مواقف من الحياة / ذلك الكتاب لاريب ( 2 ) المعجزة الخالدة

عبدالرزاق العميري


|عبدالرزاق العميري|
قرائي الاعزاء أعود إليكم ثانية بباقة أخرى من المقالات الاسبوعية اتحدث فيها عما يدور حولنا من المواقف اليومية، مواقف مشرفة تدخل على القلب السرور وأخرى محزنة... نرجو الا تتكرر في بلدنا
الحبيب الكويت الذي نود لاهله أن يكونوا مثالا يحتذى به في كافة أرجاء المعمورة....
قال ابن العربي: ان المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة، وهي إما حسية وإما عقلية. وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لبلادتهم وقلة بصيرتهم، وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم، ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها ذووا البصائر كما قال صلى الله عليه وسلم: ما من الأنبياء نبي إلا أعطى ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً. أخرجه البخاري.
قيل إن معناه: إن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم، فلم يشهدها إلا من حضرها ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه. وقيل: المعنى أن المعجزات الواضحة الماضية كانت حسية تشاهد بالأبصار كناقة صالح وعصا موسى ومعجزات القرآن تشاهد بالبصيرة فيكون من يتبعه لأجلها أكثر، لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده، والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمراً.
معجزات الرسل خرقت النواميس.... وتحدت.... وأثبتت أن الذي جاءت على يديه رسول صادق من الله..ولكنها معجزات كونية.... من رآها فقد آمن بها.... ومن لم يرها صارت عنده خبرا.... ان شاء صدقه وان شاء لم يصدقه.... ولو لم ترد في القرآن لكان من الممكن أن يقال انها لم تحدث.... اذا فالمعجزة الكونية المحسة.... أي التي يحس بها الانسان ويراها.... تقع مرة واحدة... من رآها فقد آمن بها... ومن لم يرها تصبح خبرا بعد ذلك.... ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم معجزة عقلية باقية خالدة... يستطيع كل واحد أن يقول محمد رسول الله... وهذه معجزته وهي القرآن.... شيء آخر إذا نظرنا الى المعجزات السابقة... وجدنا هذه المعجزات فعلا من أفعال الله... وفعل الله من الممكن أن ينتهي بعد أن يفعله الله، البحر انشق لموسى ثم عاد الى طبيعته.... النار لم تحرق ابراهيم ولكنها عادت الى خاصيتها بعد ذلك ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم صفة من صفات الله... وهي كلامه... والفعل باق بابقاء الفاعل له... والصفة باقية ببقاء الفاعل نفسه.
لقد كانت قريش أحرص الناس على إطفاء نور القرآن والطعن في إعجازه والسعى في إخفاء حقائقه وإبعاد تأثيره القوي في نفوس من يسمعه عن القبائل وذلك بالدعايات الكاذبة، ولو كان في مقدروهم معارضة القرآن والاتيان بشيء من مثلة لفعلوا، ولكنهم قالوا عن القرآن إنه سحر كما جاء ذلك في قوله تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين) (سورة الاحقاف آية - 7) ثم قالوا عن القرآن إنه شعر شاعر فرد القرآن عليهم بقوله تعالى: «وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين» (سورة يس آية - 69) ثم عادوا فقالوا أنه أساطير الاولين علمها له غيره من العارفين بها فيرد عليهم الحق سبحانه وتعالى بقوله: (وقالوا أساطير الاولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا) (سورة الفرقان آية - 5) وقد اتهمه بعضهم بالجنون فرد القرآن عليهم بقوله تعالى: (ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدق المرسلين): (سورة الصافات آية - 36، 37).
نلتقي في الأسبوع المقبل لنتحدث عن معجزات قرآننا العظيم..... في أمان الله.
مشرف المركز الثقافي الإسلامي
قرائي الاعزاء أعود إليكم ثانية بباقة أخرى من المقالات الاسبوعية اتحدث فيها عما يدور حولنا من المواقف اليومية، مواقف مشرفة تدخل على القلب السرور وأخرى محزنة... نرجو الا تتكرر في بلدنا
الحبيب الكويت الذي نود لاهله أن يكونوا مثالا يحتذى به في كافة أرجاء المعمورة....
قال ابن العربي: ان المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة، وهي إما حسية وإما عقلية. وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لبلادتهم وقلة بصيرتهم، وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم، ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها ذووا البصائر كما قال صلى الله عليه وسلم: ما من الأنبياء نبي إلا أعطى ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً. أخرجه البخاري.
قيل إن معناه: إن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم، فلم يشهدها إلا من حضرها ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه. وقيل: المعنى أن المعجزات الواضحة الماضية كانت حسية تشاهد بالأبصار كناقة صالح وعصا موسى ومعجزات القرآن تشاهد بالبصيرة فيكون من يتبعه لأجلها أكثر، لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده، والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمراً.
معجزات الرسل خرقت النواميس.... وتحدت.... وأثبتت أن الذي جاءت على يديه رسول صادق من الله..ولكنها معجزات كونية.... من رآها فقد آمن بها.... ومن لم يرها صارت عنده خبرا.... ان شاء صدقه وان شاء لم يصدقه.... ولو لم ترد في القرآن لكان من الممكن أن يقال انها لم تحدث.... اذا فالمعجزة الكونية المحسة.... أي التي يحس بها الانسان ويراها.... تقع مرة واحدة... من رآها فقد آمن بها... ومن لم يرها تصبح خبرا بعد ذلك.... ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم معجزة عقلية باقية خالدة... يستطيع كل واحد أن يقول محمد رسول الله... وهذه معجزته وهي القرآن.... شيء آخر إذا نظرنا الى المعجزات السابقة... وجدنا هذه المعجزات فعلا من أفعال الله... وفعل الله من الممكن أن ينتهي بعد أن يفعله الله، البحر انشق لموسى ثم عاد الى طبيعته.... النار لم تحرق ابراهيم ولكنها عادت الى خاصيتها بعد ذلك ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم صفة من صفات الله... وهي كلامه... والفعل باق بابقاء الفاعل له... والصفة باقية ببقاء الفاعل نفسه.
لقد كانت قريش أحرص الناس على إطفاء نور القرآن والطعن في إعجازه والسعى في إخفاء حقائقه وإبعاد تأثيره القوي في نفوس من يسمعه عن القبائل وذلك بالدعايات الكاذبة، ولو كان في مقدروهم معارضة القرآن والاتيان بشيء من مثلة لفعلوا، ولكنهم قالوا عن القرآن إنه سحر كما جاء ذلك في قوله تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين) (سورة الاحقاف آية - 7) ثم قالوا عن القرآن إنه شعر شاعر فرد القرآن عليهم بقوله تعالى: «وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين» (سورة يس آية - 69) ثم عادوا فقالوا أنه أساطير الاولين علمها له غيره من العارفين بها فيرد عليهم الحق سبحانه وتعالى بقوله: (وقالوا أساطير الاولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا) (سورة الفرقان آية - 5) وقد اتهمه بعضهم بالجنون فرد القرآن عليهم بقوله تعالى: (ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدق المرسلين): (سورة الصافات آية - 36، 37).
نلتقي في الأسبوع المقبل لنتحدث عن معجزات قرآننا العظيم..... في أمان الله.
مشرف المركز الثقافي الإسلامي