفضل، وهي وقفة تقييم وتقويم لأحداث وتطورات فترة سلفت، ومحطة استشراف وتطلع لآمال وطموحات فترة مقبلة، وهي إلى جانب هذا كله رحلة إلى الماضي على جناح الذكرى، وعودة إلى شباب «يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد»، ومن الجمال الذي يشهق له القلوب، أن الذكريات في مناسبة كهذه، لا تأتي فرادى، ولا تتوالى حسب تسلسلها التاريخي، وإنما تنهال شلالا جارفا، تتناثر لآلئه البيضاء شذى تهتز له الأعطاف، وترفرف به الكلمات، فالمكان: جامعة الكويت، والزمان: أيام الصبا، والحلم: مخضل الكمائم ناضر.
وتابعت «إذا انتقلنا من بهجة الاحتفال وذكرياته إلى تحديات المناسبة وذاكرتها، لابد أن نقف طويلا، ونقف عميقا، أمام دور الجامعة عموما، وأمام دور جامعة الكويت بالذات وعلى وجه الخصوص»، مشيرة إلى أن جامعة الكويت لم تعد الجامعة الوحيدة في البلاد، وهذه الحقيقة بحد ذاتها تضاعف من مسؤوليتها العلمية في مواكبة رياح التقدم والتغيير، لتحافظ على موقعها العلمي التنافسي المتقدم، كما تضاعف من مسؤوليتها الكويتية في تعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ الثوابت الإسلامية والقومية، وتوثيق النسيج الاجتماعي المتماسكة خطوطه بألوانها المختلفة سدى ولحمه.
وبينت أن جامعة الكويت، التي تشارف على الاحتفال بيوبيلها الذهبي، لم تعد وحدها حاضنة النخب الفكرية والقيادات الإدارية والسياسية وبالتالي أصبح من صلب رسالتها أن تربي أبناءها على تفهم الآخر والتفاهم معه، وأن تنمي فيهم ملكة التعاون بين التيارات الفكرية المختلفة في إطار الولاء الوطني المطلق، فالمستعبدون وحدهم يتوصلون إلى إجماع دائم وشامل في كل الأمور والأوقات، أما رجال الفكر الحر والعقل المستنير، فستبقى بينهم خلافات كثيرة على أمور كثيرة، دون أن يضعف ذلك وحدتهم الوطنية، ودون أن يمس ذلك الجوهر الأساسي الذي لا خلاف عليه: كويت العدل، كويت الديموقراطية، كويت الحرية، حرية الرأي والفكر والاقتصاد.
وأكدت أن «الجهل والحرية لا يجتمعان، فالعلم، والقدرة على تحويله إلى معرفة، شرط أساسي للوطن الحر، وأن العلم والعبودية لا يجتمعان، فلا يمكن لأصحاب الرأي الحر والفكر المستنير أن يقبلوا بالظلم لأنفسهم أو لغيرهم، ومن هذا المنظور، تدعو جامعة الكويت أبناءها لحمل رسالتها باعتبارها صرحا للعلم، وبالتالي، صرحا للحرية والكرامة والتنوير».
واختتمت الدكتورة فايزة الخرافي كلمتها قائلة «أنثر الكلمات وأجمعها، أحاول أن أرسم بها قلادة عرفان أزين بها صدوركم، فلا أجد أجمل من صورة جامعة الكويت، تشرد مني الكلمات فألم شتاتها، أحاول أن أقول لكم شكرا، فلا أجد أحلى من سلمتم، وعاشت الكويت».
وأعرب مجموعة من الخريجين القدامى من بعض البلدان العربية ومنهم وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في جمهورية العراق الدكتور صفاء الدين الصافي، ووزير الاتصالات الأردني السابق جمال الصرايرة، واسماعيل عبدالله الشملاوي من مملكة البحرين، عن سعادتهم لتنظيم هذا الملتقى الذي جمع شمل زملاء الدراسة القدامى، والذي يعتبر نموذجاً رائعاً في تجسيد روح الترابط الاجتماعي، وتذكروا من خلاله السنوات التي قضوها في أحضان جامعة الكويت.
وقامت الإدارة الجامعية متمثلة بمدير جامعة الكويت الدكتور عبدالله الفهيد وأمين عام الجامعة الدكتور أنور اليتامى بتكريم راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لرعايته الكريمة لهذا الحفل البهيج، كما قامت الإدارة الجامعية بتقديم هدية تذكارية لصاحبة فكرة الملتقى الأول لخريجي جامعة الكويت2002 الدكتورة فايزة الخرافي كعربون شكر لجهودها المتواصلة.
وتضمن الملتقى معرضا للصور التذكارية لهذه الفترة، وعرض فيلم وثائقي عن الجامعة بعنوان «زمن الربيع» من إعداد إدارة العلاقات العامة والإعلام في جامعة الكويت تناول الحياة الجامعية في تلك الفترة، بالاضافة الى وصلة غنائية من أداء فرقة التلفزيون حازت على رضا واستحسان الحضور.