«يريدون إذلالنا... لكن الشعب لن يرضى بهدم ما بنيناه»

الخطيب خطيبا في ساحة الإرادة: توقيف الجاسم يذكّر باعتقالنا

تصغير
تكبير
| كتب محمد صباح وعماد خضر |

أجمعت الحشود في ساحة الارادة امس انتصارا لحرية المحامي محمد الجاسم على أن الحرية قيمة إنسانية لا يجوز تقييدها أو تكبيلها.

وأجمعت الحشود التي كانت بالمئات على ان كل اهل الكويت، سنة وشيعة، بدوا وحضرا متفقون على القيم والثوابت والحرية العامة.

عمر نجل المحامي الجاسم أعرب في كلمته انه يفتخر بكونه ابن محمد الجاسم، وأكد ان كل دقيقة تمضي على بقاء والده في السجن هي بمثابة فخر له «والدي لم يسرق ولم يقتل ولكن مشكلته انه قال رأيه بكل جرأة فكلنا محمد الجاسم... وأبونا منصور».

الكاتب الصحافي احمد الديين نقل إلى الحشد رسالة من الجاسم مؤداها أنه متأكد من سلامة موقفه وفق قانون المطبوعات، وكشف (الجاسم) أنه عندما نقل يوم السبت الماضي إلى المستشفى بعد ان تدهورت حالته الصحية تم تقييد يديه حتى في سيارة الاسعاف ما أثار استغراب الأطباء واحتجاجهم، كما انه عندما نقل إلى السجن المركزي يوم الثلاثاء الماضي رافقته ثلاث سيارات للقوات الخاصة وكان افرادها مدججين بالسلاح.

وألقى النائب السابق الدكتور احمد الخطيب كلمة مؤثرة ورد فيها: «في كثير من أحاديثي كنت أقول ان الوضع الذي وصلنا إليه مزر بعد إلغاء الدستور عام 67 وإلغاء القوانين، والفساد الذي عم الدولة كلها، والتخلف الذي اوصلنا إلى مرحلة متخلفة، بينما كنا المثال للآخرين، كل هذا راح. لكن بالرغم من كل هذه المآسي كنت أقول ان للكويت نكهة خاصة لا توجد لا في الدول المجاورة ولا الدول البعيدة».

وأضاف الخطيب: «حرية التعبير الآن للأسف الشديد حرمونا منها، ولم يبق عندنا شيء، صرنا في المؤخرة في كل شيء، وعندما يسترجع الواحد الاجراءات الحالية يتذكر ما حصل في اعتقالنا. لم نرتكب أي جريمة ولكنهم أرادوا أن يذلونا من خلال التوقيف. استفادوا من فترة التوقيف ليخوفونا ويخوفوا الاخرين، لكن هذه المحاولات لم تنجح وآمل ألا تنجح لانها رسالة لنا كلنا مهما كانت آراؤنا واتجاهاتنا هي رسالة تحذير للجميع وهم يقحمون امن الدولة في كل كبيرة وصغيرة كي يخاف الناس، لكن شعبنا لن يقبل بهدم كل ما بنيناه وهدم تاريخنا في لحظة واحدة. علينا ان ننسى كل شيء ونقف للدفاع عن الكويت حرة وديموقراطية ومنارة».

وتحدث النائب السابق مشاري العصيمي فتحدث عن الانتقائية في تطبيق القانون، وقال «انظروا إلى المحاكم وقصر العدل لا يدخلها إلا الفقراء، أين السلطة عن عتاولة المال العام؟».

وقال العصيمي: «إذا كان محمد الجاسم قد ارتكب جريمة امن دولة وهو منها براء، فإن وزير الاعلام الشيخ أحمد العبدالله شريك معه لانه هو من صرح وامر بنشر كتب الجاسم».

من جهته، قال النائب مسلم البراك «إن من يستحق أن يكون خلف القضبان هو الحكومة وليس محمد الجاسم، وهي الحكومة التي تعودت قمع الحريات». وأضاف البراك: «نحن اليوم غاضبون لأن الحرية تضرب بعنف، وإذا قبلنا بما حصل للجاسم فإن المفكرين سيعتقلون وسيدخلون عليهم في مقراتهم».

واعلن البراك أنه سيقدم وبالتعاون مع بعض مؤسسات المجتمع المدني يوم الأحد المقبل اقتراحات لانقاذ الحرية في الكويت.

وراى أن ما شكله الجاسم في المعتقل هو أنه تمكن من اجتذاب أحد صناع الدستور وزعيم المعارضة الدكتور أحمد الخطيب للحضور إلى ساحة المهرجان، لفضح بعض النواب والمؤسسات الذين تخلفوا عن الحضور. وقال البراك: «أقول للحكومة التي لا تقرأ، وإن قرأت فهي لا تستوعب وإن استوعبت لا تفهم، ان الحرية راسخة لدى الشعب الكويتي».

ردد البراك عبارة «وحدة وحدة وطنية...محمد الجاسم حرية» ورددها الجمهور المحتشد وراءه.

ثم انفض الحضور في مسيرة، توجهت الى مجلس الأمة وحمل المشاركون فيها النائب البراك على الأكتاف.

واعلن عن اعتصام يوم الثلاثاء المقبل امام اتحاد العمال في حولي. ولوحظ أن عددا كبيرا من المحامين حضروا إلى ساحة الارادة بلباسهم الأسود.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي