يبدأها غداً من السعودية وتشمل سورية ومصر والأردن قبل واشنطن في 23 الجاري

جولة الحريري في «حقل ألغام» عربية وفوق «فوهة» الحرب المحتملة في المنطقة

تصغير
تكبير
| بيروت - من وسام أبو حرفوش |
ينطلق رئيس الحكومة سعد الحريري غداً في جولة عربية تسبق زيارته للولايات المتحدة في 23 الجاري، يبدأها من السعودية وتشمل سورية ومصر والاردن وربما الامارات العربية المتحدة، اضافة الى تركيا، على ان يستكمل تحركه الخارجي لاحقاً بزيارات لسلطنة عمان وروسيا وسواهما.
وعلمت «الراي» ان الحريري الذي يزور الرياض الاثنين ودمشق الثلاثاء، سيعود الى بيروت للمشاركة في استقبال سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد واجراء محادثات معه، اضافة الى العشاء الذي سيقيمه على شرفه مساء الاربعاء في السرايا الحكومية.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع في بيروت لـ «الراي» ان التحرك الخارجي للحريري الهدف منه العمل، في موازاة تحركات اخرى، من اجل نزع فتيل الانفجار في المنطقة بعد الاحتقان المتزايد الناجم عن تضافر عوامل التصعيد على اكثر من جبهة في المدة الاخيرة.
ولفتت الى ان الواقع الاقليمي المأزوم مرشح لمزيد من التأزم في ضوء مؤشرات يعكسها استمرار قرع «طبول الحرب» وانسياق الجميع وراء «سباق تسلح» من النوع الذي يضع المنطقة فوق «فوهة» قابلة للاشتعال في اي لحظة.
وتوقفت بـ «قلق بالغ» ازاء مجموعة من الوقائع المستجدة، كموقف الادارة الاميركية الداعي الى تحصين قدرة اسرائيل على مواجهة صواريخ «حزب الله»، والاعلان عن اتفاق يقضي بتقديم روسيا صفقة سلاح جديدة لسورية، وقيام اسرائيل بمناورات تحاكي من خلالها سيناريو الحرب على لبنان وسورية.
ولفتت المصادر الى العلاقات العربية - العربية «غير المريحة» رغم تعاظم الاخطار على المنطقة ولبنان، مشيرة في هذا السياق الى ما يجري في العراق كـ «مؤشر» على اللا تفاهم السعودي ـ السوري، والى المراوحة في «اللا علاقة» المصرية - السورية. ورأت ان تحرك الحريري العربي ـ الاقليمي - الدولي يعكس ادراكه لحجم الاخطار التي تحوط لبنان والمنطقة، ويشكل مبادرة في اتجاه العمل لابعاد شبح حرب محتملة.
وتحدثت تقارير في بيروت عن ان موعد زيارة الحريري لدمشق، تحدد بعد زيارة قام بها مدير مكتبه نادر الحريري للعاصمة السورية في الساعات الماضية، حيث التقى الوزيرة بثينة شعبان.
كما برز الاتصال الذي جرى بين الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني ميشال سليمان وتم خلاله عرض العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.
واوردت معلومات صحافية ان الاسد وضع سليمان في أجواء زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لدمشق، وأهميتها في هذه المرحلة التي تمر فيها المنطقة. كما تداولا في زيارة وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس التي شملت بيروت ودمشق، واستعرضا الأجواء التي نقلها من الجانب الاسرائيلي حول عدم وجود نوايا إسرائيلية بالتصعيد ضد لبنان وسورية.
كما تبادل الرئيسان اللبناني والسوري، حسب هذه التقارير، الافكار حول القمة الاورو - متوسطية التي ستنعقد في برشلونة في مطلع الشهر المقبل.
ووسط هذا المناخ، أشار وزير الدولة جان أوغاسبيان (ترأس الوفد الاداري اللبناني الذي زار دمشق قبل مدة) إلى أن «رئيس الحكومة أبلغ مجلس الوزراء عزمه على القيام بزيارات للدول العربية على ان يتوجّه بعدها إلى الولايات المتحدة، وأن سورية ستكون من بين الدول العربيّة التي ينوي زيارتها»، موضحاً ان «المواعيد لم تحدد بعد لأنَّها مرتبطة برؤساء الدول العربيّة وبتنظيم الزيارة».
وعن العلاقة بين لبنان وسورية، قال أوغاسبيان: «المعلومات التي أعرفها هي أن العلاقة جيدة مع دمشق، وهناك تواصل دائم ومستمر والشق المتعلق بالاتفاقات يأخذ طريقه الطبيعي».
وأشار منسق الأمانة العامة لقوى 15 مارس النائب السابق فارس سعيد إلى أن «الرئيس الحريري يحمل همّ حماية لبنان مما يجري في المنطقة من استحقاقات آتية». وأضاف: «سعد الحريري قوي في زيارته لواشنطن اليوم، وحماية لبنان تتم باحترام ثلاث مرجعيات، وهي اتفاقية الطائف، والمبادرة العربية للسلام ومقررات الشرعية الدولية وعلى رأسها الـ 1701 و1559».
واذ اعتبر ان «تعقيدات المنطقة لا تضع لبنان في مأزق بل تضع سورية في هذا المأزق»، لفت الى «ان السوريين يسعون الى فك عزلتهم العربية والدولية»، مشيراً الى ان «سورية في حاجة الى سعد الحريري لترطيب الاجواء بينها وبين اميركا ولا تريد ارباكه والسوريون في مأزق».
ورأى الوزير السابق وئام وهاب (القريب من سورية) «ان الحكومة ستشهد تعديلا على بعض وزرائها قبل الصيف المقبل»، محذراً الحريري من بعض المستشاريين الذي وصفهم «باصحاب المشاريع السياسية والاقتصادية الخاصة» ذاكراً منهم «وزير المال السابق محمد شطح والمستشار محمد حنا».
ولم يحجب هذا المشهد السياسي «المشحون» هدير الاستعدادت للجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي تجري في 23 مايو الجاري في محافظتي الجنوب والنبطية، والتي باتت تختصرها «الموقعتان» المتوقعتان في صيدا وجزين، وملامح «التمرّد»، من «داخل البيت» على اتفاق الثنائي الشيعي «حركة أمل» و«حزب الله» في عدد من المناطق.
وقد اقتربت عاصمة الجنوب صيدا من معركة سياسية تضرب موعداً لها بعد اسبوع، بعدما نعى طرفا المفاوضات امكانات التوافق وأكدوا التوجه نحو «منافسة ديموقراطية» ستكون بين لائحة مكتملة يترأسها المرشح محمد السعودي ومدعومة من «تيار المستقبل» (يقوده الحريري) و«الجماعة الاسلامية» وعائلات، وبين لائحة مدعومة من رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» اسامة سعد.
وكان لقاء عُقد في منزل السعودي ضمه ونائبي صيدا الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري وعدد من الشخصيات الصيداوية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي