وهاب للحريري: الزيارات لواشنطن وهم ولاستراق بعض المواقف... كفاك تلهياً بالسفر
حركة ديبلوماسية نشطة من لبنان وفي اتجاهه عنوانها المزدوج درء الأخطار وتحصين الاستقرار


| بيروت - «الراي» |
رغم ان الجولتين المتبقيتين من الانتخابات البلدية والاختيارية اللبنانية الاحد في 23 من الجاري والاحد في 30 منه، لا تقلان اهمية بالنسبة الى بعض المعارك الانتخابية والسياسية اللتين ستشهدهما منطقتا الجنوب والشمال، فقد بات هذا الاستحقاق في المرتبة الثانية من اهتمامات المتابعين السياسيين بعدما تقدم الى الواجهة التحرك الديبلوماسي الكثيف الذي يبدو لبنان محوراً له إن عبر تحرك لبناني نحو الخارج او عبر تحرك خارجي اليه.
وفي هذا الصدد، يستعد لبنان لاستقبال سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، غداً بحفاوة استثنائية، بدأت تترجمها شهادات ومواقف لمسؤولين رسميين ولقيادات سياسية، وتعكس ضمن ما تعكسه الاهمية التي يعلقها اللبنانيون على هذه الزيارة ان من حيث تقوية الروابط اللبنانية مع الكويت، وان من حيث توسيع اطار التشاور اللبناني مع دول شقيقة وصديقة لم تكن يوماً الا الى جانبه في اطار سعيه الى التخلص من وطأة صراعات المحاور العربية والاقليمية.
وتصادف زيارة سمو الامير، مع بدء رئيس الحكومة سعد الحريري جولته العربية التي تسبق زيارته للولايات المتحدة في 24 مايو الجاري، اذ قام امس بزيارة للسعودية على ان يقوم غداً، بعد مشاركته في استقبال سمو امير البلاد، بزيارة سريعة لدمشق هي الثانية له منذ ديسمبر الماضي.
وفي رأي اوساط مواكبة لهذه الحركة انها تعكس ضمناً ادراكاً بخطورة التحديات اللبنانية والاقليمية وانه لا يمكن الا التحسب لكل هذه التحديات عبر حشد الصداقات العربية من جهة وتجنب معارك سياسية داخلية من جهة اخرى.
كما ان بيروت تستقبل منتصف الاسبوع، رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، في حين كان آخر الزوار الاوروبيين غادر بيروت امس وهو وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران، وثمة مؤشرات الى امكان قيام وزير الخارجية برنار كوشنير بزيارة لبيروت في آخر الاسبوع، بعدما اعلنت صحيفة «الوطن» السورية ان كوشنير سيكون في دمشق في 22 و23 الجاري. من دون اغفال ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيزور العاصمة اللبنانية الخميس المقبل، على ان يصل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى بيروت، الجمعة، للمشاركة في افتتاح مشروع سياحي في الجنوب.
وتنظر الاوساط نفسها الى هذه الحركة بشقيها على انها حركة استباقية بالدرجة الاولى لكل احتمالات التصعيد في المنطقة خصوصاً التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان. وتعتبر ان حصيلة التحركات ستكون مفيدة جداً للبنان لانها ستعيد المعنيين بها الى اكتشاف ثبات الكثير من المواقف العربية والدولية تجاه لبنان منذ عام 2005، ولو ان ظروفاً عدة لبنانية واقليمية قد طغت على الموقف الداخلي وحجبت الرصيد الذي يتمتع به لبنان لجهة العلاقات الخارجية او العلاقات الدافئة مع اصدقائه.
اما في شأن زيارة الحريري لكل من الرياض ودمشق وواشنطن وقبلها محطتان على الاقل مرجحتان في مصر والاردن، فان الاوساط تبرز الجانب الايجابي لمحطتي رئيس الحكومة في العاصمتين السورية والسعودية باعتبار انهما يعيدان تثبيت الرعاية السورية ـ السعودية لوضع الحكومة ومدّها بقوة اضافية خصوصاً ان زيارة الحريري لدمشق ستترك كما يفترض كثر ارتياحاً اوسع له في دمشق كما ستوفر عليه تصاعد حملات اعلامية وسياسية في وجه زيارته الاميركية التي كرر امس الوزير السابق وئام وهاب (القريب من سورية) انتقاده الحاد لها.
وكان لافتاً امس ان صحيفة «الوطن» السورية اعلنت ان الرئيس بشار الأسد يستقبل الثلاثاء رئيس الوزراء اللبناني الذي يزور دمشق بهدف «التنسيق والتشاور في شأن ملفات المنطقة والعلاقات الثنائية»، لاسيما قبل زيارة الأخير للعاصمة الأميركية تلبية لدعوة من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ونقلت عن مصادر سورية واسعة الاطلاع أن زيارة الحريري تأتي ضمن إطار «التنسيق السوري - اللبناني في الشأن الإقليمي، لاسيما على صعيد العلاقات العربية، والتهديدات الإسرائيلية للمنطقة»، مشيرة إلى الأجواء «الإيجابية جدا» بين الجانبين. وأضافت «إن التنسيق السوري - اللبناني أمر طبيعي في ظل العلاقات المتنامية بين البلدين، وإن زيارة الحريري تأتي بناء على رغبته في الاستماع إلى رؤية الرئيس الأسد تجاه المستجدات الأخيرة في المنطقة».
وحسب الصحيفة، فُهم من زيارة الحريري أنها منفصلة عن الزيارة المرتقبة له إلى دمشق على رأس وفد حكومي لبحث تعميق التعاون الثنائي بين حكومتي البلدين وتلبية لدعوة من نظيره السوري محمد ناجي العطري.
في موازاة ذلك، اطلق وهاب مواقف رفع فيها «منسوب» الاعتراض على زيارة الحريري للولايات المتحدة موجّهاً انتقادات قاسية اليه وسياساته الداخلية، اذ اكد انه «في وقت نتعرض للتهديدات اليومية من العدو الصهيوني، يوهمنا البعض انه قادر على ان يحصل على شيء من واشنطن، ونحن نقول له كفاك تلهياً بالسفر، وما يفيدك هو ان تبقى هنا تتحمل مسؤولياتك بين شعبك، وامام هذه الحكومة مسؤوليات كثيرة تتركونها منذ اشهر، وتذهبون الى هناك لتسترقوا بعض المواقف والكلمات».
وسأل خلال كلمةٍ له في احتفال اقامه «حزب الله» في بلدة راشكيدا في البترون لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير»: «على ماذا ستحصلون من الولايات؟ هل ستعطيكم سلاحاً يمكّن الجيش اللبناني من مواجهة اسرائيل واعتداءاتها؟ هل ستعطيكم مساعدات دون مقابل سياسي لتسددوا دينكم الذي ورطتم به البلد منذ عشرين عاماً وما زالت مستمرة؟ ستسمعون هناك الدرس ذاته من الاميركيين: «حزب الله وسلاحه خطر على اسرائيل»، «اياكم ان تغامروا وتستفزوا اسرائيل فإنها ستدمركم»، مضيفاً: «تذهبون الآن الى اميركا وزار قبلكم عدد كبير من اللبنانيين والعرب: ماذا حققتم؟ (...) هذا الفريق في لبنان لا يذهب الى الخارج الا ليعود الينا بالديون، باريس1 و2 و 3، ثم يروجون مقولة ان المقاومة تحرم البلاد من المساعدات والازدهار، والحقيقة انهم لا يأتون الينا الا بما يزيد الديون على رقبة اللبنانيين. وفي الموضوع الاقتصادي لدينا تساؤلات عديدة عن جدوى المشروع الاقتصادي المتبع»، وتابع: «بدل التلهي بالسفر والصور التذكارية عليكم ان تقيموا في لبنان وتفعّلوا ورشة عمل الحكومة، او اخرجوا على الناس وقولوا لهم انكم غير قادرين على ادارة الدولة، وتلك الاكثرية التي كنتم تهدّدون بها لم تعد كذلك، وعندها نحن قادرون على صياغة طريقة جديدة لادارة شؤون الدولة وتسيير امور الناس».
ونصح «الذاهبين الى واشنطن» بـ «عدم التورط بأي وعود معهم لانكم غير قادرين على الايفاء بها، ولنا الحق في الدفاع عن الأرض بالسلاح وانتهى العصر الذي كنا فيه نقف شحاذين على أبواب مجلس الأمن والامم المتحدة والدول الكبرى لطلب الشفاعة والرحمة من عدوان اسرائيل».
رغم ان الجولتين المتبقيتين من الانتخابات البلدية والاختيارية اللبنانية الاحد في 23 من الجاري والاحد في 30 منه، لا تقلان اهمية بالنسبة الى بعض المعارك الانتخابية والسياسية اللتين ستشهدهما منطقتا الجنوب والشمال، فقد بات هذا الاستحقاق في المرتبة الثانية من اهتمامات المتابعين السياسيين بعدما تقدم الى الواجهة التحرك الديبلوماسي الكثيف الذي يبدو لبنان محوراً له إن عبر تحرك لبناني نحو الخارج او عبر تحرك خارجي اليه.
وفي هذا الصدد، يستعد لبنان لاستقبال سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، غداً بحفاوة استثنائية، بدأت تترجمها شهادات ومواقف لمسؤولين رسميين ولقيادات سياسية، وتعكس ضمن ما تعكسه الاهمية التي يعلقها اللبنانيون على هذه الزيارة ان من حيث تقوية الروابط اللبنانية مع الكويت، وان من حيث توسيع اطار التشاور اللبناني مع دول شقيقة وصديقة لم تكن يوماً الا الى جانبه في اطار سعيه الى التخلص من وطأة صراعات المحاور العربية والاقليمية.
وتصادف زيارة سمو الامير، مع بدء رئيس الحكومة سعد الحريري جولته العربية التي تسبق زيارته للولايات المتحدة في 24 مايو الجاري، اذ قام امس بزيارة للسعودية على ان يقوم غداً، بعد مشاركته في استقبال سمو امير البلاد، بزيارة سريعة لدمشق هي الثانية له منذ ديسمبر الماضي.
وفي رأي اوساط مواكبة لهذه الحركة انها تعكس ضمناً ادراكاً بخطورة التحديات اللبنانية والاقليمية وانه لا يمكن الا التحسب لكل هذه التحديات عبر حشد الصداقات العربية من جهة وتجنب معارك سياسية داخلية من جهة اخرى.
كما ان بيروت تستقبل منتصف الاسبوع، رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، في حين كان آخر الزوار الاوروبيين غادر بيروت امس وهو وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران، وثمة مؤشرات الى امكان قيام وزير الخارجية برنار كوشنير بزيارة لبيروت في آخر الاسبوع، بعدما اعلنت صحيفة «الوطن» السورية ان كوشنير سيكون في دمشق في 22 و23 الجاري. من دون اغفال ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيزور العاصمة اللبنانية الخميس المقبل، على ان يصل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى بيروت، الجمعة، للمشاركة في افتتاح مشروع سياحي في الجنوب.
وتنظر الاوساط نفسها الى هذه الحركة بشقيها على انها حركة استباقية بالدرجة الاولى لكل احتمالات التصعيد في المنطقة خصوصاً التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان. وتعتبر ان حصيلة التحركات ستكون مفيدة جداً للبنان لانها ستعيد المعنيين بها الى اكتشاف ثبات الكثير من المواقف العربية والدولية تجاه لبنان منذ عام 2005، ولو ان ظروفاً عدة لبنانية واقليمية قد طغت على الموقف الداخلي وحجبت الرصيد الذي يتمتع به لبنان لجهة العلاقات الخارجية او العلاقات الدافئة مع اصدقائه.
اما في شأن زيارة الحريري لكل من الرياض ودمشق وواشنطن وقبلها محطتان على الاقل مرجحتان في مصر والاردن، فان الاوساط تبرز الجانب الايجابي لمحطتي رئيس الحكومة في العاصمتين السورية والسعودية باعتبار انهما يعيدان تثبيت الرعاية السورية ـ السعودية لوضع الحكومة ومدّها بقوة اضافية خصوصاً ان زيارة الحريري لدمشق ستترك كما يفترض كثر ارتياحاً اوسع له في دمشق كما ستوفر عليه تصاعد حملات اعلامية وسياسية في وجه زيارته الاميركية التي كرر امس الوزير السابق وئام وهاب (القريب من سورية) انتقاده الحاد لها.
وكان لافتاً امس ان صحيفة «الوطن» السورية اعلنت ان الرئيس بشار الأسد يستقبل الثلاثاء رئيس الوزراء اللبناني الذي يزور دمشق بهدف «التنسيق والتشاور في شأن ملفات المنطقة والعلاقات الثنائية»، لاسيما قبل زيارة الأخير للعاصمة الأميركية تلبية لدعوة من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ونقلت عن مصادر سورية واسعة الاطلاع أن زيارة الحريري تأتي ضمن إطار «التنسيق السوري - اللبناني في الشأن الإقليمي، لاسيما على صعيد العلاقات العربية، والتهديدات الإسرائيلية للمنطقة»، مشيرة إلى الأجواء «الإيجابية جدا» بين الجانبين. وأضافت «إن التنسيق السوري - اللبناني أمر طبيعي في ظل العلاقات المتنامية بين البلدين، وإن زيارة الحريري تأتي بناء على رغبته في الاستماع إلى رؤية الرئيس الأسد تجاه المستجدات الأخيرة في المنطقة».
وحسب الصحيفة، فُهم من زيارة الحريري أنها منفصلة عن الزيارة المرتقبة له إلى دمشق على رأس وفد حكومي لبحث تعميق التعاون الثنائي بين حكومتي البلدين وتلبية لدعوة من نظيره السوري محمد ناجي العطري.
في موازاة ذلك، اطلق وهاب مواقف رفع فيها «منسوب» الاعتراض على زيارة الحريري للولايات المتحدة موجّهاً انتقادات قاسية اليه وسياساته الداخلية، اذ اكد انه «في وقت نتعرض للتهديدات اليومية من العدو الصهيوني، يوهمنا البعض انه قادر على ان يحصل على شيء من واشنطن، ونحن نقول له كفاك تلهياً بالسفر، وما يفيدك هو ان تبقى هنا تتحمل مسؤولياتك بين شعبك، وامام هذه الحكومة مسؤوليات كثيرة تتركونها منذ اشهر، وتذهبون الى هناك لتسترقوا بعض المواقف والكلمات».
وسأل خلال كلمةٍ له في احتفال اقامه «حزب الله» في بلدة راشكيدا في البترون لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير»: «على ماذا ستحصلون من الولايات؟ هل ستعطيكم سلاحاً يمكّن الجيش اللبناني من مواجهة اسرائيل واعتداءاتها؟ هل ستعطيكم مساعدات دون مقابل سياسي لتسددوا دينكم الذي ورطتم به البلد منذ عشرين عاماً وما زالت مستمرة؟ ستسمعون هناك الدرس ذاته من الاميركيين: «حزب الله وسلاحه خطر على اسرائيل»، «اياكم ان تغامروا وتستفزوا اسرائيل فإنها ستدمركم»، مضيفاً: «تذهبون الآن الى اميركا وزار قبلكم عدد كبير من اللبنانيين والعرب: ماذا حققتم؟ (...) هذا الفريق في لبنان لا يذهب الى الخارج الا ليعود الينا بالديون، باريس1 و2 و 3، ثم يروجون مقولة ان المقاومة تحرم البلاد من المساعدات والازدهار، والحقيقة انهم لا يأتون الينا الا بما يزيد الديون على رقبة اللبنانيين. وفي الموضوع الاقتصادي لدينا تساؤلات عديدة عن جدوى المشروع الاقتصادي المتبع»، وتابع: «بدل التلهي بالسفر والصور التذكارية عليكم ان تقيموا في لبنان وتفعّلوا ورشة عمل الحكومة، او اخرجوا على الناس وقولوا لهم انكم غير قادرين على ادارة الدولة، وتلك الاكثرية التي كنتم تهدّدون بها لم تعد كذلك، وعندها نحن قادرون على صياغة طريقة جديدة لادارة شؤون الدولة وتسيير امور الناس».
ونصح «الذاهبين الى واشنطن» بـ «عدم التورط بأي وعود معهم لانكم غير قادرين على الايفاء بها، ولنا الحق في الدفاع عن الأرض بالسلاح وانتهى العصر الذي كنا فيه نقف شحاذين على أبواب مجلس الأمن والامم المتحدة والدول الكبرى لطلب الشفاعة والرحمة من عدوان اسرائيل».