«تهديدات إسرائيل أو طمأنتها لا تعنينا... واحتمال الحرب قائم دوماً»

شعبان: العلاقات مع الحريري تتصاعد وتتطوّر وعلاقاتنا مع مصر جيدة جداً على المستوى البنيوي

تصغير
تكبير
|دمشق - من جانبلات شكاي|
اعتبرت سورية، أن تهديدات إسرائيل وطمأناتها لا تعنيها في الحالتين، وأنها ترى احتمال الحرب قائماً دوماً، نظراً لأنها «تعرف أنها تتعامل مع عدو محتل وغادر».
وأوضحت المستشارة الإعلامية والسياسية في القصر الجمهوري بثينة شعبان في مقابلة مع قناة «المنار» بثت مساء أول من أمس، أن الخلاف المصري - السوري «شكلي أكثر منه حقيقي، وأن الإعلام يصوره أكبر مما هو عليه حقيقة»، مشددة على أن العلاقات «على المستوى البنيوي التنفيذي جيدة جداً».
ونفت أن يكون التحسن في مستوى العلاقات السورية - اللبنانية مجرد انعكاس لتحسن العلاقات السورية - السعودية، كما نفت وجود أي فتور في العلاقات بين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ودمشق، وقالت: «منذ زيارته لدمشق والعلاقات تتصاعد وتتطور ولم تجمد».
ورداً على ما وصف بأنه رسائل تهدئة نقلها وزير الخارجية الأسباني ميخيل انخيل موراتينوس من تل ابيب إلى دمشق، اكدت شعبان «إن سورية لا تعتمد على رسائل أو طمأنات أو ما يقوله الآخرون، بل تعتمد على ما تملكه من قدرات وما تعرفه عن حقيقة العدو الذي تواجهه»، وأوضحت: «لا التهديدات تعنينا ولا الطمأنات تعنينا، ويعنينا الموقف العربي والموقف الدولي»، مؤكدة أن «لا أحد يتجرأ أن ينقل لسورية تهديدات»، مشددة على أن «وضعنا اليوم ووضع المنطقة أفضل، وهذه الرسائل ليست كرم أخلاق من العدو الصهيوني».
ورأت شعبان في لقائها ضمن برنامج «بين قوسين» أن إمكانية حدوث مواجهة عسكرية في المنطقة «احتمال قائم دوما»، وقالت: «نحن لا ننام على حرير، وجزء من أرضنا محتل ولا يوجد شيء يقنعنا أن هناك ما يطمئننا، ورغم أننا لا نريد حروبا ولا نرغب بها لكننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا، والاحتمالات دوما واردة».
وأكدت أن التهديدات الإسرائيلية والأميركية لسورية على خلفية مزاعم بنقل صواريخ «سكود إلى حزب الله» في لبنان، «لم تشكل أي أزمة بالنسبة لسورية، وهي كانت فقاعات إعلامية لأهداف محددة»، وأضافت ان هذه الاتهامات كانت «رسالة للرئيس الأميركي باراك أوباما وتم استخدامها من أجل الضغط لمواصلة العقوبات الأميركية على سورية، كما أنها كانت تكتيكا من إسرائيل للحصول على مزيد من المساعدات، وهو ما تم فعلا عبر تخصيص إدارة أوباما مبلغ 205 ملايين دولار لإسرائيل».
وحول سؤال عن أفق التسوية مع إسرائيل، قالت المستشارة إن أي مفاوضات لا يمكن أن تنجح من دون مرجعيات، ولا يمكن أن تنجح بالتالي مع رفض إسرائيل لهذه المرجعية، وأضافت إن «وحدة الشعب الفلسطيني أمر جوهري وأساسي، لذا فإننا مع المصالحة الفلسطينية ولا نهتم بمن ينتج هذه المصالحة» موضحة أن دمشق ستبارك هذه المصالحة وتشد على يد من أنتجها.
كما نفت شعبان أن يكون عرضت أي جهة إعادة المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، موضحة أن السبب يعود إلى إصرار دمشق على العودة للنقطة التي توقفت عندها المفاوضات أي بعودة الجولان المحتل كاملاً إلى سورية.
وتطرق الحديث مع شعبان إلى العلاقة المصرية - السورية، فاعتبرت أن الخلاف شكلي أكثر منه خلافاً حقيقياً، مشددة على أن الملف الفلسطيني لا يتحمل أي مسؤولية في مستوى العلاقة بين دمشق والقاهرة، وقالت «إن العلاقات هي اليوم عادية وليست حارة جداً لكنها ليست باردة».
ونفت وجود خلاف سوري - سعودي حول الملف العراقي، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، موضحة أن العلاقات الحالية بين الرياض ودمشق يمكن وصفها بـ «الحارة»، مشددة على أن آلية انتقالها من الباردة إلى الوضع الحالي تمت بعد «اتفاق الدولتين على أن نعالج النقاط التي نختلف عليها وأن نبدأ من نقاط الالتقاء من دون أن يعني هذا أننا متفقون على كل الأمور مئة في المئة»، وأضافت: «الأمور الإيجابية حين تتراكم تقلص المساحة الخلافية».
ونفت أن يكون التحسن في مستوى العلاقات السورية - اللبنانية مجرد انعكاس لتحسن العلاقات السورية - السعودية، موضحة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لعب دوراً في دفع هذه العلاقات في البداية، مشددة على أن العلاقات السورية - اللبنانية هي مصلحة حيوية للبلدين.
ونفت وجود أي فتور في العلاقات بين الحريري ودمشق كما تم الترويج له في أن الأخير استبق زيارته إلى العاصمة السورية بالتوجه إلى الرياض، وقالت إن الحريري دوماً يتوجه إلى السعودية «ونحن لا نعطي أي دلالة سياسية وهي مجرد مواعيد وأوقات ولا توجد أي دلالات سياسية ولا أي فتور».
وأضافت: «منذ زيارته إلى دمشق والعلاقات تتصاعد وتتطور ولم تجمد، لكن هناك من ليس لديه مصلحة في هذه العلاقات وهناك ترويج في الإعلام وهناك أشخاص لا يستطيعون أن يقبلوا العلاقات الطيبة بين لبنان وسورية وهذه مشكلتهم، لكن الوضع الرسمي جيد وممتاز وتسير الأمور في شكل مدروس ومتأنٍ»، مؤكدة أنها «جيدة بين الرئيس الأسد والحريري، والرئيس الأسد رحب بزيارته قبل التوجه إلى واشنطن من أجل التنسيق وأعتقد أن مصلحة الشعبين في علاقة ممتازة بين البلدين».
كما نفت شعبان أن تشكل زيارة الحريري إلى واشنطن أي قلق لدمشق «وبالنسبة الينا فإن كل عربي يذهب إلى واشنطن ليشرح المواقف العربية نعتبره مكسباً لنا وليس مصدر قلق».
وأكدت شعبان استقلالية القرار السوري في بناء العلاقات مع الدول التي تريدها وفق مصالحها من دون النظر إلى ما يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة من ضغوط، وقالت إن واشنطن «جربت عزل سورية، لكن كما قال الرئيس الأسد إن من يحاول أن يعزل سورية فلن يعزل سوى نفسه، ونحن لا نطلب إذناً من أميركا لنفعل ما نريد ونحن نسير في مخططاتنا في ما نعتقد أنه يخدم مصالح سورية والأمة».
وإذا كانت تعتقد بأن نمو الدورين التركي والإيراني في الشرق الأوسط سيكون على حساب الدور السوري، ردت: «لا شيء على حساب شيء، والدور التركي لا يأخذ شيئاً على مستوى الدور السوري، وإذا كبر دور تركيا وإيران فإن دورنا يكبر وبالعكس، خصوصاً أن هؤلاء يؤيدون حقوقنا، وكلما تعاضدت سورية مع هذه الدولة كبرت».
واعتبرت شعبان أن الصورة التي جمعت الأسد والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، والصورة التي جمعت الأسد والرئيس التركي عبد الله غول وأمير قطر الشيخ حمد بن جاسم، «هما صورتان متطابقتان وليستا متعاكستين، لأنهما تعبران عن نهج دمشق في المقاومة والصمود من أجل السلام ووضع حد للحروب التي تدفع ثمنها شعوبنا بهدف الوصول للأمن والاستقرار». وأوضحت أن ما يجري من حراك سياسي والقمم واللقاءات التي حصلت في المنطقة تعبر عن «أن أبناء المنطقة بدأوا يلعبون دوراً أساسياً في صياغة مستقبل المنطقة وهو ما لا يروق للاستعمار الجديد».
وأكدت شعبان ثبات العلاقة السورية - الإيرانية مشددة على أن سورية «لا تدفع أثماناً لأحد». ورفضت احتمال أن تتخلى سورية عن علاقاتها بطهران مقابل السلام، وقالت إن «الأميركيين يعرفون أن سورية لا تدفع أثمان من أجل السلام وإنما السلام يعم عندما تكون هناك رغبة بتحقيقه لدى الجميع».
كما أكدت أن العلاقات السورية - الأميركية «اليوم هي أفضل، فالرئيس أوباما مختلف عن جورج بوش لأنه مؤمن بقضية السلام، والأميركيون بدأوا ولو ببطء يميزون بين مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة إسرائيل»، لافتة إلى أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري يلعب دوراً في هذا المجال وأن المبعوث جورج ميتشل زار سورية اخيراً.
وإذ أشارت إلى أن العلاقة في تحسن لكن ببطء، لفتت إلى أن «البطء ليس سببه سورية بل العوامل الداخلية في الولايات المتحدة والعوامل الداخلية في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».
من ناحيته، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن «مواصلة إسرائيل حصارها الجائر على غزة بات يشكل كارثة إنسانية تمثل جريمة إبادة جماعية بكل المقاييس».
وانتقد المعلم امام الدورة السابعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في دوشانبه، والتي بدأت اعمالها امس، الدور الأميركي تحديدا والغربي عموما على خلفية مزاعم تزويد «حزب الله» صواريخ «سكود»، وقال: «للأسف يتم تبني هذه الذرائع المختلفة والتهديدات من جهات مفتاحية في صنع السلام في المنطقة، بدل الوقوف بحزم في وجه التصعيد وفي وجه التعنت والانتهاكات الإسرائيلية».
في سياق آخر، بحث الأسد، أمس، مع حاكم إمارة عجمان الشيخ حميد بن راشد بن حميد النعيمي، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتوطيدها على المستويين السياسي والاقتصادي وضرورة تفعيل التبادل التجاري وتشجيع إقامة المشاريع المشتركة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي