وقع عليها تجمّع من المختصين بالمجال وأولياء الأمور والطلبة في كلية العلوم الاجتماعية

حملة «عطني حقي» ترفع عريضة إلى العفاسي بمطالب صعوبات التعلم

تصغير
تكبير
|كتبت هبة الحنفي|
لم يغلق قانون المعاقين الجديد باب مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة بإحكام وظل مواربا امام فئة صعوبات التعلم التي رأى المهتمون بشأنها ان القانون ينطوي على ثغرات تهضم حق هذه الفئة ويحتاج الى مذكرة تفسيرية تصرح بما لهم من حقوق ومزايا في القانون كغيرهم من فئات ذوي الاحتياجات،وهنا نظمت حملة «عطني حقي» تجمعا في كلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت للتوقيع على عريضة تدعم حقوق ومطالب طلبة صعوبات التعلم لترفع الى وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد العفاسي.
وحملة «عطني حقي» ممثلة بكل من مركز تقويم وتعليم الطفل CCET والجمعية الكويتية لاختلافات التعلم KALD وتستمر من 9 الى 28 مايو الجاري.
وترأس تنظيم التجمع أستاذ قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت ابتسام القعود، وذلك بحضور مجموعة من المختصين والمهتمين بمجال صعوبات التعلم، والمشاركين بالحملة من المتطوعين وأعضاء المركز
والجمعية، وأولياء الأمور والطلبة. حيث وقع الحضور على العريضة أمام وسائل الإعلام لتقديم مطالبهم وتوصيل صوتهم الى وزير الشؤون.
وقالت القعود أنه من واجب جميع شرائح المجتمع خدمة هؤلاء الطلبة الذين تبلغ نسبتهم 20 في المئة حسب الإحصائيات العالمية ومساندتهم في كافة الجوانب الأكاديمية والنفسية والاجتماعية، وطالبت من خلال العريضة التي وقعت بالحفاظ على حقوق هذه الفئة وعلى رأسها حقوقهم التعليمية كالرسوم الدراسية والتعليم المتخصص.
واضافت «أنه إيمانا من كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت بأن الاتحاد قوة واستثمار للجهد والمال والوقت دعونا إلى هذا التجمع الكبير بالتعاون مع مركز تقويم وتعليم الطفل والجمعية الكويتية لاختلافات التعلم لدعم قضية ذوي صعوبات التعلم في مدارس الكويت العامة والخاصة على حد سواء، خصوصا وأن الكلية قد وقعت مسبقا اتفاقية تعاون مع الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم لمساندتها في كل ما يتعلق بهذه القضية».
ومن جانبها، قالت الرئيس التنفيذي للجمعية الكويتية لاختلافات التعلم (كالد) نورية العميري «ان المعنيين بقضية صعوبات التعلم والقائمين على الحملة الوطنية الإعلامية لصعوبات التعلم بحاجة الى عريضة يؤيدها مختلف شرائح المجتمع لرفعها إلى وزير الشؤون الاجتماعية والعمل قبل العمل بقانون الأشخاص ذوي الإعاقة الجديد الذي أصدره أخيراً المجلس الأعلى لشؤون المعاقين»، مؤكدة تأييدهم للقانون الجديد الذي تضمن 72 مادة عالجت جميع أوضاع المعاقين التعليمية والصحية والاسكانية والتدريبية والتأهيلية والمعيشية والمادية فضلا عن شموله اجراءات لوالد او والدة المعاق، مطالبة بوجود لائحة تفسيرية توضع من قبل متخصصين في مجال صعوبات التعلم لتغطية الخلل الذي وقع فيه القانون بحذفه للإعاقة النفسية والتعليمية من المادة التي تعرف الإعاقة.
وأشارت إلى « أن القانون لم يتطرق لذوي صعوبات التعلم سوى في المادتين 9 و10 دون ذكر تفاصيل وافية عن حقوقهم، ما دفع أعضاء مركز تقويم وتعليم الطفل CCET والجمعية الكويتية لاختلافات التعلم KALD لإطلاق الحملة الوطنية الإعلامية لصعوبات التعلم تحت شعار ( عطني حقي ) والموجهة إلى كافة شرائح المجتمع مثل طلبة صعوبات التعلم وأولياء أمورهم، المختصين والمهتمين وأطراف العملية التربوية، جمعيات النفع العام وجماعات الضغط، قيادي الدولة وصناع القرار، وسائل الإعلام وغيرها من الجهات والفئات التي قد تساهم في تبني وتحقيق أهداف هذه القضية».
وأوضحت «أن الحملة تهدف الى نشر الوعي بمفهوم صعوبات التعلم، التعريف بمعاناة هؤلاء الطلبة في البيت أوالمدرسة أوالعمل، والتعريف بحقوقهم وفقا لقانون ذوي الإعاقة الجديد، إلى جانب المطالبة بقسم خاص لهم في وزارة التربية والتعليم يهتم بمتابعة شؤونهم ويضع البرامج التدريبية المناسبة للمدرسين المتخصصين للتعامل مع هذه الفئة من الطلاب، إضافة الى الحق في إن تُمثل هذه الفئة من الطلاب في المجلس الجديد للهيئة العامة للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يتم تشكيله حاليا وان يكون الشخص الذي يمثلهم مختصا ولديه خبرة عريقة في مجال صعوبات التعلم حتى يكون قادرا على تفهمهم وخدمتهم وتوصيل صوتهم بأفضل شكل ممكن».
وبدورها، ذكرت رئيسة اللجنة الإعلامية للحملة والمساعد العلمي بجامعة الكويت والعضو في KALD سعاد الذويخ بان الحملة بمنزلة نداء من كل طالب يعاني من صعوبات التعلم للتعرف على مطالبه والإحساس بمعاناته ومساعدته ليكون قادرا على تخطي هذه الإعاقة الخفية والنجاح في خدمة وطنه مستقبلا.»
ونوهت الذويخ إلى أن الحملة ترتكز على ثلاث رسائل جوهرية، أولها « اختلافي يميزني» أي أن طلبة صعوبات التعلم هم أشخاص أذكياء قادرون على النجاح في الحياة إلا أنهم مختلفون عن غيرهم في طريقة التعلم ليس أكثر، والرسالة الثانية « أنا أعاني» أي انهم يعانون بصمت دون أن ينتبه حتى اقرب الناس إليهم لان إعاقتهم خفية والفشل المدرسي هو نقطة البداية لمعاناتهم النفسية والاجتماعية إذا لم تتم مساعدتهم وتفهمهم قبل فوات الأوان، أما الرسالة الثالثة هي « أحتاج وقفتكم» الموجهة لكافة المعنيين بطلبة صعوبات التعلم سواء الأسرة، المدرسة، الجهات الحكومية، وشرائح المجتمع الكويتي كافة.
وعرفت صعوبات التعلم، قائلة: « هي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تواجهها هذه الفئة من الطلبة، فقد يكون لديهم صعوبة تعلم في واحدة أو أكثر من عمليات تحصيل وحفظ وفهم وتنظيم واستعمال المعلومات الشفهية أو غير الشفهية، وتتراوح هذه الصعوبة في درجة شدتها فتؤثر سلبا على واحدة أو أكثر من المهارات المهمة كالقراءة، الكتابة، أو الرياضيات»، متابعة « ان من الاختلافات التي يواجهها هؤلاء الطلبة فرط الحركة او قصور في الانتباه، المعرفة، مهارات الحركة والتنسيق، الإدراك، القدرة على التفكير والتعليل».
ومن جهتها، قالت نائب رئيسة اللجنة الإعلامية ومساعد المدير التنفيذي للشؤون الإدارية والفنية في مركز تقويم وتعليم الطفل CCET عبير الشرهان: « لقد تأسس المركز عام 1984 وترتكز مهامه على تقديم أربعة خدمات رئيسية أولها خدمة التشخيص التربوي الشامل من عمر 4 - 17 سنة، ثانيا خدمة التوعية التي نقدمها للمجتمع وطلبة صعوبات التعلم وأولياء أمورهم والمعلمين وكافة الفئات المهتمة بصعوبات التعلم، حيث نقوم بإقامة الدورات التوعوية والتدربية لهم لتوعيتهم بطرق وأساليب التعليم والتعامل مع الطلبة من هؤلاء الفئة، بالإضافة إلى أن المركز يأخذ على عاتقه اصدر مجلة صعوبات التعلم كل أربعة أشهر، ثالثا خدمة تدريب المدرسين والأخصائيين الإجتماعيين في المدارس، رابعا خدمة العلاج والتي تشمل قسمين الأول البرنامج التربوي الصباحي والذي يتضمن فيه الطلبة الموفدون من وزارة التربية وهو برنامج نتعاون فيه مع الوزارة، علما بأنه لابد من أن يتمتع هؤلاء الطلبة بذكاء مرتفع، وتجدر الإشارة إلى أنه برنامج علاجي نفسي، أما البرنامج الثاني فهوالتربوي المسائي المخصص للمواطنين والوافدين، ويقوم بناء على برنامج علاجي فردي على حسب نوع الصعوبة لكل طالب».
ونوهت إلى « أن المركز قد بدأ في الوقت الحاضر مشروعه الخاص بمدارس الدمج التعليمي لتدريب الناظرات والوكيلات في المدارس الحكومية حول كيفية التعامل مع طلبة صعوبات التعلم».
وأشارت إلى « أن كلا من المركز والجمعية يتعاونان معا في تنفيذ برنامج الحملة الذي يسلط الضوء على مختلف الجوانب المرتبطة بقضية صعوبات التعلم من خلال المقابلات التلفزيونية واللقاءات الصحافية والإذاعية اليومية، بالإضافة الى بث رسائل وفلاشات تلفزيونية ستستمر حتى 28 من الشهر الجاري لإيصال أهداف الحملة إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور بشتى الوسائل والطرق الإعلامية المتاحة».
و أوضحت «ان المركز والجمعية يدعمان قضية صعوبات التعلم منذ فترة طويلة ويحرصان دائما على وضع استراتيجيات وخطط شاملة تتضمن إعداد الحملات التوعية لعائلات الطلبة لإرشادهم الى مراكز التشخيص والمدارس والمعاهد والجامعات المتخصصة، مع عقد الندوات التي توجههم الى الطرق المناسبة للتعامل مع أبنائهم، إضافة الى تنظيم ورش عمل ومحاضرات تدريبية للمعلمين والعاملين في هذا المجال «.
و أكدت على ان التعاون مستمر مع المؤسسات والمنظمات المختصة بهذه الفئة سواء المحلية والإقليمية والعالمية من أجل متابعة أحدث الدراسات والبحوث والتكنولوجيا، ودعت أولياء الأمور لملاحظة تصرفات وأداء أبنائهم الذين قد يعانون أثناء الدراسة، ومناقشة ما يلاحظونه مع المعلم والمدرسة لتشخيص الطالب بشكل مناسب عن طريق تحويله الى المراكز المختصة بتشخيص صعوبات التعلم، مشيرة الى وجود مركزان تابعان للقطاع العام لهذه الحالات الاول (مركز الطب التطوري) في مستشفى البنك الوطني للأطفال، والثاني (مركز تقويم وتعليم الطفل ) في منطقة السرة وكل ذلك من أجل مصلحة وخدمة مستقبل أبنائنا.
ونبهت مسؤولة التغذية في مركز تقويم وتعليم الطفل عادلة الشرهان إلى أهمية اختيار نوعية الغذاء لطلبة صعوبات التعلم كونه جزءا من علاجهم، مشيرة «وعليه أخذ مركز تقويم وتعليم الطفل على عاتقه انشاء قسم متخصص بالغذاء كونه العامل الأساسي والمكمل للعلاج لذوي صعوبات التعلم» لافتة إلى أن «تناول المواد الحافظة والنكهات الاصطناعية تقلل من نشاط الطالب الدراسي وتؤدي إلى نقص الانتباه» ونصحت إلى تناول المواد الغذائية التي تحتوي على فيتامين B وأوميجا 3أو 6 أو 9 والتي تسهم في زيادة التركيز لدى الطلبة»، مشيرة إلى أن نفعها يكون أكبر عند تناولها من خلال المواد الغذائية 60 في المئة وبدلا من الأقراص والأدوية التي تحتوية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي