الشيخ علي بن حسن آل ثاني / قطر بحجم الأمة

تصغير
تكبير
في جلساتنا على شواطيء الخليج في الدمام يكون الحديث عن هموم الأمة ودور الدول في القيادة، وأجد نفسي أتحدث عن قطر وقيادتها التي كبرت في عيون جميع الناس من المحيط الى الخليج فأصبحت بحجم الأمة العربية، بل وبحجم الأمة الإسلامية لما لديها من بعد نظر، ورؤية وحرص على مصالح الشعوب، فنجدها تلملم الجراح في لبنان، وتمسح برفق على رؤوس أهلنا في فلسطين، وتقدم كل ما لديها من قوة لأهلنا في دارفور، وفي اليمن، وتهب لإغاثة المنكوبين في كل أنحاء العالم، وتفتح ذراعيها لكل المظلومين، وبعد أن تستعرض قدرات هذه الدولة السياسية والاقتصادية والفكرية وما قامت وتقوم به، نجد أنفسنا نقف ونؤدي التحية لدولة قطر وقيادتها.

وحقيقة نراقب عن قرب وعن بعد ما تشهده دولة قطر من تطور في مختلف المجالات العلمية والثقافية والبحثية والعمرانية، ونشعر بفخر واعتزاز لهذا البلد ولأسرته الحاكمة، ولشعبه الذي أخلص الوفاء

وبادل قيادته المحبة فترسخ هذا الانتماء للأرض والمبادئ التي جبلنا عليها جيلاً اثر جيل.

وكلما أزور قطر بعد غياب أتوقف أمام المشهد الرائع لهذا الوطن الذي ينمو شهراً اثر شهر، طرق سريعة، جسور وأنفاق عصرية، أبراج ناطحات سحاب، تخضير، إنسان آخر، فابتسم بلا شعور وأشعر أن سمو الأمير يبادلنا جميعاً الابتسام، فالواقع على الأرض يظهر حجم التطور الذي شهدته الدوحة هذه العاصمة الخليجية التي تنام في هدوء على ساحل الخليج العربي منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لمقاليد الحكم في السابع والعشرين من يونيو 1995، وهو وفريقه ينقل الوطن من معركة بناء إلى معركة بناء أخرى، والتحدي الأخير مشروعة لرؤية قطر عام 2030 وكيف ستكون؟

خطة شاملة نقلت قطر إلى حضارة العصر، بل ووضعت قطر الدولة الصغيرة إلى جانب دول كبرى لحكمة قيادتها وبعد نظرها في التعامل مع قضايا الأمة، فكبرت وكبر وطنها، بل وأصبح موقع هذه القيادة بحجم الوطن العربي كله.

فنجدها تمد يد العون إلى لبنان وتفض نزاعاته، وإلى الخرطوم ودارفور وتبلسم جراحه، وإلى فلسطين، وأميركا وهاييتي في عمل إنساني غطى العالم لأن أميرها الإنسان لديه كريزما القيادة التي تؤهله لقيادة أمة نحو النجاح.

فالرجل بعد أن رتب وضع بلده وشعبه الاقتصادي، ولم يعد هناك مواطن قطري يقف على باب قصره الخاص لانتظار مساعدة آخر الشهر، وحقق لدولته هذا التطور الاقتصادي، انتقل إلى هموم الوطن العربي.

فقد عمل سموه على أن يحتل المواطن القطري مكان الصدارة، وتوفير الحياة الكريمة له، وفرص العمل الحقيقي المنتج، والخدمات الأساسية كافة، وما تشهده الدولة حالياً من تطور ساهمت في تحقيقها تشريعات جديدة أقرها مجلس الوزراء واعتمدها مجلس الشورى، من بينها قوانين تساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، وتشجع الاستثمار، وتجذب المستثمرين في مختلف المجالات السياحية والصناعية والصحية والتعليمية والعمرانية.

وعلى المستوى السياحي فقد ركزت الدولة جهودها لجذب السياح الأجانب الذين يبحثون عن شواطئ رملية وشمس مشرقة ساعد في تحقيق هذا الهدف الحركة التحررية السريعة التي نفذتها قطر في الأعوام الأخيرة، وضع المسؤولون التنفيذيون أمام أعينهم مشكلة قلة غرف الفنادق، حيث لم يكن في قطر عام 1999 سوى 12 فندقاً يبلغ عدد غرفها 2521 منها 1500 غرفة في الفنادق الأربعة الكبرى.

شيراتون الدوحة، ماريوت (شيراتون الخليج سابقاً)، ورمادا، وسوفيتيل. وتمتلئ غرف هذه الفنادق بسرعة في أوقات المؤتمرات الكبيرة والمناسبات الرياضية, وقد اضطرت قطر لدى استضافتها مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الاقتصادي (مينا) عام 1997 إلى تأجير سفن كفنادق عائمة لاستيعاب ما فاض عن الفنادق الاثني عشر, ولم يشكل ذلك مشكلة لدى قطر قبل العام 1995 فلم تكن تفكر في استضافة مؤتمرات كبرى بخلاف سياستها الحالية والتي تتطلع من خلالها إلى جذب أكبر المؤتمرات, أدى ذلك إلى اهتمامها بالشأن السياحي فارتفعت أبراج عشرات الفنادق والمنتجعات, وأدى تشجيع أمير قطر شخصياً للقطاع الخاص لكي يلعب دوراً أكبر في هذا القطاع إلى إقدام مستثمرين قطريين على بناء فنادق.

وعلى مستوى الاستثمار في المجال التعليمي ساهمت القوانين التي أصدرها أمير قطر بعد موافقة مجلسي الوزراء والشورى على تشجيع الاستثمار في مجال التعليم العالي الجامعي، ما أدى إلى جذب استثمار أميركي وكندي، كما توسع المستثمر القطري في هذا المجال وشارك في بناء مدارس خاصة, وتعمل الشيخة موزة بنت ناصر المسند التي تتولى ملف تطوير التعليم العالي على تحقيق نقلة نوعية في التعليم العام ومن خلال إشرافها على مؤسسة قطر للتربية والتنمية. وفي المجال الاجتماعي تشهد دولة قطر حركة تحررية لم تكن موجودة قبل العام 1995. وعمرانياً فقد توجه المستثمر القطري إلى بناء الأبراج بارتفاعات تترواح ما بين 20 إلى 25 طابقاً.

واليوم وبينما يمكن لأمير قطرالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن ينظر مبتسماً إلى الماضي القريب ولملامح خطته التي وضعها أمام مجلس الوزراء عام 1995، فأن الحقيقة هي أنه أشرف يومياً على تنفيذ هذه الخطة التي أثمرت مصانع غاز عملاقة تساعد في توفير الاعتمادات المالية لخططه الخمسية المتلاحقة، وأثمرت أيضاً إيجاد العنصر القطري الفاعل والعامل والمنتج في مختلف القطاعات، وإنه بذلك يكون أوفى بوعده لشعبه في أول خطاب له بعد توليه مقاليد الحكم. ويبادله شعبه أيضاً الابتسامة فالمواطن القطري يعتبر من عشرة جنسيات هي الأعلى دخلاً في العالم، وإنه لشرف لنا جميعاً أن ننتمي لهذه القيادة التي تشرئب لمكانتها السامية الأعناق، وما نتطلع إليه أن يقود سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة لآل ثاني مسيرة الأمة لإعادتها إلى عصر نهضتها الأندلسي والبغدادي لتعود الضاد لغة الأمم من جديد، وتنهض وتحقق الحلم العربي.



الشيخ علي بن حسن آل ثاني

رجل أعمال عربي


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي